(( الفيل و العميان ))

(( الفيل و العميان ))

يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه..
بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !
و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !
و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع!
بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله..
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة.. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
(( من منهم على خطأ ؟))
في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟
بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!!
قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!
( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !) لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا !
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه .. رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل , مفيد لك !

جزاك الله خيرا أخي الرحال...ولو اتفق الثلاثة للتحقيق والبحث في أفكارهم لتوصلوا إلى فكرة متكاملة أو شبه متكاملة, فعلا مثال مبسط رائع...وأتمنى أن نتعلم نحن منه.

كلامٌ جميل أخي الرحال99 بارك الله فيك

والأجمل منه أن نقول أن من أخبرهم أنه فيل ووصفه كذا وكذا هو الذي على الصواب والحق المطلق

ومثل العميان في هذه القصة ومثل من أخبرهم أنه فيل كمثل الناس وشرع الله ولله المثل الأعلى

فالشريعة تأتي بالصواب الذي قد لا نراه أحيانا أو لا تستوعبه عقولنا نظرا لأنها قاصرة ققصور هؤلاء العميان الذي منعهم من الوصول للحقيقة.

وعندما لا يقتنعون بمن يخبرهم لأنه يرى ما لا يرون فهم كالمعاندين من بني البشر لتوجيهات الشريعة وظنهم أنها قاصرة وغير صالحة ، فالمشرع يرى ما يصلح البشر وشرَّع لهم ما ينفعهم بينما هم يضعون القوانين التي يظهر لهم فيها مصلحة كل حسب ما يراه مثل رؤية العميان وهي غير واقعية ولا تعبر عن الحقيقة ولا تصلح لهم.

بارك الله فيك أخي الرحال ونفع بك

شكراً لكم على المرور

وعلى تعليقاتكم الممتعه والهادفه