صورة مبكية لحال أم أسير !
صلت ركعتين قياما في منتصف الليل ..
ثم اتجهت إلى مكان تستطيع النظر إلى السماء ..
فرفعت يديها الضعيفتين وسرعان ما تساقطت الدموع من عينيها اللتين أرهقهما السهر وقالت في تضرع : اللهم أرجعه إلي سالما ..
ثم دخلت غرفته لترى إن كانت مرتبة فلعله قد يرجع قريبا وبين فينة وأخرى ..
تتذكر جلوسها معه بعد صلاة الفجر وتناولهم إفطار الصباح..
وتتذكر كلامه وحركاته وضحكاته ..
ولا تنسى تقبيله لرأسها إذا مر أمامها أو جلست بجانبه
ثم توقفت عن ذكرياتها .. وقد بللت وجهها الدموع ..
فرفعت يديها مرة أخرى إلى سماء الدنيا وهي تقول : اللهم عاجلا غير آجلا ..
وكانت تعلم يقيناً أن هناك من يراها .. إنه الذي يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل ..
وتعلم انه سيرحمها من وسعت رحمته سماء الدنيا وأرضها ووسعت كل شيء..
وتعلم أنه لن يردها من كان من أسمائه (الكريم) فقد كانت تعلم انه سيرجع فلذة كبدها والقطعة من أحشائها ..فابتسمت وتسلحت بالأمل وحسن الظن بالإله.
هذا موقف كل أم أسر ولدها في أيدي الأعداء ...
لست أطلب منكم - أيها القراء الكرام - سوى طلب واحد : ارفعوا أيديكم واخشعوا بالدعاء إلى المولى عزوجل أن يعجل بالفرج لكل أسير وقع في أيدي الأعداء،
وجزاكم الله أحسن الجزاء عن ذاك الأسير وكل أسير وعن أمهات الأسرى وأهليهم.....
اللهم فك اسرهم اللهم ااامين.
______
زاد الركب