السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى :
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ........
(طه: 124 ـ 126).
إن الإيمان هو جوهر الدين، والعقيدة الصحيحة هي قاعدته السليمة التي ينهض عليها وهي الدافع القوي إلى العمل الصالح. فالانحراف عن العقيدة الصحيحة مهلكة وضياع، والفرد بلا عقيدة ربانية يكون فريسة للأوهام والشكوك التي ربما تتراكم فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لدروب الحياة ورسالته فيها، والمجتمع الذي لا تسوده عقيدة ربانية هو مجتمع بهيمي يفقد كل مقومات السعادة والطمأنينة وإن كان يملك كل مقومات الحياة المادية والتي كثيراً ما تقوده إلى الدمار والانحلال الاجتماعي والأخلاقي
ليس هناك من عمل أنفع وأشرف من أن يتعلم الإنسان أمور دينه وأركان إيمانه ومقتضياته وأن يتعرف على معاني ومزالق الكفر والضلال ويحترس منها ويعلمها غيره من إخوانه المسلمين.......وحتى يكون المسلم على بصيرة أكبر من أمر دينه وعقيدته
إن من أهم الأمور الإقبال على طلب العلم حتى يعلم الانسان من أمور دينه ما لا يسعه جهله كمعرفة العقيدة الصحيحة وأحكام الصلاة والزكاة والصيام وأحكام الحج وأحكام المعاملات إذا كان ممن يتعاطى البيع والشراء ونحوهما من وجوه المكاسب حتى يكون في ذلك كله على بينة وهدى.
لأن الله سبحانه إنما خلق الثقلين ليعبد وحده لا شريك له. وعبادته هي توحيده سبحانه بأنواع العبادة وطاعة أوامره وترك نواهيه، ولا سبيل إلى معرفة ذلك بالتفصيل إلا بواسطة التعلم، وكلما اجتهد الطالب في التعلم وبذل وسعه فيه كان في ذلك أقرب إلى نجاحه وإدراكه المطلوب بتوفيق الله سبحانه .
ومن أهم الأسباب لإدراك المطلوب والفوز بالمرغوب فيه من العلم الشرعي: الإخلاص لله في ذلك، والحذر من طلبه لغرض آخر كالرياء أو نحوه من أغراض الدنيا،
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " . أخرجه أبو داود بإسناد حسن
وأخرج الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار
فالواجب على كل مسلم أن يخلص عمله لله وحده عملا بقول الله عز وجل: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
قال صلى الله عليه وسلم إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه ...[رواه الخطيب في تاريخه وحسنه الألباني]
فاذا كان الانسان لا يعلم أمور دينه فكتب السيرة والحديث والفقه كثيرة تنتظر من يقرأها ويتعلم أمر دينه .
( يقول سيدنا محمد صلى اله علي وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه بالدين وانما أنا قاسم والله عزوجل يعطي و لن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله .) مختصر البخاري 39)
فكلما تعلم المسلم أمور دينه وكان يعبد الله تعالى على علم كان أفظل وأجود وكلما قرأ المسلم أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقارنها بما جرى ويجري في هذا الزمان يزداد يقينا وايماناً
فالموت الحقيقي للمسلم هو تنازله عن دينه أو احتقاره له، أو ترك العمل بأحكامه، والموت الظاهري لا يعتبر شيئاً إذا قارناه بالموت الديني. فإن كنا نريد الحياة فإن تمسكنا بديننا هو الحياة، فإن لم يكن حياة فليكن الموت، والموت كأس يشربه الجميع حتماً.
فينبغي لكل مسلم أن يصلح نفسه، وأن يحرص على أمور دينه، وأن يقوي اعتقادة بربه فهناك يجد الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة,
لابدَّ للمسلم أن يعرف أمور دينه حتى لايقع في الخطأ، ولا يرتكب المحرم ولا يخوض في الباطل، خاصة وأن كل شأن المسلم دين، وأحكام الإسلام لاتفارق المسلم، فهي معه أينما كان حتى في فراشه مع أهله.
والمسلم لايخجل من السؤال عن أمور دينه صغيرها وكبيرها.. جليلها ودقيقها... يسأل من يثق بمعرفته وتقواه، فالمعرفة اطِّلاع على الحق وتمييز له، والتقوى خوف من اللّه تعالى وحسن خلق.
وعليه أن يشغل نفسه ما استطاع بما ينفعه في أمور دينه ودنياه وذلك بمخالطة الصالحين وكثرة الجلوس في حلق الذكر والتفقه في الدين ،
اللهم انى اسألك ايمانا دائما وأسألك قلبا خاشعا
وأسألك علما نافعا وأسألك يقينا صادقا
وأسألك دينا قيما وأسألك العافية فى كل بلية
وأسألك تمام العافية وأسالك دوام العافية
وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس