ها هو المجتمع يحصد بعض ثمار (( سنوات الضياع )) و لكن ما نطرحه هنا ليس سلبيات سنوات الضياع بقدر ما نرغب في طرح سلبيات الضياع السابق و اللاحق....ضياع العلم ...ضياع الدين .... ضياع التربية ... عند البعض و ليس عند الجميع بحمد الله فالأمة ما زالت بخير
يكشف الواقع عن تدني في أخلاق الأمة و جهل قد أطبق عليها حتى أصبحت تتنفس من ثقب إبرة
إن السخرية بالدين تعودلكره الحق و حب الضلال لأن نظم الإسلام اصطدمت مع الجاهلية الملعونة و تعود أيضا للجهل و التقليد الأعمى ( حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) و للفراغ نصيب كبير فالقلب عندما يخلو من الإيمان يتجه إلى دروب الشيطان ليملأ فراغه و لو كان بالاستهزاء بالله و دينه و رسوله ليكونا استهزاء و كفر قد تحالفا و تصافحا
و في مجتمع يغص بالسلبيات نرى الكثير فيه يستحق العقاب ...
إن الاستهزاء بالدين لا يقتصر على كلمات شاعر في قصيدة ركيكة الأسلوب سقيمة المعاني !
أين انتم من المستهزئون بالتشريعات كالصلاة و اتهام الشريعة بالقسوة و انعدام الإنسانية ؟
كان اليهود و المشركين كما يذكر الكلبي يستهزئون بالأذان إذا سمعوه فيقولون : صياح مثل صياح العير و يتضاحكون .
أين أنتم ممن يشن حربا على المحجبات حتى تتوارى الفضيلة و تنتشر الإباحية ؟
أين انتم ممن يطالب بخروج المرأة متبرجة تقود سيارة ؟
أين أنتم من العلمانيون و اللبراليون الذين لم يقف فجورهم عند حد و لم يستحوا من قول أو افتراء أو كذب ؟
أين أنتم من الإعلام الذي يبث مثل هذه السموم الإعلامية ...إنهم لصوص الوقت و لصوص الدين؟
أين أنتم ممن يشن حربا على العلماء و الدعاة و أهل الحسبة الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الذين يقعون في الخطأ بطبيعة البشر لأنهم لا يحملون قداسة الملائكة ؟
ألا يستحقون كل هولاء غضبة ؟
أم أن الغضب يكون على من تستطيعون ... يجب عليكم أن تتذكروا أن قطرات الماء إذا تجمعت فتتت الصخر الصلد ... فتجمعوا لإصلاح أحوالكم من الجذور و ليس من الفروع ... فالفروع ستذهب و تبقى جذور الشر راسخة بالأرض تنبت سمومها كل حين ...
أنه يجب علينا تجاه المستهزئين بكل فئاتهم مناصحتهم و عدم موالتهم و الأخذ على يدهم و البراءة منهم و إقامة حكم الله فيهم
لكل من حمل مشعل الهداية وسط زحام الفتن ... يا أصحاب الهدي النبوي نقول
* لا تأخذكم الغيرة على دين الله فتكفرون عباده و قد فتح لهم ربهم باب التوبة ذلك التكفير الذي و إن حكم به العلماء الربانيون فإنهم رغم ذلك يؤكدون على قبول الله للتوبة النصوحة
يقول ابن عثيمين رحمه الله في إحدى الفتاوى
( أقول :إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب ولو كان ذلك سب الدين فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها،ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفرا وردة ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره )
فالحمد لله أن قبول التوبة بيد رب العباد ولو كانت بيد العباد لدخل جل خلق الله النار
في الوقت الذي يردد فيه المنصرون بأنه ليس من المهم أن يدخل المسلم في النصرانية و لكن الأهم أن يخرج من الإسلام و يصبح كائنا لا صلة له بالله فالاسم مسلم و الفكر و العقل كافر
* لقد ظلم الإنسان نفسه إذ رضي لها عقاب الآخرة و هو قادر على الإقلاع و التوبة
* يجب معرفة أسباب الانتكاسة و العمل على إزالتها بجدية و إخلاص نية
*احيوا العلم و أيقظوا الهمم لتطبيقه في الحياة و خاصة العلم الشرعي لأنه غذاء للروح و كل مغذى للروح يغذي البدن و لا تجعلوه مدفونا في وريقات الكتب و على صفحات المنتديات
* لا تلعنوا الظلام و لكن أوقدوا فيه شمعة و تعلموا الهدي النبوي في التعامل مع المخطئ و أحسنوا تربية الجيل الذي استرعاكم الله إياه
* الصبر زينة للمؤمن فصبرا يعز به الدين و أهله ( واصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا )
* إن القلب ما سمي قلبا إلا لتقلبه فسألوا الله الثبات على دينه
ختاما إن أصبنا فمن الله و إن أخطأنا فمن أنفسنا و الشيطان و لا نقول هلك الناس و لكن الخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة غفر الله لنا ولكم