أم الزهـــراء
كتب التاريخ عن رجل أحيا أمة، حمل دعوة ورسالةً موجهةً إلى الأمم كافة رسالةً واضحة أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت....
وكتب التاريخ عن رجال أمنوا به وبرسالته ونصروه وأيدوه ودافعوا عنه وحملوا دعوته ورسالته ونشروها بين الأمصار ...كتب عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه هم خير أمثلة وخير قدوة لكل زمان ومكان ...كتب عن رجال لم يكن ولائهم إلا لله ولرسوله وللمؤمنين ولم يوادوا من حاد الله ورسوله ...
كتب التاريخ عن جيل من الصحابة والتابعين زهدوا في دنياهم وبدلوها بجنات عرضها كعرض السموات والأرض وأزواج مطهرة ورضى من رب العالمين .......
وسيكتب التاريخ عن زماننا ... عن شباب كأني بهم من بقايا بدر والقادسية واليرموك ،، عن رجال عرفوا معنى الرجولة ،، سيكتب التاريخ عن شباب ترى أحدهم كأنه قرآناً يمشي على الأرض .. أخلصوا أنفسهم لله عز وجل، تركوا ديارهم وأموالهم وأزواجهم وأطفالهم من أجل الله...ومن أجل دينه سبحانه ......
سيكتب التاريخ عمن صنعوه ،، عمن باعوا أنفسهم لله عز وجل وأقرضوه قرضاً حسناً بأن لهم الجنة ،، تعالت نفوسهم فوق نفوس البشر،، ملك على أنفسهم حب هذا الدين فطلقوا الدنيا وعافوها بما فيها من زخرف وفتن .. باعوا الحياة ليشتروا بصداقها حوراً وأنهاراً جارية ...
سيكتب التاريخ عن رجال قاموا في عهد الظلم والجور ،، في عهد الخنوع والذل ،، في عهد الاضطهاد والاستسلام ليقفوا في وجه الكفر وأهله الذين أعلنوها حرباً ضروساً على الإسلام وأهله وليحيوا فريضة الجهاد ... لا يضرهم من خذلهم من إخوانهم ولا من خالفهم ممن حولهم ولا من سعى لقتلهم وسجنهم لم يخشوا في الله لومة لائم ...
سيكتب التاريخ عن رجال ماتوا لتحيا أمم وشعوب ماتوا ليحيا هذا الدين ،، سيكتب عن زمن القابضين على الجمر العاضين على الإيمان بالنواجذ المتمسكين بكتاب الله ونهجه يوم أن هجره البشر ...
سيكتب التاريخ صفحات وصفحات من مداد هؤلاء الأطهار الأشراف الذين قال فيهم رسول الله أن المؤمن الحق منهم بخمسين من الصحابة رضي الله عنهم .......