التعريف بالشاعر :
ولد الشاعر عمر بهاء الدين الأميري ، في مدينة (حلب) عام (1916م) ، بسورية وأتم دراسته الثانوية فيها، ثم أكمل دراسته العالية في باريس.. نظم الشعر في التاسعة من عمره،وعاش حياته مهتماً بقضايا الإسلام والمسلمين، وقضى سنوات من عمره ،سفيراً لبلاده في باكستان والمملكة العربية السعودية.
وفي المغرب درَّس في (دار الحديث ) لأكثر من خمسة عشر عاماً.
II~II*II~II
وكتب أبو الحسن الندوي في مقدمته لرياحين الجنة: وجدت في شعرك لذّة ومتعة وسعادة، ما لا أجده في غيره من الشعر الجديد، وهو ـ والحق يقال ـ نفحات من الإيمان، وقبسات من نور القرآن، وصدق العاطفة، ورقّة الشعور، وتصوّر دقيق لهواجس النفس ، وخلجات الفكر، وكم تمنيت أن كنت معك في دعائك، وفي لحظات ابتهالاتك وأنت تقول :
II~II*II~II
مع الله في سبحات الفكر
مع الله في لمحات البصر
مع الله في زفرات الحشا
مع الله في نبضات البحر
مع الله في رعشات الهوى
مع الله في الخلجات الأخر
II~II*II~II
وله عدد كبير من الدواوين الشعرية، ومن أجملها ديوان (أب)تحدث فيه عن مشاعره تجاه أبنائه، في عدد من قصائده ،
حاول الشاعر الراحل عمر بهاء الدين الأميري أن يرسم طفولة أولاده في صور طبيعية ، غير مصطنعة ،التقطها بعدسة شعره ،ونقلها قصيدة (أب) ، وقد نالت من الذيوع والانتشار ما جعل الشاعر نفسه يعجب من ذلك ، حتى سماها قصيدة محظوظة !
II~II*II~II
أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها أين الدمي في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرضٍ أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في وقتٍ معاً ، والحزن والطرب
II~II*II~II
أين التسابق في مجاورتي شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم ( بابا ) إذا ابتعدوا ونجيهم (بابا) إذا اقتربوا
II~II*II~II
بالأمس كانوا ملء منزلنا واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت أثقاله في الدار إذا غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها فيها يشيع الهم والتعب
II~II*II~II
إني أراهم أينما التفت نفسي ، وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار ، ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا من الجد وعليه قد رسموا وقد كتبوا
II~II*II~II
دمعي الذي كتمته جلداً لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا من أضعلي قلباً بهم يحب
ألفتني كالطفل عاطفة فإذا به كالغيث ينسكب
II~II*II~II
قد يعجب العذال من رجل يبكي ، ولو لم أبك فالعجب
هيهات ، ما كل البكا خور إني وبي عزم الرجال ، أب !