أخوتي في الله : هذه مجموعة من الرسائل النصية (sms) الإسلامية المتميزة للجوال , وفقني الله تعالى لجمعها من جوال إنه الله الذي يشرف عليه نخبة متميّزة من طلبة العلم وفقهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء , اتمنى أن تنفعكم وتنفع كل مسلم .سبق وأن نقلت لكم الجزء الأول والجزء الثاني وفي هذا الموضوع أنقل لكم الجزء الثالث وبالله التوفيق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا. ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره؛ فيسلك مسلك من أيده الله ونصره، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه؛ فإن الله يقول في كتابه: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
[ابن تيمية]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ابن القيم – رحمه الله – حدثني تقي الدين بن شقير قال: خرج شيخ الإسلام ابن تيمية يوماً فخرجت من خلفه، فلما انتهى إلى الصحراء وانفرد عن الناس سمعته يقول:
وأخرج من بين البيوت لعلني*** أحدث عنك النفس بالسر خاليا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا إله إلا الله.. لها أنوار ساطعة، وأشعة كاشفة، وهي تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدرة قوة ذلك الشعاع وضعفه. فلها نور. وتفاوت أهلها في ذلك النور – قوة وضعفاً – لا يحصيه إلا الله تعالى.
فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس، ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري، ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر: كالسراج المضيء. وآخر: كالسراج الضعيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحديث الحسن عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: إذا مات ولد الرجل، يقول الله تعالى لملائكته: "أقبضتم ولد عبدي"؟ فيقولون: نعم. فيقول: "فماذا قال عبدي؟"، فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول: "ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن لا يقنع من الله بأمر يسكن إليه دون الله، ولا يفرح بما حصل له دون الله، ولا يأسى على ما فاته سوى الله، ولا يستغني إلا بالله، ولا يفتقر إلا إلى الله، ولا يفرح إلا بموافقته لمرضاة الله، ولا يخاف إلا من سقوطه من نظر الله، فكله بالله، وكله لله، وكله مع الله، وسيره دائماً إلى الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد".
إذا سجد الإنسان فك سلاسل التقليد من الأعراض والعادات، فخر ساجداً يمرغ جبينه لله تعالى، وأعطى القلب زمامه، وأرسل النفس على سجيتها، فلا حجر على الخشوع، ولا ملامة على الدموع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكرامة كرامة التقوى، والعز عز الطاعة، والأنس أنس الإحسان، والوحشة وحشة الإساءة، وكل مصيبة لا يكون الله عنك فيها معرضاً فهي نعمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه بالسهل في أصل جبل يخشى أن يقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول كعب الأحبار – رحمه الله –: "ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله، وتواضع بها لله، إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا، ورفع لها بها درجة في الآخرة. وما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فلم يشكرها، ولم يتواضع بها إلا منعه الله نفعها في الدنيا، وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر بن الخطاب كانت قواه تنهار من خوف الله وخشيته، كان يهوي إلى الأرض،ويأخذ التبنة بيده ويبكي قائلاً: "يا ليتتني هذه التبنة، ليتني لم أكن شيئاً، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسياً منسياً".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحد العلماء عن الفضيل بن عياض: ما رأيت أحداً كان خوف الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله أو ذكر الله عنده،أو سمع القرآن ظهر به خوف وحزن شديد وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من يحضره ويشفق عليه، وكنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يبكي بكاءً شديداً ويعظ ويذكر،وكأنه ذاهب إلى الآخرة.وكان يقول الفضيل بن عياض: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يكون الشاكر شاكراً على الحقيقة إلا بقيامه بقواعد الشكر وهي: خضوع الشاكر للمشكور – حبه له – اعترافه بنعمه – الثناء عليه بها – ألا يستعملها فيما يكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول بعض السلف: "من حفظ بصره أورثه الله نوراً في بصيرته".
لا تعجب إذاً إن لم تجد للطاعة حلاوة، وللعبادة لذة، وللذكر نشوة، وللقلب بصيرة، وللنفس فرقاناً، فإن من أهم أسباب منع الأنس بذلك هو إطلاق البصر فيما يصرف عن الحبيب القريب، والسميع المجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولما حضرت معاوية بن أبي سفيان الوفاة قال: أقعدوني، فأقعد وبكى حتى علا بكاؤه..
ثم قال: يا رب، ارحم الشيخ العاصي، ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة، وعد بحلمك على من لا يرجو غيرك، ولا يثق بغيرك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتأمل سيد الاستغفار، وكيف بدأ بإعلان التوحيد الخالص لله تعالى: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ماص نعت. أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول أبو سليمان الدارني: "أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله، وكل قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ابن القيم – رحمه الله – : "وهذا النمل من أهدى الحيوانات، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق معوجة بعيدة ذات صعود وهبوط في غاية من التوعر حتى تصل إلى بيوتها فتخزن فيها أقواتها في وقت الإمكان. ... فإذا خزنتها عمدت إلى ما ينبت منه ففلقته فلقتين لئلا ينبت، فإن كان ينبت مع فلقه باثنتين فلقته بأربعة، فإذا أصابه بلل وخافت عليه العفن والفساد انتظرت به يوماً ذا شمس فخرجت به فنشرته على أبواب بيوتها ثم أعادته إليها، ولا تتغذى منها نملة مما جمعه غيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول الحسن البصري – رحمه الله – : "الخير الذي لا شر فيه: العافية مع الشكر، فكم من منعم عليه غير شاكر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقول عائشة رضي الله عنها: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن المؤمن يهرب من ضيق الصدور بالهموم والغموم، ويفر من الأحزان والمخاوف إلى سعة فضاء الأنس بالله، والثقة بنصره، وصدق التوكل عليه، وحسن الرجاء لجميل صنعه به، والطمع في رحمته وغفرانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال صلى الله عليه وسلم: "يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه، فقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كسفت الشمس في عهده النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فزعاً مذعوراً لدرجة أنه نسي رداءه فأدركوه به، وقام بين يدي ربه قياماً طويلاً، وصلى صلاة طويلة، وأخذ يدعو ويرجو وينطرح بين يدي ربه جل وعلا ويبكي ويقول: "لم تعدني هذا وأنا فيهم، لم تعدني هذا ونحن نستغفرك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أثر إسرائيلي: أن موسى عليه السلام قال: "يا رب، خلقت آدم بيدك. ونفخت فيه من روحك. وأسجدت له ملائكتك. وعلمته أسماء كل شيء. وفعلت وفعلت. فكيف أطاق شكرك؟ قال الله عزوجل: علم أن ذلك مني. فكانت معرفته بذلك شكراً لي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ابن عباس رضي الله عنه:" يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته ولا يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته فإن قلت حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذي عملته وضحكك وأنت لا تدرى ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورد التشديد العظيم في الحلف الكاذب بالله، ولا تصدر كثرة الحلف بالله إلا من الجهل باللَّه تعالى، وقلة هيبته في الصدور.
ومما يلزم المؤمن حفظه رأسه وبطنه، كما في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه - المرفوع: "الاستحياء من الله حق الحياء أن يحفظ الرأس وما وعى، ويحفظ البطن وما حوى".
[خرجه الإمام أحمد والترمذي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن بين العبد وبين ربه مسافة، لا تقطع إلا بقط العلائق، ورفض العوائق. وعلى مرآة القلق صدأ، لا يجلوه إلا نسيان الخلق في جنب ذكر الخالق، فمن أراد أن يصل إلى ربه، فليتفرغ لمواصلة السرى، ومن آثر جلاء مرآة قلبه، فليتناس ذكر الورى. كيف يصل إلى الله من لا يسير، وهو في قبضة العوائق أسير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا من يقبل التوبة ن عباده ويعفو عن السيئات. يا من إذا انتهت الشكوى إليه فقد بلغت المنتهى. يا فالق الحب والنوى.
اللهم نشكو إليك ما نحن فيه من طاعتك مقصرون، وعلى معصيتك مصرون، وبعظمتك جاهلون، وبحكمك مغترون، وعن القيام بما يلزمنا في حقك عاجزون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ابن رجب – رحمه الله – : قد تكاثرت النصوص على أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة من النار، والبكاء خوف من نار جهنم هو البكاء من خشية الله؛ لأنه بكاء من خشية عقاب الله وسخطه، والبعد عن رحمته وجواره ودار كرامته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل لعمر بن عبد العزيز في يوم من الأيام: لو جعلت على طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صليت لا تغتال، وتنح عن الطاعون. فقال: "اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن علم العصفورة إذا سقط فرخها أن تستغيث فلا يبقى عصفور بجوارها حتى
يجيء فيطيرون حول الفرخ ويحركونه بأفعالهم ويحدثون له قوة وهمة وحركة حتى
يطير مهم. قال بعض الصيادين: ربما رأيت العصفورة على الحائط فأومئ بيدي
كأني أرميه فلا يطير، وربما أهويت إلى الأرض كأني أتناول شيئاً فلا
يتحرك، فإن مسست بيدي أدنى حصاة أو حجر أو نواة طار قبل أن تتمكن منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يقلق من كان له أب ، فكيف بمن كان له رب .
[الشعراوي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أحد المتكلفين : أنا لا أكل الفالوذج [وهو أكل طيب الطعم ] فقيل له : لماذا ؟ فقال : لأني لا أؤدي شكرها .
فأخبر الحسن البصري به : فقال ذاك جاهل ، فهل أدى شكر الماء البارد .
قال الرب جل وعز {يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القواطع عن الله أربعة : الشيطان ، والنفس ، والدنيا ، والناس
فعلاج الشيطان : الإستعاذة ومخالفته
وعلاج النفس : بالقهر
وعلاج الدنيا : بالزهد
وعلاج الناس : بترك كثرة مخالطتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج}
ذكر ابن أبي الدنيا: أن بعض عباد بني إسرائيل تعبد ثلاثين سنة ، وكان الرجل منهم إذا تعبد ثلاثين سنة أظلته غمامة ، فلم ير ذلك الرجل شيئا مما كان يرى لغيره ، فشكى ذلك لأمه ، فقالت : يا بني فلعلك أذنبت في مدة عبادتك هذه ، فقال : لا والله ما أعلم ، قالت : فلعلك هممت ؟ قال : لا ولا هممت ، قالت : فلعلك رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته دون فكر ؟ قال نعم ، كثيرا . قالت : فمن هاهنا أتيت .
[تفسير ابن كثير]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض} فإذا كانت حياة الأرض بعد موتها من أعظم الأدلة على سعة رحمته؛ فالدليل في القلب الخلي من العلم والخير حين ينزل الله عليه غيث الوحي فيهتز وينبت العلوم المختلفة النافعة، والأعمال الظاهرة والباطنة: أعظم من الأرض بكثير!
ودلالته على سعة رحمة الله وواسع جوده وتنوع هباته أكثر وأعظم.
[السعدي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أفلم يدبروا القول"
قال قتاده: إذ والله يجدون في القرآن زاجر عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه، ولكن أخذوا بما تشابه فهلكوا عند ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{فاصبر إن وعد الله حق} جاء الحديث عن صدق وعد الله بعد الصبر؛ لأنه "مما يعين على الصبر، فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا؛ هان عليه ما يلقاه من المكاره، ويسر عليه كل عسير، واستقل من عمله كل كثير".
[ابن سعدي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتحت قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} كنز عظيم، من وفق لمظنته وأحسن استخراجه، واقتناءه، وأنفق منه؛ فقد غنم، ومن حرمه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانهما، وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن... } الآية، ثم قال بعدها: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا...} الآيات، ومناسبة هذا: أنه "لما تجاهل المشركون الرحمن، واستكبروا عن السجود له، عرفهم القرآن بالرحمن: بخلقه، وتدبيره وإنعامه، ثم عرفهم بعباده الذين عرفوه بذلك، فآمنوا به، وخضعوا له، بما اشتملت عليه هذه الآيات من صفاتهم، وفي ذلك تشريف كبير لهم، وتبكيت لأولئك المتجاهلين المتكبرين".
[ابن باديس]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقلب مواطن ستة يجول فيها : ثلاث سافلة وثلاث عالية ، فالسافلة :
دنيا تتزين له ،ونفس تحدثه ،وعدو يوسوس له .
والعالية :
علم يتبين له ، وعقل يرشده ، وإله يعبده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن معرفة أحكام الله الشرعية على وجهها يزيد في العقل ، لكون معانيها أجل المعاني ، ولأن الجزاء من جنس العمل ، فكما استعمل عقله للعقل عن ربه ، وللتفكر في آياته التي دعاه إليها ، زاده الله من ذلك .أي من العقل .
[ابن سعدي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة ، والوقوف معها في الظاهر والباطن ، ودوام الإفتقار إلى الله وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال ، وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها أو عن أحدها .
[ابن القيم]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا } من أعظم أنواع الفرقان الذي يؤتيه الله جل جلاله المتقي : البصيرة زمن الفتن .
قال الحسن البصري : "إذا أقبلت الفتنة عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها الناس كلهم" ، وقد وصف أيوب السختياني الحسن البصري بقوله :
" كان يبصر من الفتنة إذا أقبلت ما نبصر منها إذا أدبرت".
وقال ابن تيمية: "إن الفتن إنما يعرف الناس ما فيها من الشر إذا أدبرت".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها ، وتهاونت بذكر الله الذي هو قوة القلب وحياته ، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها ، فما أسرع ما تقف به .
[الفوائد ، بتصرف]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ورتل القرآن ترتيلا} أي: تمهل وفرق بين الحروف لتبين، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر، وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب، ويفيض عليه النور والرحمة.
[ابن عطية]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} خفة الطاعة من آثار محبة المطاع وإجلاله، فإن قرة عين المحب في طاعة المحبوب، ففي الحديث: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" لما فيها من المؤانسة، ولذة القرب وأنس المناجاة. [العز بن عبد السلام]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والله لو أن مؤمنا عاقلا قرأ سورة الحديد وآخر سورة الحشر وآية الكرسي وسورة الإخلاص بتفكر وتدبر لتصدع من خشية الله قلبه وتحير من عظمة الله لبه .
[ابن الجوزي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين ، إحداهما :
سوء ظنه بربه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلال .
والثانية :
أن يكون عالما بذلك وأن من ترك شيئا لله أعاضه خيرا منه لكن تغلب شهوته صبره ، وهواه عقله . فالأول من ضعف علمه ، والثاني من ضعف عقله وبصيرته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} الغضب لله من ثمرات إجلال الله ومهابته، والغضب على المسيء بحضرته متضمن للإجلال، وزجر للمسيء عن انتهاك الحرمات، ولا خير في عبد لا يغضب لمولاه.
[العز بن عبدالسلام]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن القيم :
الظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة:
ديوان لا يغفر منه شيئا، وهو الشرك به فإن الله لا يغفر أن يشرك به وديوان لا يترك الله منه شيئا وهو ظلم العباد بعضهم بعضا فالله تعالى يستوفيه كله وديوان لا يعبأ به شيئا وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل ،فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوا ،فإنه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك،بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد
وديوان المظالم لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو الدليل :
قيل لأحدهم : إن فلانا من الناس أقام ألف دليل على و جود الله ،
فقالت : لو لم يكن عنده ألف شك لما أقام ألف دليل . قالوا : فما الدليل ؟ قالت : إذا كان رجل يمشي في الصحراء وحده فسقط في بئر و لم يكن عنده من ينجيه ، ماذا يقول ؟
قالوا : يقول " يا الله " ،
قالت : ذاك هو الدليل !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له
[ابن تيمية]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{وعنت الوجوه للحي القيوم}
قال ابن عباس وغيره : أي خضعت وذلت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت القيوم الذي لا ينام ، وهو قيم على كل شئ يديره ويحفظه فهو الكامل في نفسه الذي كل شئ فقير إليه ، لا قوام له إلا به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : بفضل الله جميع الرسائل السابقة وضعتها لكم في مستند نصي txt وهي جاهزة لإرسالها مباشرة للجوال .. فقط حمل المستند النصي من الرابط التالي ومن ثم ارسله لجوالك عن طريق الكيبل او البلوتوث او غير ذلك ..
حمل من الرابط
http://www.rofof.com/4qhjce17/Rsa'il_jwal.html
وبعد ارسالها للجوال تستطيعون نشرها بين أحبابكم ونيل الأجر العظيم بإذن الله ..
نسأل الله الحي القيوم الجواد الكريم أن يتقبلها منا ومنكم ..