بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد :
المرأة كلمة عجيبة تحتوي تلك الزوجة المجاهدة المكافحة , او تلك البنت الهادئة . او تلك الشابة البانية العاملة أو تلك الام الحنونة العطوفة .. معان جميلة لا يمكن ان ينساها عاقل او يتناساها اي جاهل .
واذا اردنا ان نستعرض مشاكل المرأة او فلنقل دورها في المجتمع الاسلامي العادل فإننا لا بد ان نقسم الموضوع الى اربعة اوخمسة اقسام , ونتحدث عن كل موضوع على حدة مع شئ من التفصيل .. وان مقال الباحثة الاسلامية خالدية حريري قد اثلج قلبي فنحن نريد من بني الجنس اللطيف من يدافع عنهم والله هو القصد .
وبما ان الاخوة قد فصلوا دور المرأة قبل الاسلام أو في الديانات الاخرى كالمسيحية و اليهودية فلا بد ان استعرض بدوري دور المراة في الاسلام والجبهات التي لا بد ان تعمل عليها وهي كالتالي :
1-في صروح العلم :
فلا بد منك اخب ان تفرح وتشعر بالسعادة لما ترى تلك المجموعة من النسوة الاتي يحاولن جاهدات التعلم والتعليم ونحن نتكلم عن شتى العلوم الدينية والادبية والعلومية منها ... ولا بد ان نسعى نحن جاهدين من اجل ذلك , ولا يجب علينا ان نوصد الابواب في وجوههن .
فمسالة تعليمها هي تكميل لرسالة الاسلام العالمية العادلة الشاملة , فكما قلنا لا يجب ان توصد ابواب المعرفة في وجوه النساء إلا أن يكون لأسباب فنية أو مواصفات خاصة، عندئذ ينطبق التخصيص على الرجال والنساء جميعًا فيوجه كل أحد إلى ما يناسب قدرته، إضافة إلى أن تعليمها يخدم عبادتها ويتجاوز إلى الانصهار مع عالم متجدد يتطور باستمرار، وهي ستكون ام مربية فلا بد من المعرفة والتعليم والخوض في هذه التجارب التي ستصقل شخصيتها ابت ام ارادت .
ولا تنسوا ان المرأة في الزمن الماضي برعت في علوم كان الرجال عنه عاجزون حتى ان الرجال المختصين في هذا العلم كانوا معدودين على الاصابع مثل "شهدة بنت أبرى" تلقى عليها الرجال العلم، ومنحتهم إجازة علمية بالرواية والحديث، ومنهم "أبو سعد بن السمعاني" و"ابن عساكر" المؤرخ المشهور و"الموفق بن قدامة الفقيه الحنبلي" و"ابن الجوزي". كل هؤلاء تعلموا من هذه الخالدة ذكرها الى الآن وهو مثال واضح بين ان شاء الله .
2- المرأة والمسجد :
وهو ربط المراة بالمسجد عملا وعبادة ... وانا شخصيا وكثير مثلي من الدعاة والعلماء والفقهاء اندهشوا إلى أفضلية صلاة المرأة في بيتها؛ لأنه لو كان الأمر كذلك فلم أشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على تنظيم صفوفهن في مسجده؟ ولم جعل لهن بابًا خاصًّا بهن؟ ولم ذهب إليهن فعلمهن وحدثهن عن الصدقة؟ ولم حذر البعض من القرب إلى صفوفهن؟ فالمرأة أولى بها أن تصلي في البيت إذا كانت مسئولية بيتها تفرض عليها ذلك، ولا يجوز أن نفرض حصارًا قاتلاً على حياتها العملية وتحويلها إلى نسيج لا مكان له في دنيا أو دين في الأوضاع الاجتماعية، وقد كانت النساء على عهد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يصلين الجمعة ويسمعن خطبتها، فعن أم هشام قالت: ما أخذت "ق * والقرآن المجيد"، أي ما حفظت السورة، إلا من لسان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها على المنبر كل جمعة؛ وذلك لكثرة ترددها على المسجد في صلاة الجمعة.
وكما قلنا اذا لم يمنعها ذلك عن مسؤولية البيت والتربية فلا بد ان يكون لها دور ايضا في بناء هذه الامة كما يبنيها الرجل تماما .. ما الفرق بينهما ؟ سبحان الله .
3-في رحاب التربية :
وهذه النقطة جد حساسة , حتى انها لتلامس بيديها شفافية الاسلام ففي هذه النقطة بالذات لا بد ان لا نفرق ابدا بين البنت والولد .. في العقاب سواء وفي الجزاء سواء .. فلا نعاقب البنت اضعافا مضاعفة لانها بنت , سبحان الله اذا زنا الولد لا ترى لأسارير الوالد تغيرا واما اذا فعلت البنت الشئ ذاته لهم بقتلها فورا .... ترى البيت قائم على الربا والقمار والغش وترك الصلاة والصيام والزكاة ولا يرون في ذلك مشينًا، لكن تدلي المرأة إلى موطن شبهة هو الجريمة النكراء التي لا تغسل إلا بسفك الدماء.
و لا بد ان نأكد على أن المرأة مطالبة بنشر تعاليم الدين والدعوة إليه وتحبيبه من أصحاب الديانات الكبرى، ولها الأجر من الله عز وجل "لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر لو أنثى بعضكم من بعض".
لا ننسى تلك الداعيات الاتي تعبن قي عصور الظلمة دعوة وعملا , تلك هي ام شريك التي كانت وكالة انباء قرشية تدور على كل البيوت تعرض الدعوة على نساء مكة فعذبت وشردت وسجنت لكنها ادت دورا مهما باكه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتلك هي ام سلمة وقصة مهرها من ابو طلحة من اجل الدعوة وخدمة للإسلام .
وإنني هنا ومن هذا المنبر البسيط مشاركة مع اخوتي اطالب بدور للمراة في وزارات الاوقاف وعظا وارشادا .. محاضرات ودروس يختار لها وقت محدد من خريجات الجامعات .
في النهاية اخوتي لا بد ان نعرف ان سلام وحده هو الذي نظر إلى المرأة نظرة إنسانية على قدم المساواة مع الرجل ، بينما لم تنظر الحضارات الأخرى وحتى الحضارة الأوربية الحديثة إلى المرأة إلا بوصفها أنثى ، وتعبيراً عن المتعة والتسلية .
والموقف الحضاري لكل مجتمع من المرأة ينعكس بدرجة كبيرة ، بمقدار تغلغل تلك الحضارة على دور المرأة في تاريخ ذلك المجتمع ، وطبيعة موقفها من الأحداث .
جاء في الصحيح عن عمر: " والله إنْ كنا في الجاهلية لا نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم .." أخرجه البخاري (4913)، ومسلم (1479) .
ولما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، وقام في عرفة أوصى بالنساء وصية خاصة، كما رواه جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما - عند مسلم (1218) وغيره . فالمرأة في الإسلام تقوم بالتربية، والدعوة، وطلب العلم، وتعلم سائر العلوم التي لا توجب الخلل بالخلق والعفاف، فتدرس من العلوم ما شاءت، وليس في الإسلام علوم تباح للرجال، وتحرم على النساء، لكن المفسدة المقارنة للعمل لها حكم آخر، بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج ببعض النساء من أمهات المؤمنين وغيرهن في الجهاد في سبيل الله يداوين الجرحى ويسقين الماء كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (5679) عن الربيع بنت معوذ – رضي الله عنهما -، ومسلم (1812) عن ابن عباس – رضي الله عنهما -.
ولكن هذا لا يعني انها ليست فتنة وهذا قدر بشري فيها، فتجتنب ما يثير هذه الفتنة، ويوقع في الخلل الخلقي، ويكسر الحياء والحشمة والعفاف، وهذا بين - بحمد الله -.
هذا نسال الله رب العالمين ان يجعل للمراة دور في اعادة مجد الامة الاسلامية وان يكون لها دور ثابت بارز ان شاء الله والله من وراء القصد . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نقلاً عن منتدى التاريخ...
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php...88&pagenumber=1