المخُدّرات :
لعنة كبرى استشرت في تلافيف المجتمعات كافة ، ولم يكن نصيب العرب منها بالقليل ، خاصة إذا علمنا أن المجتمع العربي مستهدف للنيل من مبادئه وقيمه الراسخة .
والشباب ، هم أكثر الفئات تعرضاً لأخطار هذه الآفة الخبيثة ، خاصة إذا غاب الوعي الديني لديهم وسيطرت على أفكارهم الدعوات الغربية الهدامة الداعية إلى الانحلال والتفكك الأسري ، التي مازالت وسائل إعلامهم تنعق لترويجها . . فإذا وقع الشاب في شباك هذه الدعوات ، صار فريسة سهلة للدخول في عالم المخدرات ، وهو عالم مظلم مخيف ، لا يمكن الفكاك منه بسهولة .
فمتعاطي المخدرات غالباً ما يدمنها ، ويصعب علاجه من شرورها ، وإن عولج فإنها حتماً ستترك آثاراً سيئة على حالته النفسية وعلاقاته الاجتماعية . . ونظراً لخطورة هذه الآفة على مستقبل البشرية ، فقد تعددت المؤتمرات والندوات الدولية للبحث في هذه المشكلة ، كان آخرها المؤتمر الدولي الذي انعقدت جلساته في شهر مايو الماضي ( 1998م ) بحضور رؤساء عدة دول ، وقد أنهى المؤتمر أعماله بعدة توصيات . . جاء في مقدمتها ضرورة المشاركة الدولية في القضاء على زراعة المخدرات ، التي تحتل مساحات شاسعة في بعض دول العالم ، كما أوصى المؤتمر بضرورة تكاتف الحكومات والشعوب لمحاربة ترويجها والقضاء على انتشارها ، وبالتالي هدم نشاطات المافيا الدولية المروجة لها .
وفي هذه المقالة ، نقدم تعريفاً موجزاً بالمخدرات ، وآثارها المدمرة . . . وكيف يمكن التعرف على مدمنها ؟!
لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة :
إن أفعى المخدرات تتلون بألوان شتى ، يصعب حصرها أو الخوض في الحديث عنها هاهنا . . ولكن لابأس من تصنيفها ، فهي :
إما طبيعية ، حيث يتم استخراجها من نباتات وأعشاب بعينها ، مثل : الخشخاش ، والكوكا ، والبنج ( الشكران ) ، والحشيش ، وغيرها .
وإما صناعية ( تخليقية ) وهي تستحضر كيميائياً في المعامل ، ومن أمثلتها : عقاقير الهلوسة ، والمنشطات ، والمهبطات .
وخطورة المخدرات تكمن في أنها تعطي للوهلة الأولى شعوراً بالنشوة والسعادة . . ثم تبدأ في التغلغل داخل أوردة وشرايين الدم ، فتحدث فيها تسمماً بطيئاً ، وينتقل تأثيرها السام ليصل إلى المخ . . وينهار الجهاز العصبي المركزي أمام هجومها الخبيث ، ويعجز جهاز المناعة عن المقاومة .
إن نتائج إدمان المخدرات لم تعد خافية على أحد . . فالمدمن الذي استشرى السم في جسده ، يصير على شفا حفرة من الموت ، ناهيك عن ما يسببه لأسرته من مشكلات لا أول لها ولا آخر . . تنعكس هذه المشكلات بصور سلبية على اقتصاديات المجتمع ، وتؤثر في تركيبته الاجتماعية بشكل خطير .
وديننا الإسلامي الحنيف ، نهى عن إلقاء الأنفس في هاوية الأعمال الخبيثة التي يروج لها شياطين الإنس والجن قال تعالى : ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (المائدة : 90) ، وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر " [1] .
وفي أعقاب انتهاء جلساتها ، في الدورة التاسعة والعشرين التي انعقدت بمدينة الرياض في الفترة من التاسع من شهر رمضان 1407هـ إلى العشرين منه ، أفتت لجنة من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، بضرورة إنزال عقوبة رادعة ، تصل إلى حد الإعدام ، لكل من يثبت تورطه في تهريب المخدرات ، أو الاتجار فيها .
كيف تتعرف على المدمن ؟
وها هنا سؤال جدير بالطرح هو :
إنه قد يتعرض أحد أولادنا للعنة المخدرات ، وحتى نسرع لتقديم يد المساعدة إليه وإنقاذه من السقوط في حبائلها . . كيف نتعرف على أنه تعاطى المخدرات ؟ أو بعبارة أخرى ، كيف نعرف أنه مدمن . . ؟! .
من الملاحظ اجتماعياً أن معظم الأمهات والآباء صاروا يتخوفون من وقوع أولادهم في بئر الإدمان ، بعد انتشار ظاهرة المخدرات ، والأيادي الخفية التي تروج لها في مجتمعاتنا العربية . . لذلك ننصح الآباء والأمهات بمتابعة سلوك أولادهم ، وإذا ما ظهر على أحدهم أي عرض من الأعراض التي سنذكرها ، فعليهم ألا يتقاعسوا عن عرضه على الطبيب . .
أولاً : تضطرب ساعات النوم وأوقاته عند المتعاطي ، بصورة لم تكن مألوفة عنده قبل تناول المخدرات .
ثانياً : ظهور حالات من الحزن والكآبة .
ثالثاً : تظهر أعراض مرضية على العينين . . تتمثل في اتساع الحدقتين ، واحمرار مفاجئ لهما ، يزول . . ثم يعود . . في دورة لا تتوقف .
رابعاً : يهبط نشاط المدمن بشكل ملحوظ ، ويصير غير قادر على أداء أعماله ومع ذلك نراه لا يبدي أي طلب للمساعدة من الآخرين .
خامساً : يمضي أغلب وقته خارج المنزل ، مع رفقاء السوء . . وإذا رجع إلى المنزل غالباً ما ينزوي في غرفته . . وتسوء علاقاته بأفراد أسرته .
سادساً : يكون غير قادر على التفكير بصورة سوية . . و يلازمه النسيان بشكل يلفت انتباه الآخرين .
سابعاً : لأتفه الأسباب يثور ويغضب . . ويصعب مناقشته .
ثامناً : يهمل نظافته الشخصية ، ولايعنى بجمال مظهره .
تاسعاً : تفوح من فمه روائح كريهة ، نتيجة حدوث تعفن باللثة وتكون هذه الروائح شبيهة برائحة البيض الفاسد .
عاشراً : ( بالنسبة لمتعاطي المخدرات عن طريق الشم ) ، يلاحظ اتساع مفاجئ وتضخم في جلدة فتحتي الأنف ، مع ظهور احمرار واضح عليهما .
حادي عشر : يزداد طلبه للنقود ، فلم يعد يكفيه مصروفه اليومي . . ويكون هذا سبباً في انحراف سلوكه ، حيث يقوم بسرقة الآخرين ، والاعتداء عليهم .
ثاني عشر : يلاحظ انخفاض في الوزن ، يصحبه شحوب في ملامح الوجه ، وانكماش في جلد الأطراف . . مع ظهور اهتزازات عصبية لا إرادية بين الحين والآخر . . وتبدو عليه أعراض الشيخوخة المبكرة .
ثالث عشر : يمكن ملاحظة السرعة في النبض ، مع ازدياد ضربات القلب .
رابع عشر : يحدث اضطراب واضح في الغدد المفرزة للعرق .
خامس عشر : إذا وضعت يدك على رأس المدمن فإنك تشعر بسخونة ، قياساً بالأطراف التي يسودها درجة حرارة أقل ( هذه الظاهرة تكون مستمرة ، بخلاف الأمراض العرضية الأخرى ) .
سادس عشر : يشكو المتعاطي من حدوث دوار ودوي مؤلم بالأذن .
سابع عشر : يحدث جفاف بالفم ، يصاحبه التهاب في الحلق .
ثامن عشر : يفقد الشهية للطعام ، مع الميل للتقيء . . قد يصاحب ذلك إمساك شديد أو إسهال مفاجئ ، وهذه علامات تدل على تدهور في وظائف الكبد .
تاسع عشر : يبدي المتعاطي إحساسات جسمانية خاطئة . . فيتوهم مثلاً : أن أطرافه قد ازدادت ، أو أن أنفه قد أصيب بالتضخم . . !!
التحصين ضد المخدرات :
وفي الختام نقول للآباء والأمهات . . عليكم ب ( تحصين ) أولادكم ضد آفة العصر ، ولا يكون ذلك إلا بإعطائهم ( اللقاحات الطبيعية الوقائية ) ، الأكيدة المفعول . . وما هذه اللقاحات سوى اتباع هذه التعليمات :
* لا تدعوا في حياة أولادكم مايسمى ب ( وقت الفراغ ) ، وعليكم أن تشغلوهم بكل ما هو نافع من أحاديث وقراءات تنير العقل . . شجعوهم على ممارسة الأنشطة والهوايات المفيدة التي تبني أجسامهم ، وتنمي مهارتهم .
* كونوا أصدقاء لأبنائكم . . و كونوا معهم في اختيار أصدقائهم ، مع اتباع أسلوب ( الاقناع والاقتناع ) إذا دعت الضرورة ولا داعي للعنف أو التوبيخ المستمر لهم .
* والأهم من ذلك كله ، الحرص الشديد على تنشئتهم ، منذ نعومة أظفارهم ، على أداء الصلوات في أوقاتها . . وحفظ آيات القرآن الكريم ، فهي ( الإنزيم ) الفعال في كبسولة لقاح ( التحصين ) .
____________________________________
الموضوع منقول من موقع ياله من دين لو كان له رجال
وفضلت ان انقل هذا الموضوع في منتدي الاحبةفي الله لما في طرح هذا الموضوع من اهمية بالغه,ولما رايته من واقع عملي لتأثيرالمخدرات علي الانسان.
والله اسال ان يحفظ شباب المسلمين ونسائهم وبناتهم من كل فكر دخيل وكل مفسد عميل