قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة )
فمن هم ترى هؤلاء العتقاء .. أهم الذين صاموا نهارهم حتى إذا جن عليهم الليل قاموا لربهم سجداً يرجون رحمته ويخافون عذابه .. أم هم الذين تسابقوا إلى الأسواق وتهافتوا على المنكرات .. وأعملوا جوارحهم فيما يغضب الله جل وعلا .. ولم يقدروا لرمضان قدره .
ان ليالي رمضان .. هي ليال معدودة .. لكن عباداتها وأعمالها عند الله مشهودة فقيامها رفعة ومغفرة ورحمه وعتق من النار .. فلا نسرف على أنفسنا فيها بسهر مذموم .. أو منكر مشؤوم .. يورثنا الحسرات والهموم .
فما كمال الصيام إلا بالقنوت والقيام ، فلنتذكر بحضورنا لصلاة التراويح لعلنا نصيب نفحة من نفحات رحمة الله فنكون ممن يشملهم عفوه .. فتكون من عتقائه .. فلا نحرم أنفسنا من أجر القيام . لعلنا نصيب دعوة صالحة من إمام أو يشملنا عفو الله لعباده القائمين .
ولا نفرط في شيء منها تكاسلاً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف هو ، كتب له قيام ليلة)
واغتنام رمضان بتلاوة القران فهو الغنيمة الكبرى قال صلى الله عليه وسلم (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، و من قام بمائة آية كتب من القانتين ، و من قام بألف آية كتب من المقنطرين )
فمن جاهد نفسه في ليالي رمضان يحييها بالقيام والعبادة وتلاوة القرآن ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين )
يا من أسرف على نفسه بالسيئات .. ويا من توالت عليه الهموم والحسرات .. ويا من أبعده عن الله ذنبه .. حتى وجد في قلبه قسوة ووحشة .. وفتور وتثاقل عن الخير .
ها قد أتاك رمضان بخير عظيم ... نعمل فيه قليلا لنجزي كثيراً . فتحت لنا فيه أبواب الجنان فلا نعرض عنها .. وأغلقت أبواب الجحيم فلا نقرعها .
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه