من الطارق...؟؟؟
الطارق هنا من نوع آخر .. كأَن في طرقاته إلحاح شديد ، يعلوه خوف وترقب ، يرنوا بألحان الشجن .. يصرخ وينادي وقد اجتمع عليه الحشود يشاهدونه .. يتهامسون.. يتهاتفون.. كأن فيهم من يقول إنه غريب.. طريد.. سجين.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. لم يجد الغريب باباً ينفتح له.. أو يدا تمتد لتساعده مضى الغريب من بين الجموع دون أن يكشف عن قناعه.. ومضى وثيابه الممزقة تكاد تتطاير عنه .. وعصاه التي يتوكأ عليها تكاد تنكسر من طول مرافقتها له.. مضى وأنظار الناس ترميه بسهامهم .. مضى ولم يمضي الكثير حتى وقعت عيناه على عيني .. فنظر إليّ نظرةً أظن أنها قد كفنتني ازدراءً واحتقاراً .. بيد أني قرأـت في عينيه قصته.. كأنه يقول شاكياً : ( رأيت الكون ينكرني .. ووجهاً بات ينظرني .. والشمس والبحار غدت بقلب الصبح تعزلني .. أنين الصمت مازال بداري يشدوا موال .. حزيناً حين تسمعه .. يفيض الدمع مدراراً .. وتهت اليوم عنواني .. فأرض الروم منتجعي .. وزلت قدمي أركاني .. فصحت دون منتفع .. سراب الدنى خانَ .. وعان القلب ما عان .. عويلاً يشكو وحدته .. ونوح الصمت قد بان .. ومسني الجوع والفقر .. وخوف من أذى البشر .. ودس الظلم ملعنةً .. فسحق النور والزهر .. وصاح القلب يا ربي أعني قبل أن يأتي ملاك الموت .. أو تأتي جيوش تبتغي حتفي ..فسرت الدرب محزونا .. وباتت أرضي تحتضر .. فأضحى الدين منبوذاً .. وعرى الإسلام تنكسر .. وتلك الأرض تبكيني وتشجي الكون ألحاني .. وتسأل عن هوى بطل .. يضمد جرحها الدامي .. فضل الناس دربهم .. وناموا كلما عانوا .. وصار الغرب مخبأهم .. وخانوا أينما كانوا .. عصافير المنى غني .. وقولي للدنى أني لنور الفجر مشتاق ٌ .. فاحكي للثرى عني .. أنين الصمت لا ترثي .. رجالاًً دججوا النفس .. وبالسيف هم التمسوا .. وبالسهم كذا القوس .. أنين الصمت خذ بيدي .. وطب نفساً ولا تأبى .. وقم بالليل واستمتع .. بقرب الفجر لو اقترب ) ثم انصرف
ومن دون أن أشعر .. ناداني صوت الدعوة الرباني .. وهفا إلي بلهفة وحنان .. نداني وهو مطارد في أرضه .. ومكبل في قبضة السجان
إنه روح المسلم يا مسلمين .
التوقيـــــــع:
مهما الزمن طول يبقى ديننا الأول