نحن لا نستسلم .. نموت أو ننتصر " !! ...أحداث الأردن / جهاد أم فساد ؟؟
(نحن لا نستسلم: ننتصر أو نموت) هذه هي الكلمات الشامخة التي قالها شيخ المجاهدين عمر المختار أمام الطاغية غراتسياني لتتحول إلى انشودة يتلقاها رواة العز والشموخ في كل حركة جهادية شريفة بعد عمر المختار.
لقد أعجب غراتسياني - قاتل المختار - به إعجاباً ملك عقله مما جعله يسطر بطولة عمر المختار بقدر غير قليل من التجرد.
وهذه هي نفسها القصص التي سيأتي الفنان المبدع مصطفى العقاد رحمه الله ليصورها لنا صوتاً وصورة وابداعاً تقف امامه السينما العالمية لتتفرج على مآثر مجاهدينا وشموخهم.. هذا العقاد بالذات - ويالسخرية - يأتي من يكافئه فيقتله بحجة الجهاد! يا للهول !!
وفي نفس المقتلة يقتل العشرات وتغتال فرحة عروسين من قرية هي الأخرى نذرت نفسها لجهاد الدولة الظالمة إسرائيل وقدمت قرابين من أجل كفاحها الشريف أمام هذا العدو الغاصب... ثم يأتي من سموا انفسهم بالمجاهدين لقتل هؤلاء جزاء خسيساً - حتى ولو لم يقصدوا ذلك لهم ولقريتهم التي أخرجت لنا آيات الأخرس رحمها الله وغيرها من الشهداء !
نحن سمعنا عمن نسب العملية لنفسه ولمجموعته من إعلام عام يصدق تارة ويكذب أخرى، ولكننا نثق ان هناك انحرافاً عجيباً في مفهوم الجهاد، هناك إفساد باسم الجهاد، اقطع انني لست بالفقيه ولكنني والفضل لله أفهم إسلامي وأحب ديني ومما فهمته عن ديني أن الجهاد بنوعيه جهاد الطلب وجهاد الدفع، انما جاء لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله كلمة طيبة تعلن الحرية للإنسان وتطلق هذا الإنسان من عبودية من أراد ان يستعبد عقله بخرافة أو يستعبد روحه باستبداد يغري احياناً ويخيف احايين أخرى، جاء الجهاد ليرفع راية الحرية في الأرض ثم يقول للانسان: هذا دين الله واضح لا يشوهه طاغية ولا يفسده ويبدله كهنوت، هذا دين الله أمامك وأنت خلق الله الذي ميزك بالعقل والفهم والإدراك فاختر لنفسك ما شئت بلا إكراه.. وأنت المسؤول عن خيارك وقرارك، أما الطواغيت من الأكاسرة والقياصرة والرهبان والاحبار ومشائخ الضلالة ورؤوس النفاق فالجهاد كفيل بإزاحتهم عن طريقك. فقط لتختار بحرية كاملة!
هذا هو فهمي ببساطة للجهاد اعطاء البشر القدرة على استبصار الحقيقة ورؤيتها واضحة من غير تلبيس أو استبداد يلغي العقول أو يخيف القلوب، والله الذي خلق هذه القلوب والعقول يعلم أنها لن تختار إلا ما ترضاه فطرتها عندما تنجو من سلطان الخوف واستبداد الخرافة والتقليد أو من هلك بعدها فهو الهالك !
ماذا فعل هؤلاء الحمقى الذين قتلوا اخواننا في الأردن انهم يحاربون - والله - الجهاد ولم يقصدوا ذلك ويمارسون الإرهاب الفكري على عقول وقلوب وخيارات الناس.. مع انهم ارادوا حرب الطغيان فوقعوا فيه وإن كانت النيات صالحة صادقة فكم من مريد للخير لا يصيبه بل يوقع نفسه والأمة في البلاء !
في العراق أمثال هذه الفئات ممن افتأتوا على المقاومة الشريفة وبعضهم بجهله زرع فتناً بقتل عوام بعض الطوائف الذين وقعوا في ضلال أو انحراف مع أن أحداً لا يستطيع اخراجهم من الملة فمن كفر مسلماً فقد كفر، وان أحداً لن يزعم أنه أقام الحجة على عشرات من أهل هذه الطوائف فضلاً عن ألوف منهم بل مئات الالوف الذين عاشوا في هذه البيئات ونحتاج دعوتهم بحكمة وحب وروية جاء هؤلاء الحمقى وزرعوا فتناً طائفية ولم يفقهوا ما جاء به الأنبياء من أن الدين - أي الإسلام - من لدن آدم إلى قيام الساعة ما جاء إلا لتعظيم المصالح وتقليل المفاسد وتعبيد الخلق لله وإعمار الأرض، فبالله هل قتل عوام الناس ولو اخطأوا أخطاء فادحة سيهديهم إلى الحق أم يجعلهم يصرون على الباطل؟!
عندما جاء الأمريكان قاتهلم العراقيون الاحرار ببسالة وبرجولة والدراسات الامريكية تقول ان نسبة المقاومة العراقية حوالى 91% بينما لا يشكل غير العراقيين إلا 9%. السؤال ماذا تفعل القيادات غير العراقية بهذه التسعة بالمائة؟ يعطونها اسماً مميزاً - قاعدة الجهاد في أرض الرافدين - فيستغل الأمريكان هذا الاسم ويصرون على البقاء لمساعدة الحكومة لاخراج المتسللين الغرباء بزعمهم !
ثم لماذا هذا التشرذم في أمر الأصل فيه إرادة وجه الله؟! ثم لماذا يترك أهل البلاد ولا تتم مشاورتهم في أعمال هم أعرف بمآلاتها؟! ثم... ثم.. أسئلة كثيرة ترك علماء الملة التنظير لها وبيانها والدفاع عن الجهاد المشروع السليم الذي جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي قال عن نفسه (بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) أ.هـ ولما ترك العلماء دورهم في بيان الجهاد واحكامه وآدابه وانشغلوا بردود الأفعال هنا وهناك وتركوا واجب البلاغ جاء من يقتل أطفالنا ويغتال افراحنا ويسفك دماء مبدعينا وربما كان ذلك امام كاميرات العالم كله لينقلوا اشلاء الأطفال وأجزاء النساء المقطعة ويعلق أحد صهاينة الإعلام قائلاً: هذا هو الإسلام !
أقول لهؤلاء المنحرفين اتقوا الله فينا وفي اسلامنا كما أطالبهم ان لم يكونوا يعلمون ان يسألوا العلماء الربانيين وأن لم يفعلوا هم هذه التفجيرات فليبينوا فربما فعل هذه الأمور صهيوني نجح في التسلل اليهم فأنا إلى ساعتى لا اتخيل مسلماً بل حتى عاقلاً يفعل هذا والله أعلم !