رسائل مهمة في التوحيد والنجاة من الشرك
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) ، أما بعد :
فهذه مجموعة من الرسائل في التوحيد والنجاة من الشرك لا غنى عنها لكل مسلم ومسلمة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب أجزل الله ثوابه ، وغيره من أفاضل العلماء ، مع بعض الرقائق والعظات والتوجيهات .
لا شك أخي وأختي الكريمة إن هذه التحفة ، بما اشتملت عليها ستدفعكم وتدلكم إلى طريق السعادة . والمسارعة لعبادة الله سبحانه وحدهُ عبادة خالصة لا شرك فيها ولا رياء ولا تأويل ، وكل ذلك سيجعلكم ـ إن شاء الله ـ من العاملين الصالحين ومن ورثة جنة النعيم بتوفيق الله تعالى ورعايته .
{ الرسالة الأولى }
(( الأصول الثلاثة الواجبة على كل مسلم ))
الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم ثلاثة أصول وهي : معرفة ربه ــ ودينه ــ ونبيه صلى الله عليه وسلم .
( الأصل الأول )
إذا قيل لك : من ربك ؟ فقل : ربي الذي رباني بنعمته وخلقني من عدم إلى وجود . والدليل قوله تعالى (( إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم )) >> آل عمران : 5 << ، وإذا قيل لك : بأي شيء عرفت ربك ؟ فقل : عرفته بآياته ومخلوقاته فأما الدليل على آياته فقوله تعالى (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) >> فصلت : 37 << ، ودليل مخلوقاته قوله تعالى (( إن ربكم الله الذي خلق السموات الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) >> الأعراف : 54 << ، وإذا قيل لك : لأي شيء خلقك الله . فقل : خلقني لعبادته طاعته واتباع أمره واجتناب نهيه ، ودليل العبادة قوله (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون . ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون . إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) >> الذاريات : 56 – 58 << ، ودليل الطاعة قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) >> النساء : 59 << يعني كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وإذا قيل لك : أي شيء أمرك الله به ونهاك عنه ؟ فقل أمرني بالتوحيد ونهاني عن الشرك . ودليل الأمر قوله تعالى (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) >> النحل : 90 << ، ودليل النهي عن الشرك قوله تعالى (( .. ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) >> المائدة : 72 << .
( الأصل الثاني )
إذا قيل لك : ما دينك ؟ فقل ديني الإسلام : وهو الاستسلام والإذعان والانقياد إلى الله تعالى ، والدليل قوله تعالى (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) >> آل عمران : 85 << ، وهو مبني على خمسة أركان : أولها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا .
فأما دليل الشهادة فقوله تعالى (( شهد الله أن لا إله إلا هو ، والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) >> آل عمران : 18 << . ودليل أن محمدا رسول الله قوله تعالى (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) >> الأحزاب : 40 << . ودليل الصلاة قوله تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) >> النساء : 103 << ، ودليل الزكاة قوله تعالى (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم )) >> التوبة : 103 << ، ودليل الصوم قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) >> البقرة : 183 << وإذا قيل لك : الصيام شهر : فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى (( شهر رمضان الذين أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه )) >> البقرة : 185 << . وإذا قيل لك : الصيام في الليل أو في النهار ؟ فقل في النهار ، والدليل قوله تعالى (( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )) >> البقرة : 187 << ، ودليل الحج قوله تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) >> آل عمران : 97 << .
وإذا قيل لك : وما الإيمان ؟ فقل : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره . والدليل قوله تعالى (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا نفرق بين أحد من رسله ، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )) >> البقرة : 285 << ، ودليل القدر قوله تعالى (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) >> القمر : 49 << .
وإذا قيل لك : ما الإحسان ؟ فقل : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . والدليل قوله تعالى (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) >> النحل : 128 << .
وإذا قيل لك : منكر البعث كافر ؟ فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا ، قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )) >> التغابن : 7 << .
( الأصل الثالث )
إذا قيل لك : من نبيك ؟ فقل : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش ، وقريش من كنانة ، وكنانة من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل ، وإسماعيل من إبراهيم الخليل ، وإبراهيم من نوح ، ونوح من آدم ، وآدم من تراب . والدليل قوله تعالى (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) >> آل عمران : 59 <<
وإذا قيل لك : من أول الرسل : فقل : أولهم نوح ، وآخرهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ، والدليل قوله تعالى (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) >> النساء : 183 << ، وإذ قيل لك بينهم رُسُل ؟ فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) >> النحل : 36 << .
وإذا قيل لك : محمد بشرا ، فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى (( إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد ، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) >> الكهف : 110 << .
وإذا قيل لك : محمد عبد ؟ فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )) > الإسراء : 1 <<
وإذا قيل لك : كم عمره ؟ فقل : ثلاث وستون سنة ، أربعون منها نبي ، وثلاث وعشرون منها نبي ورسول ، نبىء بإقرأ وأرسل بالمدثر . وخرج على الناس فقال (( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) >> الأعراف : 158 << ، فكذبوه وآذوه وطردوه وقالوا ساحر كذاب ، فأنزل الله عليه (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )) >> البقرة : 23 << .
بلده مكة وولد فيها ، وهاجر إلى المدينة وبها توفي ، دُفن جسمه وبقي علمه ، نبي لا يُعبد ، ورسول لا يكذب ، بل يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هل في عقول الملحدين غباء --- أم في عيون الملحدين عماءُ
أيجوزُ عقلا أن عقلا مبدعا --- قد أبدعته طبيعة بلهاء ؟
يا شاملا كل الوجود بحكمةٍ --- عَبَدَتكَ أرض أذعنتْ وسماءُ
[frame=11 50]يتبع إن شاء الله الرسالة الثانية .. [/frame]