السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , ونُصلى ونُسلِّم على قائدنا وحبيبنا محمد , وعلى آله وأصحابه الأطهار , رضوان الله عليهم أجمعين.... وبعد
فيا أيها الأحبة في الله : كل عام وأنتم بخير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك , أسأل الله تبارك وتعالى أن يُبلغنا إياه , وأن يرزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يُرضيه عنّا سبحانه وتعالى .
أحبتي في الله.. مع قرب حلول الشهر الكريم نجد أن جميع الجمعيات الخيرية وكثير من الأفراد رجالاً ونساءً , ينصب جُل اهتمامهم في هذه الأثناء في إعداد ما يسمى ب( شنطة رمضان ) ثم يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين من المسلمين , حيث تحتوى هذه الشنطة على أنواع المطعومات المختلفة , ومع تفشي هذه الظاهرة الطيبة , تبادر إلى ذهني سؤال هام , وهو لماذا يسعى الجميع الآن للحرص على أن تكون بطون المسلمين ممتلئة بالطعام , ولا يسعى إلا القليل على أن تكون قلوبهم عامرة ب ( تقوى الله ) , رغم أن الثانية أولى وأعظم خصوصاً في هذا التوقيت , فما فائدة أن يأكل الإنسان ويشرب وهو غافل عن الله ثم يموت فيُرمى في جهنم ؟
وهل يضير الإنسان أن يعيش فقيراً ويموت جائعاً ولكنه وقّاف عند حدود الله , فيدخل الجنة لينسى كل شقاء مع أول غمسةٍ في الجنة ؟
يا أيها الأخوة الفضلاء , والأخوات الفضليات : نحن لا نريد أن ننزلق بسذاجة في المُخطط الذي يُعد لنا من قِبَل أعدائنا في تحويلنا إلى كائنات لا تبحث إلا عن طعامها وشرابها وشهوتها ومصلحتها الشخصية , ليضيع دينها , إنهم يسعون في تحويل كل مراسمنا الدينية إلى مناسبات أكل وشرب , وقد نجحوا في ذلك للأسف , ولنستوعب ذلك تكفينا نظرة واحدة إلى أسواق المسلمين الآن , لنراها مكتظة بالبشر , كلهم يسارعون في شراء أكبر كمّ من المطعومات والمشروبات بهوس مرضي , وإذا سألت أحدهم , ما الذي يدفعك إلى هذا ؟ ..يقول لك لإن رمضان قد قرب , وكأن المسلمين سوف تصيبهم مخمصة في رمضان , إن هذا والله لشيءٌ عجاب .
أنا لا أدعو لإن توقف الجمعيات الخيرية هذه الشنط الخيرية الفاضلة , لم أقصد هذا مطلقاً , ولكني أريد بدلاً من أن تكون كل الشنط لا تحتوي إلا على ( الأرز- السكر-السمن-......) أن توجد شنط أخرى توازي عدد الأولى أو تفوقها عدداً تحتوي على ( سواك - مصحف - كتاب مُبسط يشرح فقه الصيام - شريط دعوي ) . منقول و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين