امرأةٌ تحدَّت الجبروت
ما مضى فاتَ والمؤمَّلُ غيبٌ ***** ولك الساعة التي أنت فيها
انظري إلى نصوص الشريعة كتاباً وسنة ،فإن الله U قد أثنى على
المرأة الصالحة ، ومدح المرأةَ المؤمنة ،قال سبحانه وتعالى : ]وَضَرَبَ اُللهُ مًثَلاً لٌِلًّذِينَ ءامَنُوأ اُمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِ اُبُنِ لىِ عِندَكَ بَيْتاً فِى اُلْجَنَّةِ وَنَجِنيِ مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِء وَنَجِنِى مِنَ اُلْقَوْمِ اُلظَّلَمِينَ [ ، فتأ ملي كيف جعل هذه المرأة
(آسية رضي الله عنها ) مثلاً حياً للمؤمنين والمؤمنات ، وكيف جعلها رمزاً
وعلماً ظاهراً الكل من أراد أن يهدي وأن يستنَّ بسنة الله في الحياة ، وما
أعقل هذه المرة وما أرشدها ؛ حيث إنها طلبت جور الرب الكريم ، فقدمت
الجار قبل الدار ، وخرجت من طاعة المجرم الطاغية الكافر فرعون ،
ورفضت العيس في قصره ومع خدمه وحَشَمه ومع زُخرفه ، وطلبت داراً أبقى
وأحس وأجمل في جوار رب العالمين ، في جناتٍ ونهر ، في مقعد صدقٍ عند
مليكٍ مقتدر ، إنها امرأة عظيمة ؛ حيث إنَّ همتها وصدقها أوصلاها إلى أن
جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق والإيمان ، فعُذبت في ذات الله ، وانتهى
بها المطاف إلى جوار رب العالمين ، لكنَّ الله U جعلها قدوةً وأسوةً لكل
مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى قيام الساعة ، وامتدحها في كتابه ، وسجَّلَ اسمها ، وأثنى
على عملها ، وذمَّ زوجها المنحرف عن منهج الله في الأرض .
من كتاب أسعد امرأة في العالم
الشيخ /د عائض القرني