<div align="center">كَيْفَ يَكوُنُ البَعْثُ</div>
الأصولُ التي رُكبَ مْنهَا الإنسانُ
يتكون الإنسان من ثلاثة أشياء :
1- الأصل الذي تناسل من آدم عليه السلام وجاءَ مع النطفة ( البذرةِ) 0
2- التراب الذي جاء في صورة طعام ، فنمى به الأصل الذي تناسل من آدم ، وكون الجسم الآدمي 0
3- الروحُ التي نُفخت في الجنين وهو في بطن أمهِ 0
فترة الامتحان ونهايتها :وبامتزاج هذه العناصر الثلاثة بأمر الله يوجد الإنسان الحي الذي يقضى فترة الامتحان في هذه الدنيا ، قال سُبحانه : ( الذِى خَلَقَ الْمَوتَ وَالْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيٌكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) سورة تبارك الآية 2
ووقت الخروج إلى دار الجزاء جاءَ الموتُ ، قال تعالى ( فَإذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدمُونَ )وقال تعالى ( وَلَن يُؤَخَرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهاَ )
بالموت تعود الأصول إلى حالتها الأولى :
وبالموت يعود التراب الذي تكون منه الجسد ، إلى أصله ، قال تعالى ( قَدْ عَلِمْناَ مَا تَنقُصُ الاْرْضُ منْهُمْ وَعنْدَنَا كِتَبٌ حَفِظُ ) ويبقى من الجسد عجب الذنب ( البذرة ) وهو الجزء الذي ركب الإنسان منه أول مرة ، وهو الذي كان في صلب آدم ، وهو شي صغير جداً ، ولهذا اتسع صلب آدم عليه السلام لكل أصول بنيه ، وهذا الجزءُ لا تأكله الأرض ولا يبلى..... قال عليه وآله الصلاة والسلامُ ( كُل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق وفيه يركب )
وأما الروح فتعود إلى حيث شاء الله إلى يوم القيامة 0
وعند البعث تجتمع الأجزاء الثلاثة مرة ثانية :
فإذا جاء موعد البعث ينزل الله مطراً من السماء تنبت به الأصول ( البذور ) أي عجب الذنب الذي لم يبلى ، قال عليه وآله الصلاة والسلام ( ......ثم ينزل من السماء ماءَ فينبتون كما ينبت البقل ، وليس من الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة )
وشبيه بهذا ما يحدث في الدنيا ، فأنت ترى الأشجار تتحطم إذا جاء الجفاف ، فلا يرى الإنسان للأشجار والنباتات أي بقية إلا البذرة التي تكون مدفونة تحت التراب ، أو الأحجار ولا تراها العيون ، فإذا نزل المطر انفلقت تلك البذور وأنبتت الأشجار وسائر النباتات ، قال الله تعالى ( يُخْرِجُ الْحَى مِنَ الْمَيتِ وَيُخْرِجُ الْمَيتَ منَ الْحَى ويُحْيى الأْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ )0وقال عليه وآله الصلاة والسلام للذي سأله قائلا : يا رسول الله كيف يعيد الله الخلق وما آية ذلك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم ( أما مررت بوادي قومك جدباً ثم مررت به يهتز خضراً ؟ قال : نعم ، قال : فتلك آية الله في خلقه ، كذلك يحي الله الموتى )
فإذا نبت عجب الذنب من التراب ، وعاد الجسد جاءت كل روح إلى جسدها وذلك قال تعالى ( وَإذَا النُفُوسُ زُوجَتْ )وهكذا يعود الخلق مرة ثانية كما بدأ أول مرة 0000000000000
<div align="center">قال تعالى :</div>
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
<div align="center">{ كَمَا بَدَأْنَآ أَولَ خَلْقٍ نُعِدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنا كُنا فَعِلِينَ }</div>
<div align="center">صدق الله العظيم </div>