قال الهيثم :خرجت في سفر على ناقه فأمسيت عند خيمه أعرابي فنزلت فقالت ربة الخباء: من انت ؟ فقلت:ضيف ،قالت:وما يصنع الضيف عندنا ؟إن الصحراء لواسعه ثم قامت إلى بُر فطحنته وعجنته وخبزته ثم قامت تأكل ,فلم البث أن جاء زوجها ومعه لبن فسلم ثم قال:من الرجل؟ قالت: ضيف, قال: اهلا وسهلا حياك الله وملأ إناء من لبن وسقاني ثم قال ماأراك أكلت شيئا وما أراها اطعمتك قلت :لاوالله,فدخل عليها مغضباً وقال :ويلك أكلت وتركت الضيف؟ قالت: وما اصنع به أطعمه طعامي!
وزادبينهما النقاش فضربها حتىشجها ثم اخذ شفره وخرج الى ناقتي فنحرها وقال :
والله لايبيت ضيفي جائعاً ثم جمع حطبا واجج ناراً واقبل يشوي ويطعمني ويأكل ويلقي إليها ويقول:كلي لااطعمك الله ،حتى إذا اصبح تركني ومضى , فلما تعالى النهاراقبل ومعه بعير لايسأم الناظر من النظر اليه وقال: هذا مكان ناقتك ثم زودني من ذلك اللحم ومما حضره وخرجت من عنده
فضمني الليل إلى خيمه أعرابي فسلمت فردت صاحبه الخباء علي السلام وقالت: من الرجل؟ قلت :ضيف فقالت : مرحباً بك حياك الله وعافاك ثم عمدت الى بر فطحنته وعجنته وخبزته ثم روت ذلك بالزبد واللبن ووضعته بين يدي ومعه دجاجه مشويه وقالت : كل واعذر،فلم ألبث أن أقبل اعرابي كريه المنظر فسلم فرددت عليه السلام فقال :من الرجل ؟قلت: ضيف ،قال : وما يصنع الضيف عندنا ثم دخل الى اهله وقال : اين الطعام قالت :أطعمته للضيف فقال: أتطعمين طعامي للأضياف ثم تكالما فضربها فشجها فجعلت اضحك ، فخرج إلى وقال: ما يضحكك؟ فأخبرته بقصه الرجل والمرأه اللذين نزلت عندهما قبله فاقبل على وقال:إن هذه المراه التى عندي اخت ذلك الرجل، وتلك المرأه التى عنده أختي فنمت متعجبا من تلك المفارقات.
<marquee>مطلع الفجر</marquee>