السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما ذكره الأخ الكريم صحيح في العديد من الحالات .
إن كثيراً من النقاش الذي يحتدم بين رواد المنتديات يدور حول قضايا غير مهمة ، إما مسائل شخصية ، أو أحداث أكل الدهر عليها وشرب ، أو أمور ثانوية .
ليعذرني الاخوة إن تساءلت : ماذا نستفيد من الدخول في مفاضلة بين العلماء أو الدعاة ، بل في محاكمة لا قاضي فيها ولا بينة ولا دليل ؟
ماذا نستفيد ، بل كم نخسر من نبش الأموات ، وتعريتهم ، وأكل لحومهم على مرأى ومسمع من الغادين والرائحين ؟ ألا يمكن تصحيح الخطأ إلا ويتخذ فلان وفلان " وسيلة إيضاح " ؟
ثمت موضوعات غنية ومهمة يمكن أن يتحدث الشباب حولها حديث الطبيب الحاذق ، والحبيب الناصح ، والأخ المشفق ، وعلى سبيل التمثيل لا الحصر :
1- موضوع جهل المسلمين بدينهم وعقيدتهم ، وانتشار البدعة والخرافة والشرك بصوره العملية والقولية دون نكير ، هذا الهم الذي شغل دعاة الإصلاح في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه ، بل ومنذ حقب ليست بالقصيرة ..لماذا لا يتم طرحه و طرقه ، ومناقشة الوسائل المفيدة لتصحيح أوضاع المسلمين ، وتصفية عقائدهم ؟
2- موضوع الجهل السائد في الأمة بدينها ، والذي حوّل عباداتها إلى عادات ، وجعل من المسلمين من لا يعرف كيف يصلي أو يزكي أو يحج ، وفي بعض البلاد يصوم فرد واحد عن الجماعة ، ويسمح له بتعاطي الدخان والبسكويت والأغذية السهلة ! .
3- موضوع التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي ، ففي وقت ثورة المعلومات ، وثورة الاتصال ، والتقدم المادي الهائل في كل مجالات الحياة يعاني المسلمون من العزلة عن هذا المضمار ، ليس بسبب عجز فطري في المقدرة العقلية ، لكن بسبب نقص حاد في شروط النهضة 0
4- موضوع الشتات والتفرق والاختلاف الذي يعصف بالأمة عصفاً على أكثر من مستوى ، حتى يصل إلى الخلاف القاتل بين الخاصة من أهل العلم والدعوة والجهاد مما أغرى بهم عدوهم فصار يلتهمهم قطعة قطعة ، ولا أحد يحس برزية غيره ، حتى إذا أدركه الغرق عتب على الآخرين الغائبين .. أليس في هذا ما ينطق بالعِبرة ،ويستمطر العَبرة ؟
5- موضوع انحراف الشباب والفتيات وانسياقهم وراء المنتج الغربي .. فكراً وأنماط سلوك .. وضعف الاعتزاز بالقيم الإسلامية والتراث الإسلامي تأريخاً وحضارة .
6- موضوع المجتمعات الإسلامية ، وكيف تدخل إلى منتدى العولمة الجديد .. كيف تواجه تحدياته ؟ كيف تقاوم شروره ؟ كيف تستثمر إيجابياته ؟ كيف تحول المحنة إلى منحة من خلال طرح البديل الإسلامي ، اقتصاداً وثقافة وإعلاماً .
إلى غير ذلك من القضايا المهمة والساخنة والمفيدة .
أليس من المحزن أن يتفرج علينا الآخرون ونحن نتهارش ونتطاحن ، ونتماسك بالأيدي ، لا تماسك المتعاونين المتناصرين ، فحبذا ونعمت عين ، ولكن تماسك المتعاركين المتقاتلين ..! على حد قول القطامي :
وأحياناً على بكر أخينا ** إذا ما لم نجد إلا أخانا
أليس هذا مما يحزن الصديق الناصح ؟ ويسر العدو الكاشح ؟ نعم .. ليكن من موضوعاتنا أيضاً النقد العلمي النزيه .. وليس التهميش والتجريح .. وبيان الحق ورحمة الخلق .. فباب الرد الموضوعي القائم على الحجة والبرهان مفتوح .. ولكن لأهله .
أدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يكشف كربات المسلمين ، ويأخذ بنواصيهم إلى صراطه المستقيم ، ويهدي ضالهم ، ويثبت صالحهم ، ويجمع كلمتهم جميعا على الحق ، وينصرهم على عدوهم .. آمين ،،،
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
====================================== انتهى كلام الشيخ بارك الله في علمه
أقول :: لو أن المسلمين استثمروا هذه الطاقة الجبارة ( الانترنت ) في الدعوة إلى الله كما ينبغي لكان الوضع الآن بصورة أخرى !!
ولكن للأسف .. نسبة المواقع الإسلامية الدعوية الصافية قليلة جدا مقارنة بملايين المواقع من شتى أنحاء العالم .. تعج بأنواع المذاهب والمشارب !!
وليت الأمر وقف عند هذا الحد !! بل استثمر بعض أبناء المسلمين طاقاتهم في هذا المجال للغمز واللمز وانتهاك حرمات العلماء والدعاة والواجهات الدعوية والخيرية في البلاد !!
ولعل تجربة واحدة بالبحث في محرك البحث الشهير google يبين حقيقة الأمر ، وأن الآخرين يعملون بجد لاستغلال هذه الوسيلة العظيمة في نشر مبادئهم بينما ننشغل نحن بأمور ثانوية يسوغ فيها الخلاف .. ولعلي أضرب لكم مثالا بسيطا في هذا الجانب :
أدخلوا على موقع البحث www.google.com
اكتبوا أي سؤال شرعي أو فقهي
اضغطوا على زر ( بحث )
وانتظروا النتائج !!
لتجدوا أن غيرنا يعمل بجد ونشاط لنشر فكره ومذهبه .. على حساب ديننا وعقيدتنا ..
وإن لم نتحرك للعمل بجد ونشاط فسوف يكتسحون الساحة ويستولون على زمام الأمور .. وحينها نندم حيث لا ينفع الندم
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعمل لدينه ونصرة عقيدته .. وأن يرفع راياتنا على أعدائنا إنه سميع مجيب