هجمة شعواء على دورنا!
عبد الله بن سعيد آل يعن الله
هناك هجمة شعواء من القنوات السيئة لم تحارب بالشكل المطلوب من الدول والحكومات الإسلامية من أجل حفظ ديننا وأمننا ، فاقتحمت البيوت ، وزلزلت القيم ، وهدمت البناء ، وأعاقت الإيمان ، وسحقت الفكر ، فهي هجمة نوعية تنتج آلاف الضحايا ممن ماتت عقائدهم ومبادئهم ودفنت أخلاقهم حتى صاروا أجساداً بلا أرواح ، فتجاوزت الرذيلة ، وتخطت كل الحدود ، وكشرت عن أنيابها على أبناء المسلمين ، وانتشرت انتشار النار في الهشيم في مجتمعاتنا ، فأحسن الله عزاءنا في دور تأثرت واقتنعت بإملاءاتها؟
بالأمس القريب ، كنا نستغرب من وجود طبق فضائي على أي بيت في المدينة أو الحي ، واليوم نجد بأن أغلب البيوت وجدت فيها مثل هذه الأطباق الفضائية ، والمتأمل في هذا العصر يجد بأن فئاما من البشر ، تساهلوا في وجود القنوات الفضائية السيئة في بيوتهم ، سواء كان ذلك بالقناعة المطلقة ، أو بحجة متابعة القنوات الإخبارية والبرامج الشعبية ، أو متابعة قناة إسلامية من بين هذه القنوات ، أو بسبب ضغطا قويا من أفراد الأسرة ، فكان ذلك مقدمة للانحراف العقدي والانحراف السلوكي والانحراف الفكري 00
هناك قنوات تقدم رؤية إسلامية واضحة للمجتمع ، وتعتبر أنموذجا فريدا بين هذا الكم الهائل من القنوات السيئة وتعتبر بديلا قويا في مزاحمة هذه القنوات ، لكن الذي يدمي القلب ، ويحزن النفس هو تساهل الناس في ترك الحبل على الغارب في البيوت من القنوات التي فيها الخير والشر !
هل يعلم الراعي في أسرته بأن من ضمن هذه القنوات المفتوحة قنوات تدعوا إلى التنصير بطرق مباشرة وطرق غير مباشرة كأفلام الكرتون مثلا ؟ هل سمعوا بقصص اللواط والزنا التي تحدث في بعض البيوت بسبب ثوران الشهوة من هذه القنوات ؟ هل يدركون آثار بعض القنوات في تمييع قواعد الدين الإسلامي وثوابته وخصوصا على الجيل الذي لا يملك الوعي والتمييز بين الحق والباطل ؟ هل يعون بجرم وخطورة المسلسلات المنسوخة والمدبلجة من الغرب في تغيير قناعات وأفكار أسرهم ؟
هناك قنوات حمراء لها جماهير غفيرة تظهر في ثياب الإصلاح وهي أشد حقدا ، وتتمتم بأخبار متنوعة بين طياتها الفتن التي تزرع العداوة بين أهل الإسلام ، وبعضها يشعل فتيل الفرقة بين الأمم والشعوب المسلمة ، وهويتنا الإسلامية ومبادئنا وقيمنا تفرض علينا الوقوف أمام هذا التيار المفسد ومقاومته من خلال تحصين أنفسنا وأبنائنا و مجتمعنا بالتربية الإسلامية والتمسك بالأخلاق الحميدة وتقوية الوازع الديني لمقاومة وإنكار ظواهر هذا الغزو ، وعلى الرغم من صعوبة منع هذا السيل المتدفق من هذه الوسائل إلا أن علينا التركيز على التربية والتحصين الذاتي فمداخل القنوات الفضائية السيئة متعددة ،والعمل على إغلاقها أمر محال ، ومع ذلك ينبغي أن يكون هناك دورا بارزا في تأسيس الجانب التربوي لأجيالنا ، وتعميق الوازع الديني الذي يعتبر هو الأبقى والآمن مهما تغيرت الظروف ..
أخيرا ..
أرجوا من حكومات الدول العربية والإسلامية أن يلتفتوا إلى شعوبهم التفاتة المشفق الناصح ، وأن يجففوا منابع أي قناة تسهم في جرح الدين الإسلامي أو تمزيقه أوتفكيكه بوسائلهم المختلفة المدروسة ، وأن ييسروا السبل لقادة الفكر المخلصين بأن ينشئوا القنوات القادرة على مواجهة هذا الغزو الخطير..
صيد الفوائد