" كيف أحدد هدفي ؟!! "
كَثِيراً مَا نَسْمَعُ عنْ أهمّيّةِ الوَقتِ وعَن وُجوبِ اسْتغلالِهِ وعدمِ تفويتِهِ وتضْييعِهِ
وهيَ مَوْضُوعٌ يَزيدُنا حِيرَةً, فَلا نَحْنُ أنكَرْنا أهَميتَهُ ولا نَحْنُ أجَدْنا اسْتِغلالَهُ
هذهِ حقيقة ٌيَعيشُها الكَثيرُونَ
- فبيِْنَ تائِهٍ لا يَجدُ ما يسْعَى لهُ ؛ لأنّهُ لا يملِكُ هدفاً ولا يبْتَغي الوُصولَ لِشيءٍ (شخصٌ بلا هدفٍ).
- وبينَ تسويفٍ يَطولُ انتظارُ تَحقيقِهِ لإنجازِ أعمالٍ كثيرةٍ متراكمةٍ وإعطاءِ كلَّ ذِي حقٍّ حَقّهُ فتجدُ صاحبهُ لمْ يُنجِزْ شيئاً ولم يَرْتَحْ مِن ثِقَلِ مَا يحملُ (المُسَوِّفُ).
- وآخرُ مُضِيعٌ لوقتِهِ يَبْحَثُ عن مّا يُرَفّهُ بهِ عَنْ نفسَهُ ويُسَلّي بهِ ذاتهُ طَوالَ عُمُرِهِ (المُلْهِياتُ).
حَتّى نَسْتغِلّ أوقاتنا كَمَا يَجبُ .. مَاذا يَفعَلُ من لا يَمْلِكُ هَدفاً؟
لمْ يَخْلقِ اللهُ الإنسانَ عَبثاً وقدْ أكّدَ ذلكَ سُبْحانهُ في قوْلِهِ : { وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ }, فكلُّ إنسَانٍ مَسْؤولٌ وَ لَديْهِ مَا يَعْملُ لأجْلِهِ, وَلكِنْ مَنْ لا يَرَى أهدافَهُ , تَضيعُ بهِ نفسُهُ فضَلَّ عن السَبيلَ , وحَريٌّ بنا أنْ نُعينَ بَعضَنا بَعْضَاً
][ حتّى نُحدِّدَ أهْدافَنا علَيْنا أن نُحدّدَ أدْوارَنا ][
اِبْحَثْ عَن أدوارِكَ في الحَياةِ , ما هُو الدّورُ الذي تعِيشُهُ؟
أنتَ عبدٌ للهِ
أنتَ ابنٌ
أنتَ أبٌ
أنتَ أخٌ
أنتَ طالبٌ
أنتَ مدرسٌ
أنتَ قريبٌ
أنتَ جارٌ
:
.اِبْحَثْ عنْ أدواركَ التي تَعِيشُها وسَتجدُها كَثيرَةً
بعدَ ذلكَ حَدّدْ لِكلِّ دَوْرٍ هَدفاً ، عَلى أن تَكُونَ أهدافاً واضِحَة ًمُحدّدَةً غيرَ فَضْفاضةٍ
مثلاً:
أنت عبدٌ لله : هدفك أن تصلي ركعتين في جوف الليل (هدفك هنا يكون خارج عن الفرائض)
أنتَ ابنٌ : هدفُكَ أن ترتِّبَ غُرفة َوالديكَ.
أنتَ أخٌ : هدفكَ أن تشْرَحَ لأختِكَ دَرسَ الرّياضياتِ.
أنتَ قريبٌ : هدفكَ أن تُكلّمَ خالكَ يومَ الجمعةِ وتسلمَ عليْهِ.
أنتَ جَارٌ : هدفكَ أنْ تُنظّمَ للجيرَانِ زياراتٍ شهرية.ً
وَهَكذا ، عَلى أنْ يَكونَ لِكلِّ هَدفٍ تاريخٌ مُحددٌ إنْ كانَ أسبوعيّاً أوْ شَهرِيّاً وأن يتِمَّ تحديدُ السّاعةِ إنْ كانَ يَومِيّاً.
.:.:.:.:.
ماذا عنْ صاحبِ الأعمال ِالكثيرةِ التّي تراكَمتْ عَليهِ ولمْ يَستطِعْ إنجازَ شَيْءٍ مِنهَا ؟؟
][ لاسْتِحضارِ الأعمال ِالتّي يجبُ إنجازُها ، يُنصَحُ بكِتابَتِها ][
أكتُبِ الأعمَالَ التّي يَجبُ عليكَ إنْجَازُهَا فِي يَومِكَ
1-...
2-....
3-.....
.
.
10-.....
وهكَذا
حَدِّدْ أهَمّ عَمَليْنِ في قائِمَةِ المَهَامِّ
أنْجزْهُما
هُنا تَكُونُ قدْ حَققْتَ 80% مِن قائِمَةِ مَهامّكَ حَسبَ قانونِ بَاريتُو, لأنكَ لَوْ قرّرْتَ إنْجازَها كُلّها فلنْ تُنجزَ شيْئاً مِنهَا ، فتَحْقيقُ المُهِمّ يَفي بالغَرضِ وإن بَقِي لَدَيكَ وَقتٌ وَرغِبْتَ في إنجاز شيْءِ إضافِيٍّ يكُونُ ذلكَ رائعاً.
.:.:.:.:.
أخِيراً صَدِيقَنَا الذِي ضَيّعَت وقتَهُ المُلْهِيَاتِ المُبَاحَة
][ فلتَجْعل ِالمُسلِّيَاتِ مُكافآتٍ ][
النفسُ تَحْتاجُ للتّرْويح ِ ، لا نُنكِرُ عَليكَ شيئاً, ولكنْ لا تكُن هِيَ الغاية ُوالهدَفُ, فإنّها زرعٌ بلا نَبْتٍ وغرسٌ بلا ثُمُرٍ.
وسَتفقِدُ مُتعَتهَا مِنْ كَثرَةِ مُمارَستِها والانْكِبَابِ عَليْهَا
مَاذا لَوْ جَعَلتَها مُكافَأةً لِنفسِكَ إن حَقّقْتَ ما تريدُ مِنْ أهْدافٍ وأنجَزْتَ مَا عَليكَ مِنْ أعمالٍ, حِينهَا سَيكونُ لَهَا لذةٌ وطعْمٌ, فهيَ هَدية ٌللنّفس ِعلَى حُسْنِ استِغلالِهَا لِوَقتِها وآداءِ مَا عَليْها.
كذلكَ إنْ رغِبْتَ في مُمارسَتِها فتخَيّرْ أوْقاتَ خمُولِكَ وانخِمَادِ طاقتِكَ وَ ادّخِرْ أوقاتَ الطاقةِ والنّشاطِ لتحْقِيق ِأهدَافِكَ.
.:.:.:.:.
هذا ولاتَنْسَ الدُّعاءَ والاسْتِعانة َباللهِ لكَيْ يُباركَ لَنا فِي أوقاتِنا وأعمالِنا وأعْمارِنا
وأخيرا
تفضلوا إهدائنا
[ كتاب إدارة الوقت رؤية إسلامية ]
على الرابط
http://www.be-areader.com/vb/external/Books/1/time.rar