لِمَ الصمت ؟! غزة تموت
إن القلب ليحزن،وإن العين لتدمع، على مآسي ظهرت صورها في الحصار على شعب فلسطين..
يامسلمون.. أمريكا وإسرائيليتحديانِ بالحصار.. وحكومة حماستقاوم.. والشعبيموت.. والمرضىلا يجدون جرعة دواء.. والأطفاللا يجدون ما يسد رمقهم.. فماهو موقف أهل الإسلام ؟
إن وقفوا مع أهل فلسطين،فذلك من سمات محبي نصرة هذا الدين.. وإن جلسوا جلسة المتفرِّج، فهذا عين الذل فيزمن تمكن فيه الهوان..
فعفواًأيها المسلمون.. لا مجال البتَّة للصمت الآن.. ولا مجال لردود أفعال عبر المقالدون المساعدة بالمال.. الآن.. الآن.. أوجدوا الحل يا أهل الحل والعقد في بلاد الإسلام..
أيها العالم.. يا مسلمون.. يا أهل الغيرة.. يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. لاللصمت.. لا للصمت.. لا للصمت..
فالحكومات لا بد أن يدعمون بطرقمباشرة أو غير مباشرة.. وأبواب التبرعات لا بد أن تفتح في بلاد المسلمين إن كانهناك مصلحة راجحة.. وأهل العلم ننتظر توجيههم الذي يحفِّز الحكومات والدولالإسلامية من اجل أن يبادروا في الحال، لحل الأزمة الفلسطينية..
إن غزةستقوم بمهمة الدفاع والصد للعدو الحاقد، ولكن الدور المطلوب من حكومات المسلمين هوالإنقاذ المباشر لفك الحصار وحل هذه الأزمة اقتصاديا.. إن هذاالحصار الذي فرضته حكومة الحثالة الحاقدة، ومن ورائها أسيادها من طواغيت البيتالأبيض من سياسة الحصار الاقتصادي على الشعب سوف يفشل عند نصرة دول الإسلام لهذهالبلدة الضعيفة في اقتصادها، القوية في دفاعها..
إن سياسة التجويعوالحصار ستفشل بإذن الله، كما فشلت تلك السياسة من قريش لمحمد صلى الله عليه وسلموأصحابه في الشعب، ولا مجال بإذن الله الواحد الأحد، للضعف والهوان..
ولانريد أن نطيل الصمت كما أطاله العالم الإسلامي في بداية الانتفاضة الفلسطينيةبتاريخ 28/9/2000 م عندما فُرِض أطول حصار على مدار تاريخ فلسطين، فتمكنت من فرضحصار اقتصادي وإغلاق شامل، وقيود مشددة، على حركة الأفراد و البضائع بين شطريالوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة)..
بالإضافة إلى تعطل حركةالتبادل التجاري الفلسطيني مع العالم الخارجي، الأمر الذي أدّى إلى تضرر كافةالقطاعات الاقتصادية، بشكل مباشر وكبير نتيجة لمنع وصول المواد الخام ومستلزماتالإنتاج،وعدم قدرة العمالة الفلسطينية الوصول إلى عملها بفعلالحصار والعدوان الإسرائيلي، الذي طال مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعيةوالإنسانية والصحية..
وتمكن هذا الحصار من جعلالاقتصاد الفلسطيني على حافة الانهيار، وأدّى إلى تسارع انتشار الفقر وارتفاع حدته، إلى درجات غير مسبوقة بلغت 64.9% حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني،بعد أن كانت 22% قبل الحصار والإغلاق الإسرائيلي،
وارتفع معدل البطالة إلىنسبة غير معهودة بلغت 60% كما أدّت سياسات إسرائيل المتبعة في تطبيق إجراءاتالعقوبات الجماعية والفردية، إلى تأثيرات بالغة الخطورة، على الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتعليمية والنفسية والصحية..
لقد أدّى العدوان الإسرائيلي، وسياسة الحصار والإغلاق، إلى تكبيدالاقتصاد الفلسطيني خسائر اقتصادية مباشرة، في مجالات الإنتاج والزراعة والصناعةوالتجارة والعمالة والاستثمار وأخرى غير مباشرة،مما أثر سلباً على أداءالاقتصاد ومعدلات نموه ومضاعفة المشكلات الاقتصادية..
وسأوضح الآن الخسائر ألتيترتبت على الحصار الإسرائيلي للمدن والأراضي الفلسطينية آنذاك، حسب ما حصلتُ عليهمن تقديرات أثناء بحثي لهذا الموضوع خلال الفترة 29/9/2000-30/4/2002م وهذاالتوضيح من أجل أن يعرف العالم خطورة مثل هذا الحصار..
القطاع ونسبة الانخفاض %
الزراعة 80
الصناعة 65
الإنشاءات 90
التجارة 50
النقل 90
الوساطة المالية 25
الإدارة العامة والدفاع 50
الخدمات 50
قطاعات أخرى 90
المتوسط 65%
وهؤلاء الخونة يصنعون البطولات الآن في فرض القيود المشددة علىالصادرات والواردات مِن وإلى الأراضي الفلسطينية،ويريدون أنيعيدوا الكرة مرة أخرى بصورة أشنع مما مضى من التاريخ الأسود لهم..
وأمّا الدور المترقب من أمة الإسلام الذينليس لهم أي استطاعة في نصرة فلسطين، هو أن يعيشوا هذه القضية، وأن يشعروا بمرارةالعيش الذي يعيشونه الآن، وأن يكثروا من الدعاء..
الدعاء الدعاء يامحبي فلسطين.. الدعاء الدعاء يا محبي الجهاد.. الدعاء الدعاء يا مريدي الخير..
وختاماً.. لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.. أبشروا.. وأمّلوا،فالنصر قادم لا محالة.. بإذن الله تعالى..
عبد اللهبن سعيد آل يعن الله
ياله من دين