تأملي النهر في جريانه .. و طالعي الجبل في ثباته .. وانظرى إلى النحل في جديته ، ومثابرته وإنتاجه ، وتصفحي دفاتر الكون ، وأوراق الحياة ، وكراريس الوجود ... تجدين البرهان الأعظم ..
انظري إلى " أُحد " وهو جبل جاثم في المدينة ، لكن أهل الإيمان يجعلون منه شيئاً آخر بالتأمل والتفكر .
نعم بالتأمل والمطالعة ، فيقول عليه الصلاة والسلام :" أُحد جبل يحبنا ونحبه".
هذا هو الحس المرهف ، والوجدان اليقظان ، والشعور الحي بمعنى الحياة .
تلك الطبيعة قف بنا يا ساري
حتى أريك بديع صنع الباري
ليس للحياة معنى بلا تأمل ... ليس للدنيا طعم بلا تفكر ..
وكتابي الفضاء أقراً فيه
آية ما قرأتها في كتابي
إن الحياة إذ اقتصرت على الماديات أصبحت جافة جامدة ، وإن القلوب إذا خلت من التفكر والتدبر لبديع صنع الباري جل وعز، فإنها خالية من هذه اللذة العظيمة ، متململة مكتئبة حرجة .
{ أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت } الغاشية:17-20.
أفلا ينظر هؤلاء أهل الجمود إلى بديع صنع الباري في سفن الصحراء ، في هذه الإبل المباركة ، في خلقها ، في صبرها ، في تحملها ، في خدمتها ، في تذليل الله لها .
أفلا ينظرون إلى السماوات كيف رفعها الجبار جل وعز وأعلى بناها بلا عمد ترونها ، وإلى الجبال كيف نصبها شاهدات على وحدانيته ، مرسية للأرض كالأطناب للخيمة ، وإلى الأرض في مدها ، وسطحها وبسطها وتذليلها ، وصدق الله : { وفي الأرض ءايت للموقنين * وفي أنفسكم إفلا تبصرون } الذاريات:20-21 .
وفيك احتوى العالم الأكبر.
أفلا تثير هذه الحشود العظيمة من المخلوقات معاني الوحدانية والقدرة الربانية ... وأنت تعيشين في هذا العالم المتميز بتوحيد خالقه جل وعز.بقلم الشيخ محمد بن سرار اليامي..ابن الاسلام..