حتى لا يسقط منتداكم
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُلله وكفى , وسلامٌ على عباده الذين اصطفى , وبعدُ :
نحن - معشرالإخوة - غرباء , عابرو سبيلٍ في هذه الدنيا , وعمَّاقريبٍ لابدَّ من الرحيل إلىالحساب بين يدي الله تعالى , فهل نقضي هذه الحياة فيمالا ينفعنا ويعود علينا بالخير؟!
أخي/أختي : أنتَ ضيف في هذا المنتدى وغيره من المنتديات .. فإياكَ أن تكون مفتاحاً للشر مغلا قاً للخير .. فأنت على ثغرة .. فإيّاك إيّاك !
أنت تمثل الإسلام في عيون الآخرين الذين يطرقون المنتدى .. فَدَعْ عنك الكِبْرَ , والعصبيةَ , والهوى , والإعجابَ بالرأي ..
روى ابنُ ماجه - رحمه الله تعالى - في سُننه 237 من حديث أنسبنِ مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنّمن الناسِ مفاتيحَ للخيرِ , مغاليقَ للشرِّ , وإنّ من الناسِ مفاتيحَ للشرِّ , مغاليقَ للخيرِ ؛ فطوبى لمن جعل الله مفاتيحَ الخير على يديه , وويلٌ لمن جعل اللهمفاتيحَ الشرِّ على يديه ! )) .
وله شاهدٌ عنده 238 من حديثسهل بن سعد ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إن هذا الخير خزائن , ولتلك الخزائنِ مفاتيحُ , فطوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للخيرِ , مغلاقاً للشرِّ , وويلٌ لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشرِّ , مغلاقاً للخيرِ ))
. وهو حديثٌ حسنٌ لغيره كما في الصحيحة 1332 , وظلال الجنة 297-299 , وكلاهماللألباني - رحمه الله تعالى - .
أخي/اختي : المنتدى للخيرِ ؛وليس للشرِّ .. للهداية ؛ لا للغواية .. للترشيد ؛ لا للتضليل .. لرفع كلمة اللهتعالى ؛ وليس لرفع ما تشتهيه الأنفس وما تهواه .
أخي/أختي : الأصلُ فيمَن يطرق منتداكم الإسلامُ ؛ فحقُّه عليك : الرفقُ به ولينُ الجانب ؛ ففيالصحيح منْ حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلىالله عليه وسلم - : (( إن اللهَ رفيقٌ , يحبُّ الرفقَ في الأمرِكلِّهِ))
, (( ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنفِ )) , (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَهُ , ولا ينـزع من شيء إلاشانَهُ )) .
وفي الصحيح أيضاً من حديث جريرٍ - رضي الله عنه - مرفوعاً : (( مَن يحرم الرفقَ يحرم الخير )) زاد أبو داود (( كلَّهُ )) .
وعن أنس مرفوعاً : (( بشروا , ولاتنفروا )) رواه الشيخان .
وقال - عليه السلام - للأشجِّ - رضي الله عنه - : (( إن فيكلخصلتين , يحبُّهما اللهُ ورسولُه ؛ الحلمُ , والأناة)) رواه مسلم.
وقال - عليه السلام - : (( عليكَ بحسنِ الكلامِ ! )) الصحيحة 1939
وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلّم - : (( أَطِبِ الكلامَ)) رواه البزار .
أخي/أختي : عليكَ بالرفقِ .. إذا ما أردتَأنتردَّ على أخٍ في أيِّ طرحٍ له , رأيتَه مخالفاً لِمَا تراه , فارفقْ به , وإياكَوالتعنيفَ .. لا تعالِجِ الخطأَ بالخطأ , عالجْه بالتصويب مصاحباً الحكمة .
أخي/أختي : هل رأيتَ طبيباً يسيء الأدبَ إذا ماأساء المريضُأدبَه معه ؟!
أخي/أخي : تبوأتَ مقامَ الترشيد , وبذلك تكون قدأثقلتَ كاهِلَك , فعليك أن تتحمل مسؤوليةَ الإرشاد.
أخي/أختي : لستَ الذي لا يخطئ ؛ فكلُّنا ذوو خطأ .. ومَن ذا الذي ماساء قط ... ومَن له الحسنىفقط ؟
يؤلمني وكلُّ غيور , ما نراه من مشاجراتٍ كلامية , لاداعي لها .. فهل هذا من أدب الإسلام؟
أليس المنتدى للإرشاد .. فَعَلامَ الشدّةُ والقسوةُ والمفاصلةُ؟!
كأنك أوتيتَ علمَ الأولين والآخرين , وأنتَ لَمَّا تبلغِالحلمَ في العلم !
أخي : لماذا أنتَ المصيب دائماً ؟ .. لماذالا تقبل النصحَ من الآخرين ؟ .. لماذا تظن سوءَ الفهم وقصورَ العلم في الآخرين؟
أخي : أمَا قرأتَ قولَ الله تعالى : (( لَقَدْ جَاءكُمْرَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمبِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) سورة التوبة 128 .
أمَاسمعتَ قولَ الله تعالى فيما يرويه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربِّه - جلّوعلا - في الحديث الإلهي : (( ورحمتي سبقت غضبي )) ؟
أخي/أختي : كُنْ رحيماً.. رفيقاً بإخوانِكَ .. وإلا .. دعِ الخلقَ للخالق !
أقول هذا تحذيراً لمن لَم يقع فيه .. وأقوله تنبيهاً لمن وقعفيه أويوشك أن يقع فيه .. ولا أبرئ نفسي .. فأنا أسير الخطايا .. فكَّ اللهُأسرَنَا .. فالمأسورُ مَن أَسرَه هواه , والمحبوسُ مَن حُبس عنِ الله ..
اللهم ألهمنا رشدَنا , وأعذنا شرورَ أنفسِنا , وشرَّ الشيطانوشرَكِه!