إلى كل باحث عن رقة القلب
لفضيلة الشيخ "صالح بن عواد المغامسي"
{هُوَ اللَّهُالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُالرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُالسَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُالْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتوَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
لكل منيسمع ليّ أو لغيري ولكل من يقرأ لنا أو لغيرنا لا تعود نفسك أن يرق قلبك إلى شيءأعظم من القرآن . كل حياة لقلبك لو سمعت مئات المحاضرات والله الذي لا إله إلا هو لاتعدل آية واحده من كتاب الله .
الله جل وعلا يقول :{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِلَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِيَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ مَا يُقَالُ لَكَإِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍوَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} . المؤمن لا يريد شيء أعظم من رضوان الله ورضوان الله لا ينالبشيء أعظم من حب كلام رب العالمين جل جلاله.
ومن أعظم ما أثنى الله به على أولياءهوالصالحين من خلقه أنهم تتصفون بثلاث صفات – رزقنا الله وإياكم إياها بإخلاص – إذاتليت عليهم آيات الله :
وجلُ القلب واقشعرار الجلد وذرف العين .
قال الله موسى وهارونوإبراهيم وإدريس وإسماعيل ومريم وابنها في سورة مريم فذكرهم بصفات متفرقة ثم أجملقال جل وعلا : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِنذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَوَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْآيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.
والأشياء بالتعود وأعظم ما ينصح بهالإنسان ليحي قلبه أن يقوم بين يديّ الله في الليل ثم يأتي لآيات أثنى الله فيهاعلى ذاته العلية , ولا يوجد كلام أجمل وأعظم تأثيراً من ثناء الله على نفسه وإخبارالله عن ذاته بما أنه لا أحد أعظم من الله فلا كلام أعظم من كلام الله وبما أنه لاأحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله .
هذه الأمور القواعد أحفظها جيداً :
لاأحد أعظم من الله ولا كلاماً أعظم من كلام الله ولا أحد أعلم بالله من الله .
فإذاجئت تقف بين يديه اختر آيات في أول تعودك على قيام الليل أثنى الله بها على ذاتهالعلية ثم رددها كثيراً وأنت تصلي حتى تستميل قلبك وتذرف عينك تدريجياً ثم معالأيام يصبح قلبك لا يسكن بشيء أعظم من ذكر الله " ومن استأنس بالله استوحش من خلقه " .
الله يقول عن ذاته العلية :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّوَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًاثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُاللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} هذه أشياءمحسوسة تراها و أنت قبل أن تنام فإذا ربطتها بخالقها عظم اليقين في قلبك { وَجَعَلَالنَّهَارَ نُشُورًا وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْرَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةًمَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْصَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّاكُفُورًا}
ويقول جل وعلا خواتيم الحشر:{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّاهُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُالْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّايُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءالْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ}.
أين شعر الشعراء ؟ أين كلام البلغاء؟ أين وصف الفصحاء؟
هذا كلام ربالعزة في رب العزة جلا جلاله هذا هو قوت القلوب الحقيقي الذي يعيش به المؤمن ويتعودألا يشرب إلا منه ولا ينهل إلا من معينه هذا الذي يسوق إلى رضوان الجنات ويوفق بهالمؤمن للطاعات ويقاد فيه إلى أعلى المنازل .
اللهم أنت الله لا إله إلا أنتعالم الغيب والشهادة مصير كل أحد إليك ورزق كل أحد إليك أسألك اللهم بأسمائك الحسنىوصفاتك العُلى أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وإن ترزقنا الإخلاص فيما نقول ونسمعوصلي اللهم على محمد وعلى آله .