السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي اليوم هو موضوع تحدث عنه الشيخ المبدع
مشاري الخراز
وهو السر الذي بواسطته سنضمن تحقيق كل ماهو خير لنا
موضوعنا وسرنا هو التوكل
قد تكونين فقدتي جزء من حماسك بعد ماقرأتي العنوان
ولكن والله ثم والله لن تخرجين الا وقت استفدتِ من هذا الموضوع ان قرأتيه بقلبك قبل عينك
الموضوع لن يأخذ منك أكثر من دقيقتين لتقرأيه فلا تبخلي على نفسك يآغالية
بالمفتاح الذي سيسعدك طيلة حياتك بإذن الله
أولاً:- لماذا نتوكل؟!
إذاعلمت أن الله أرحم بك من نفسك..
وأنه يحب منفعتك أكثر مماتحب أنت ذلك..
وأنه الوحيدالقادرعلى نفعك فكيف لاتعطيه كل اعتمادك؟
فلا يوجد شيء ألذ ولا أحلى ولا أشد راحة
من أن يرمي العبد كل أحماله وأثقاله وهمومه على ربه
قال تعالى ( أليس الله بكاف عبده؟ )
حسناً أريد الآن أن أتوكل ولكن كيف؟!
سأضرب لكم مثالا..
لو وعدك الملك ببيت وطلب منك صورة جوازك
ليسجل البيت باسمك..
فهل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت ام على لصورةالجواز ؟
طبعا قلبك سيعتمد على الملك
وليس على صورة جواز السفر..
لأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر
ولكن الملك لم يعطهم بيتا
لله المثل الأعلى..
علينا إذاتوكلنا على ملك الملوك
أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة
ولكن لانعتمد عليها بل نعتمد على الله
نأتي الآن لنتعلم سوياً بالتفصيل كيفية التوكل ؟
كيفية التوكل على الله:
الخطوة الأولى : ضع في ذهنك الآن شيئاً معيناً تحبه وترغب في أن يتحقق لك
..أوشيئا لاتحبه وتريد التخلص منه
الخطوة الثانية :نريدك الآن أن تتخذ قراراً جديدًا
هو:أن تفوض مهمة إنجاز هذا الشيء إلى الله..
أي:أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك
قبل أن ننتقل..لابد أن نطبق المرحلة الثانية من كل قلبنا..
نريد أن يرى الله قلوبنا فعلاً قد فوضت الأمر له وبكل صدق الآن
إذاكنت قد طبقت المرحلةالثانية وأنت واثق بالله فستشعربراحة..
لأن هذا الإله الذي اعتمدت عليه قد وعدك بتحقيق رغبتك
فقال:ومن يتوكل على الله فهوحسبه
الخطوة الثالثة: هي"بذل الأسباب"
ومعناها: أن تفعل كل مابوسعك للحصول على هذا الشيء
الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك
سؤال :المتوكل وغيرالمتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
الجواب:غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط
ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها..
لاتعتمد على دوائك ولامذاكرتك ولا واسطتك ولاقوتك
بل اعتمد على الله وحده لاشريك له
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "نبذل الأسباب"
ولكننا نستحضرأثناء فعلها انها ليست هي التي ستوصلنا للهدف
بل الله هوالذي يوصلنا
سؤال آخر: لماذا لم تتحقق رغباتي مع أنني متوكل؟
الجواب: إذا كان توكلك ضعيفا فإن تحقق رغباتك سيتأخر على حسب ضعف توكلك..
وأما إذا كان توكلك قوياً فسبب عدم تحقق رغبتك هو أن الله علم بأن هذا الشي ليس هو الأفضل لك فصرفه عنك لأنك توكلت عليه
ولكن كيف أعرف توكلي قوي أم ضعيف؟
الجواب :بحسب ثقتك واطمئنانك بالله..فإذاكنت قلقاً وغيرمطمئن مع أنك متوكل على الله فهذا توكل ضعيف
وأما إذا كنت مطمئنا وواثقا بالله..
ومتيقنا بأنه سيأخذ بيدك للسعادة لأنه وعدك بأنه حسبك..
عندها لن تقلق..هذا توكل قوي
المتوكل دائما فرح ومطمئن لايقلق أبدا..
لأنه يعلم أن رغبته إن كانت خيرا فستتحقق ولومتأخراً..وأما إن لم تكن خيرًا فلن تتحقق
فالمتوكل القوي يسلم أمره إلى الله ليفعل به ما يشاء سبحانه..
كما أن الرضيع يسلم نفسه لأمه تفعل به ماتشاء..فكيف لايطمئن؟
سؤال :من شروط التوكل العمل وبذل الأسباب..
ولكن بعض الأشياء لا أعرف كيف أبذل فيها الأسباب!؟
الجواب: بذل الأسباب لا يتوقف على الأسباب الدنيوية..
بل هنالك أسباب أخرى سماوية..
مثل الدعاء والاستغفار والصدقة وترك الذنوب
فكما أن الله جعل الطعام سببا للشبع..
فهوسبحانه قد جعل الدعاء سببا للفرج..
والاستغفار سببا للحماية..
والصدقة سببا للشفاء
فلايمكن لأحد أن يقول أنامتوكل
ولكني لم أبذل الأسباب لأني لم أجدها..
فالأسباب السماوية لاتستصعب على أحد وهي أقوى بكثير
أنامتوكل فلماذا أحس بقلق وتوتر؟
هذا يدل على ضعف بالتوكل.
.فالمؤمن كلما زاد توكله قل توتره لأنه يعلم أن الله يحميه
مثال لوتبعك شرطي فهربت إلى أن أدخلك الملك في قصره ووعدك بحمايتك..
فإذا أحسست بالقلق بعد كل هذا فأنت تضيع وقتك بالقلق بدلامن الاستمتاع بمجالسة الملك
بل لو رآك الملك تشعربالقلق من شرطي بسيط بعد كل التطمينات
التي أعطاك إياها فسوف يغضب عليك..لأنه سيحس أنك لاتثق بكلامه
لله المثل الأعلى..ربي يحب أن يراك تثق به بعد التوكل..
وسيعطيك أكثرمما تتخيل إذا أعطيته قدره لانه قال لك:وكفى بالله وكيلا
وبدلامن أن تضيع وقتك بالقلق..
عليك أن تفرح بالتوكل ومعرفة الله والاطمئنان إليه ومحبته التي حرمهامن كثيرين وأعطاك اياها