التاريخ : 20/03/1425 الموافق 01/01/1970 | القراء : 1111 | طباعة الخبر | أرسل الخبر لصديق
مفكرة الإسلام: [خاص] في صفقة نادرة اشترى أحد تجار دول الخليج البحرية قطعة ثوب لأحد شهداء الفلوجة بثمانين ألف دولار وهي قيمة بناء مستشفى هناك.
وكانت هذه القطعة قد أبكت الحضور عندما عرضها أحد أطباء الفلوجة، فقد كانت رائحتها غريبة وجميلة جدًا فهي تشبه المسك ولكنها أطيب منه، ولنترك هذا الطبيب يحكي لنا قصة تلك الليلة العجيبة والتي كانت تتكرر مرارًا في كل يوم مرة أو مرتين.
يقول الطبيب : في ليلة من ليال الحصار الظالم لمدينة الفلوجة وبينما كنت في المستشفى البديل بالمدينة الباسلة كانت أصوات القصف العنقودي البغيض وهدير الطائرات الباغية يمزق سكون المدينة وتُسمع أصوات التكبير والدعاء من مآذن المساجد لتلقي السكينة والطمأنينة في قلوب الجميع.
وتابع الطبيب: كان الكادر الطبي في المدينة ومن جاء لنصرتهم من مناطق العراق المختلفة وأهل المدينة ممن تطوع لإنقاذ الجرحى كانوا يسابقون الزمن لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الجرحى الذين كانوا يتوافدون على المستشفى ...، وبينما نحن على تلك الحالة جيء بشاب يحمله زملاؤه على أكتافهم.
وأضاف: جاءوا به بسيارة متواضعة لأن سيارات الإسعاف تضرب وتحرق إذا حاولت الوصول إلى خطوط المواجهة، وضعوه على سرير الفحص...، لأول وهلة بدا كأنه حي يرزق: ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه المشرق وكأنه القمر ليلة البدر.
وقال الطبيب: فكرت ترى ما الذي يراه أو يسمعه لتبدو عليه هذه الملامح الرائعة والسعادة وكأنه عريس يزف في ليلة عرسه !!! هل رأى الحور العين؟ هل رأى مقعده من الجنة؟...، كأني أسمعه يقول: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.
وأوضح الطبيب: كان شابًا في العشرين من العمر نحيلاً تكسوه ملابس بسيطة...، وكان الدم يسيل من جرح صغير بالرقبة، فحصته فلم أجد غير هذا الجرح وكان جسمه لينًا دافئًا كأنه نائم لكن لا نبض ولا نفس ....
وقال: فجأة انتشرت في المستشفى رائحة طيبة ما شممت رائحة أطيب منها طيلة حياتي, وقد أيقنت أنها رائحة المسك, وكانت تفوح من ملابسه ومن جسمه وحتى من دمه الطاهر.
وأضاف الطبيب: تجمع حوله كل من كان بالمستشفى، وكبّر الجميع بصوت عال وهزت أصوات التكبير والتهليل أرجاء المكان لما رأوا من كرامات تحققت لهذا الشهيد الحي، كرامات بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأنا عنها في كتب السيرة وحياة الصحابة، لكن رؤية هذه الكرامة وملامستها بالواقع حركت فينا روح الجهاد وطلب الشهادة وأعطتنا شحنة إيمانية منشطة كنا بأمس الحاجة لها في تلك الظروف.
وبادر كل من كان بالمكان لأخذ قطعة صغيرة من قميصه لإخبار من لم يتسنى له حضور زفاف هذا الشهيد بتفاصيل العرس، حتى لا نكون من الأنانية بحيث نرى هذه الدروس والكرامات ولا نتيح للآخرين ملامستها والاستفادة منها في دروس الجهاد والشهادة.
وحصلت بدوري ـ الكلام ما زال للطبيب ـ على قطعة صغيرة منها وأحضرتها معي إلى البلد الذي أقيم به وحرصت أن أريها لأكبر عدد من المسلمين، فأنا أعتبرها أمانة في عنقي يجب أن أخبر بها القاصي والداني، ولازالت رائحة المسك تفوح منها بالرغم من مرور أكثر من 3 أسابيع على الحدث، وقد رآها أحد التجار في بلد خليجي فجعل قيمتها 80 ألف دولار لأجل بناء مستشفى في الفلوجة
واختتم الطبيب بقوله: الآن أيقنت أن لله حكمة في ذهابي إلى هناك لأرى ما رأيت ولأخبر به كل الإخوة ليتحقق الهدف المقصود ولنحيي فريضة الجهاد بالنفس والمال والتي يريد منا الكثير من أعدائنا اليوم أن نتخلى عنها لنقعد مهانين مستضعفين في الأرض.