بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
زمزم هي البئر التي تقع جنوبي مقام إبراهيم عليه السلام على بعد 18 مترا منه في المسجد الحرام. واشتقاق اللفظ من الزمزمة وهو صوت مطلقا، أو الصوت البعيد الذي يسمع له دوي. قال ابن قتيبة في غريب الحديث (2/502) "ولا أراهم قالوا زمزم إلا لصوت الماء حين ظهر".
وماء زمزم لا لون له ولا رائحة، ذو مذاق مالح قليلا، والرقم الهيدروجيني له (5،7) وبذلك يكون قلويا إلى حد ما، وجميع الايونات السالبة والموجبة الذائبة فيه تقع ضمن مواصفات منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، ماعدا الصوديوم فكميته مرتفعة ولكن لا يوجد في المواصفات العالمية حد لأعلى تركيب له.
إن ماء زمزم صالح تماما للشرب وأثره الصحي جيد، زمزم نعمة عظمى وآية كبرى من آيات الله البينات في بيت الله وحَرَمِه، هو الماء المبارك الشريف الذي ظَهَر في أطهر بقعة مباركة لسيدٍ مبارك بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، وله فضل عظيم وقدر كبير، فهو سيد المياه وخيرُها وأشرفها وأجلها، وفي هذا يقول: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيرُ ماءٍ على وجه الأرض ماءُ زمزم.
وهو ماءٌ غُسل به قلب النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم) وما كان ليُغسل إلا بأشرف المياه.
قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إنها مباركة إنها طعام طُعم وشفاء سُقم"، إن شربته بنية الشبع أشبعك الله وإن شربته بنية الشفاء شفاك الله وإن شربته لأي حاجة قضاها الله، وهو ماء مبارك مج فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بريقه الشريف فزاد بركة على بركة.
قال ابن القيم: ماء زمزم سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنا، وأنفسها عند الناس، وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل.
يقول المناوي: (ماء زمزم لما شرب به) لأنه سقيا الله وغياثه لولد خليله فبقي غياثا لمن بعده، فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث، وقد شربه جمع من العلماء لمطالب لهم فنالوها، قال الحكيم: (هذا جار للعباد على مقاصدهم وصدقهم في تلك المقاصد والنيات، لأن الموحد إذا رابه أمر فشأنه الفزع إلى ربه فإذا فزع إليه استغاث به وإنما يناله العبد على قدر نيته.
وسن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوضوء به وجعل الإكثار من شربه والتضلعَ منه علامة للإيمان وبراءة من النفاق. وكان صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ يَقُول: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ وقد جرّب ذلك العلماء والصالحون وشربوه بنية قضاء حاجات وطلب حصول أمور من شفاء مريض أو زوال فقر وكربة فيسّرها الله لهم.