:0:من الأمور التي تؤثر على نحوٍ سيء في سعادة المرء الرياء والحرص على رضا الناس ونيل ثناااااائهم ودفع ذمهم ومرعاة أذواقهم وملاحظاتهم على نحوٍ مبالغ فيه . شيء مطلوب في الأصل ألا نقف مواقف التهم وألا نتصرف تصرفات تجعلنا موضع نقد من قبل الآخرين . هذا مبدأ مسلَّم به ؛ لكن المشكلة تكمن في الشطط في الانصياع لرغبات الناس والشطط في حب الاستحواذ على ثنائهم وتقديرهم ..
إن فينا أشخاصاً كثيرين يلبسون لكل حالةٍ لبوسها ، وللواحد منهم أكثر من قناع ، وترى الواحد منهم قد بذل جهوداً مضنية طول حياته من أجل رسم صورةٍ براااااااقة له في أعين الناس ، وعليه الآن أن يبذل جهوداً أخرى حتى لا تُخدش تلك الصورة ، ولا يهم ما إذا كان ذلك يتطلب النفاق والرياء والكذب والمديح وكتمان الحق والسكوت عن المنكر ..
إن همه باختصار أن يبدو لاااااااااائقاً اجتماعياً في نظر الناس ، ولا يأبه كثيراً لنظر الله له !!!!!!
صنفٌ من هؤلاء يسيطر عليهم هااااااااااااجس نظرة الناس لهم ، فهم يقومون بأنشطة اجتماعية عديدة بغية ظهورهم في طبقةٍ أعلى من طبقتهم الحقيقية ، حيث إنهم يقدمون الهدايا القيمة لمن يعتقدون أنهم أرفع درجةً منهم ، كما يقومون بزيارتهم وعرض الخدمات عليهم .
هذا الصنف من الناس يشعر بآلاااااام نفسية غامضة وخفية . وتلك الآلاااااااااام مردها في الحقيقة إلى فقد الانسجام بين عقولهم وأرواااحهم من جهة وبين سلوكاااااااااااتهم ومجااااملاتهم الاجتماعية من جهةٍ أخرى .
كما أن تلك الآلام تعود أحياناً إلى النظرة الدونية التي تكونت لديهم عن أنفسهم ، حيث يشعرون في أعماقهم أنهم غير صادقين ولا عزيزي النفوس ولا مستقيمين ولا أقويااااء بما فيه الكفاية .
وهذا الصنف من الناس في حااااااجةٍ ماااااااااااااااسة إلى أن يعرف أن ما فقده بمراءاته ومجاملاته هو أكثر بكثير من كل الأشياء التي سيكسبها وبكل المقااااااااااااااااايييييييييييس .
وإن في تكاليف الحياة ومتطلبات القيااااااام بأمر الله تعالى لشغلاً عن كل شاااااااااااااغل ، كما أن فيها من الجزاء ما يفوق بما لا يدع مجاااالاً للمقارنة ما يمكن أن يربحه من وراء لبس قناع وخلع قناع ...
لا ريب أن الحضارة تعني فيما تعنيه المزيد من الإحساس بالآخرين ؛ لكنها تعني أيضاً :
( استقلال الشخصية والحساسية نحو الكراااااااااامة الذاتية وتنفيذ القناعات الخااااااااااااااصة ، ومهمتنا دااااااااااااائماً : أن نقوم بسلوك المسلك الصحيح نحو كل ذلك .. )
المرجع / عش هانئاً
د / عبد الكريم بكار