رسالة أبي الوليد للأمة الإسلامية تهنئة بشهر رمضان !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين و قائد الغر المحجلين سيدنا محمد و على اله وصحبه أجمعين .
أمتي أمة الإسلام أسال الله أن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم و أساله سبحانه أن يجعل هذا الشهر شهر عز و تمكين للإسلام والمسلمين ونهنئكم بهذا الشهر الفضيل شهر العزة والكرامة شهر استرداد الحقوق المسلوبة و شهر نصرة المستضعفين و شهر علو الحق على الباطل شهر معركة بدر الفاصلة في التاريخ الإسلامي بل في التاريخ الإنساني و ما أحوجنا في هذه الأيام أن نتأمل هذه الغزوة ونأخذ منها الدروس والعبر وان نرى و أن نتفكر في ذلك الجيل ا لذي نصره الله و مكن له و نقارن بينهم و بيننا هذه الأيام والله إن المرء ليحتار من المستوى الذي وصلت له الأمة من هوان و ذل و من تكالب لأعداء الله عليها و من تغيير للأحوال حيث أبدلنا الله العزة ذلاً والكرامة مهانة والقوة ضعفا و مذلة ، وهذه أحوالنا هذه الأيام والله المستعان و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، و رغم ذلك فإننا نرى قرب شروق الشمس إن شاء الله وقرب ظهور نور الشريعة حتى يعم أرجاء الخليقة و إننا والله على يقين من نصرة الله لدينه متى ما حققنا نحن نصر الله (إن تنصروا الله ينصركم) و لم يبق لهذه الأمة هذه الأيام من رمز عزة وقوة إلا الرايات الجهادية ثبّت الله حامليها على الحق و على رأسهم مجا هدينا في ربوع القدس و أفغانستان والعراق و الشيشان و كشمير والفلبين و إندونيسيا و إريتريا و غيرها من ثغور الإسلام و مواطن الرباط .
أحبتي في الله .. يجب علينا أن نفكر كثيرا في كيفية النهوض بهذه الأمة والعودة بها إلى مواطن العزة والكرامة فخطرت لي بعض الخواطر أوجزها بان على الأمة أن تعود إلى كتاب ربها وسنة رسولها و هذا الأمر و لله الحمد والمّنه قد قطعت الأمة فيه شوطا كبيرا و لكن هذا الأمر ينقصه أمر هام و رئيس ألا و هو توحيد الجهود و جمع الكلمة والاجتماع و نبذ الفرقة والاختلاف و قد رأينا ثمرات اجتماع الكلمة في هذا الجهاد المبارك في الشيشان ، والأمر المهم هو أن هذا الاجتماع والتوحد لابد له من قيادة واعيه مدركه ألا و هم علماء الإسلام العاملين بعلمهم ، وو الله إن على علماء الإسلام هذه الأيام مسؤولية عظيمة في النهوض بهذه الأمة و قيادتها إلى بر الأمان حيث إن الأمة تلاطمها أمواج الفتن .
فيا أحبتي يا علماء الإسلام .. الأمة كلها بشيبها وشبابها و رجالها و نسائها بطلبة علمها و مجاهديها بمهندسيها و أطبائها كلهم جنودٌ لكم ترنوا أبصارهم إلى توجيهكم و نصحكم.. فالله الله يا علماء الإسلام بأمتكم كونوا لها كما كان لها ابن تيمية رحمه الله حيث وقف أمام زحف التتار الذي دمر بغداد و كان يريد بلاد الشام، و ما أشبه الليلة بالبارحة و ما أشبه تتار الأمس بتتار اليوم الذين عاثوا في البلاد فاكثروا فيها ا لفساد و لم يرقبوا في مؤمن إلاً و لا ذمه ،عاثوا في أفغانستان والعراق و إندونيسيا و الشيشان .
و أما الشيشان فقضيتنا التي نتكلم عنها عن قرب، لكن لا ادري من أين أبدا و أين انتهي ..أبدأ من الشموخ أم من الألم؟ بل سوف أبدا بالشموخ حيث العزة و الكرامة و حيث القدوة لكل المسلمين و لكل المستضعفين ، شعب قليل جدا يقف أمام دولة عاتية يحسب لها العالم ألف حساب ، بل يقف أمام العالم اجمع يناضل و يكافح من اجل حياة عزيزة في ظل شريعة الله ترى الشباب المجاهد في هذه البلاد يسير للموت ضاحكا ترى الدنيا قد صغرت في أعينهم يتبادلون الابتسامات و هم في خضم المعركة فلله درهم، بل حتى النساء يتسابقن لنيل الشهادة ، و مع هذا كله فالألم موجود والتضحيات موجودة والدماء والأشلاء والجوع والهجرة والبرد و لكن كل هذا في سبيل العقيدة يهون .
يا أمة الإسلام هذا الشعب قد بذل الذي عليه و بقي الذي له و هو أحوج ما يحتاج إلى صالح دعائكم و إلى أن لا تنسوا جهادهم في مجالسكم و محاضركم وإعلامكم و أن تنصروهم باللسان والمال حيث إن أعداء الله قد جبنوا عن مواجهة اسود التوحيد في ساحات الوغى فبدأو يبحثون عن المنابع التي يصدر منها الدعم المعنوي والمادي لكي يجففوا هذه المنابع ظناً منهم انهم سوف يطفئون نور الله بعملهم هذا، ولكن عندنا و لله الحمد بحر نغرف منه و ليس ينبوع و هو أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ثم وقوف أمة الإسلام معنا ومن خلفنا . فالله الله يا أمة الإسلام أن تخذلوا أبناءكم المجاهدين فهم في أمس الحاجة هذه الأيام إلى دعمكم حيث إن فصل الشتاء على الأبواب و لا يخفى عليكم ما يحتاجه المجاهد المرابط في قمم جبال القوقاز الشامخة من لباس و أحذية و لحف تقيه برد القوقاز القارس و ما يحتاجه المهاجرون وعوائل الشهداء و أبنائهم من مساعدة شتويه من لباس وحطب و غيره. .
اعذروني اخواني المسلمين إن كنت قد نكأت جراحكم و أفسدت عليكم فرحتكم بهذا الشهر الكريم حيث أني قد كتبت هذه الرسالة تهنئة لكم بهذا لشهر الفضيل و لكن هذا هو واقعنا وهذا هو واجبنا و حسبنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى "
تقبل الله صيامكم و قيامكم و لا تنسوا إخوانكم المجاهدين من صالح دعائكم والله يحفظكم و يرعاكم .
أخوكم أبو الوليد الغامدي
الشيشان
2 رمضان 1424هـ