القبر
أمر أحببت أن أطرحه على إخواني ..
ألا و هو أمر الإنتقال من دار الفناء إلى دار الآخرة ..
مروراً ببوابة مظلمة .. حفرة صغيرة ..
أبكت الرسول صلى الله عليه و سلم .. حتى جثى على ركبتيه ..
فقد ورد أنه حضر الرسول صلى الله عليه و سلم .. جنازة كانت تلحد .. فأتي مسرعاً صلى الله عليه و سلم .. حتى وقف على شفير القبر .. ثم بكى صلى الله عليه و سلم .. حتى بللت دموعه لحيته الشريفة .. و جثى على ركبتيه و قال : (( يا إخواني .. لمثل هذا فأعدوا )) ..
هذه الحفرة الصغيرة .. المظلمة .. كل منا سيسكن هذه الحفرة وحده ..
لا أنيس له في هذه الحفرة إلا ما عنده ..
فإن كان عمله صالحاً أتاه على هيئة حسنة يؤانسه إلى قيام الساعة !! ..
و إن كان عمله سيئاً عياذاً بالله .. أتاه .. و جلس معه في قبره .. ليزداد حسرة على حسرته إلى قيام الساعة !! ..
و إذا نزل الميت في قبره .. خاطبته الأرض .. قائلة .. إن كان من الطائعين لله .. نسأل الله أن نكون و إياكم منهم .. قالت له : ( أما والله .. لقد كنت من أحب الذين يمشون على ظهري .. الآن .. و قد صرت إلى جوفي لترين صنيعي بك ) .. فينفرج له قبره مد بصره .. نسأل الله من فضله ..
و إن كان البعيد من العاصين .. المذنبين .. قالت له : ( أما والله .. لقد كنت من أبغض الذين يمشون على ظهري .. الآن .. و قد صرت إلي جوفي لترين صنيعي بك ) .. فيضيق عليه قبره .. عياذاً بالله .. حتى تختلف أضلاعه ..
نسأل الله أن يحمينا و إياكم .. و أن يؤانسنا في قبورنا .. و أن يجعلها روضة من رياض الجنة .. لا حفرة من حفر النيران ..
و أوصي نفسي و إخواني أن لا ننسى هذه الحفرة و أن نستعد لها ..
يا غافلاً عن العمل .. و غره طول الأمل ..
الموت يأتي بغتة .. و القبر صندوق العمل ..
منقول