تبا لي .. وتبا لكم .. ولتمت غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مالك الملك ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بعثه الله بين يدي الساعة بالسيف بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم " مسند أحمد
أيها الإخوة لا أكاد أستطيع أكتب شيئا وقد أصبحنا رمادا لا حياة فيه ، فما فائدة الكلمات إذا ؟!
ولعلها كلمات راحل لا يدري بأي وجه يلقى الله .. علنا نموت بالسيف قبل أن نموت قهرا
فتبا لي .. وتبا لكم (إلا مجاهدا أو امرأة) .. ولتمت غزة
يا من تقرأ كلماتي وأنت تتألم وتتحسر على حال المسلمين وتود أن تبذل الغالي والرخيص من أجل فدائكم
اعلم أنك كاذب ولو صدقت لتحركت لفدائهم حقا
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15]
( { إنما المؤمنون } أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد { الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } لم يشكوا الإيمان { وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم { أولئك هم الصادقون } في إيمانهم، لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الإسلام . ) [تفسير الجلالين]
كفوا عن الدعاء لغزة ولأهل غزة ... لا تدعوا لهم ! .. وتبا لي وتبا لكم .. ولتمت غزة
حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا رزين الجهني حدثني أبو الرقاد قال خرجت مع مولاي وأنا غلام فدفعت إلى حذيفة وهو يقول : " إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحاضن على الخير أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم " مسند أحمد
هذا إذا كنت من خيار المسلمين فلا يستجاب لك ، أما إذا كنت من عامتهم فابحث في قاموس الأعذار عن وجه تلقى به ربك
لا ترسلوا لهم مساعدات !
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة]
( { وإذ أخذنا ميثاقكم } وقلنا { لا تسفكون دماءكم } تريقونها بقتل بعضكم بعضاً { ولا تخرجون أنفسكم من دياركم } لا يخرج بعضكم بعضا من داره { ثم أقررتم } قبلتم ذلك الميثاق { وأنتم تشهدون } على أنفسكم { ثم أنتم } يا { هؤلاء تقتلون أنفسكم } بقتل بعضكم بعضا { وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تَظَّاهَرُونَ } فيه إدغام التاء في الأصل في الظاء، وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون { عليهم بالإثم } بالمعصية { والعدوان } الظلم { وإن يأتوكم أسارى } وفي قراءة أسرى { تَفْدُوهُمْ } وفي قراءة { تُفَادُوهُمْ } تنقذوهم من الأسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم { وهو } أي الشأن { محرَّم عليكم إخراجهم } متصل بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض: أي كما حرم ترك الفداء، وكانت قريظةُ حالفوا الأوسَ، والنضيرُ الخزرجَ فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم، وكانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم؟ قالوا أمرنا بالفداء فيقال فَلِمَ تقاتلونهم ؟ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا. قال تعالى: { أفتؤمنون ببعض الكتاب } وهو الفداء { وتكفرون ببعض } وهو ترك القتل والإخراج والمظاهرة { فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ } هوان وذلّ { في الحياة الدنيا } وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى الشام وضرب الجزية { ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافلِ عما يعملون } بالياء والتاء . ) [تفسير الجلالين]
وأعد قراءة الآية وتفسيرها لتفهم ماذا أقصد بعدم إرسال المساعدات إلى المسلمين في غزة وعدم معالجة جرحاهم وفكاك أسراهم ، لأننا إن أرسلنا المساعدات إلى غزة فمصيرنا هو الخزي في الحياة الدنيا وأشد العذاب يوم القيامة
أيها الإخوة إنما تكذبون على أنفسكم وتتمنون على الله الأماني إذا قعدتم في هذه الواقعة ولم تجاهدوا كل حسب طاقته
لا تقل أنك ستجاهد بالدعاء ، فأنت ستكذب على نفسك فقط
لا تقل سأجاهد بالمظاهرات .. كفاك كذبا على نفسك وصراخا أمام الناس
لا تقل سأصلح نفسي .. فقعودك كبيرة من الكبائر ... وخير منك من يشرب الخمر ليوفقه الله لترك الزنى !
فأنت تنشغل عن الجهاد بأمور تافهة حقيرة من الدنيا وترجو أن يوفقك الله لترك القعود !
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال : " اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا " صحيح مسلم
قال ابن القيم : ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق .
وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم ، فلا مبالاة بما جرى على الدين ، وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله ، بذل وتبذل وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه . وهؤلاء -مع سقوطهم في عين الله ومقت الله لهم- قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون ، وهو موت القلوب ، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل )
هل يمنعك عن الجهاد إلا الدنيا ؟! وأتحداك أيها الشاب المسلم الصحيح أن تأتي بعذر إلا الدنيا تمنعك عن الجهاد
بل أتحداك أن تأتيني بعذر لا يوجد له أصل في هذه الآية
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24]
وكن على يقين أنك كما خذلت إخواننا المسلمين في غزة فإن الله خاذلك ولا شك ، فترقب اليوم الذي تحب فيه نصرتك فسينزل عليك الخذلان وتندم حيث لا ينفعك
إذا تركت نصرة إخوانك تريد البناء بامرأة ، فلن تهنأ بها أبدا
وإذا تركت جهاد اليهود من أجل إبن أو أب .. فترقب عقوقا قريبا
وإن شغلك طلب المال عن بذل النفس في سبيل الله .. فسينغص عليك عيشك حتى تندم
وإن رغبت عن الجهاد حنينا إلى دارك وخشية فراق السكن ولذيذ العيش إلى ظلمة السجن .. فكن على يقين أنك لا تهنأ بمتاع الدنيا إلا قليلا
فالجزاء من جنس العمل .. خاطب نفسك بصدق واسألها لماذا تترك الجهاد ؟! ثم أعد النظر في الجواب ومحّصه لترى هل هو صادق أم كاذب ، ثم انتظر أن ينزل بك الخذلان وأن تفتن بما تركت الجهاد لأجله
إن من يشتغل بالدعاء للمسلمين والإنفاق عليهم ويغش نفسه في هذا الوقت بينما هو قادر على حمل السلاح ، إنما يضيع وقته في أعمال ستشهد عليه يوم القيامة ، فهو كمن صلى جالسا لأنه تكاسل عن القيام ، أو تيمم لا لنقص الماء أو للمرض وإنما لأنه يريد أن يعبد الله على مزاجه وليس كما أمر سبحانه !
فيرى العبد أن الجهاد شيء لا يستطيع أن يقوم به ، ولن يقوم به إلا أن يتم حمله ووضعه في ميدان المعركة وقد لبس لباس الحرب ويحمل على كتفه مضاد الدبابات وفي خصره مسدسه .. لأنه يعلم أن هذا لن يحصل لذلك يتمنى فقط
لكن أن يخرج على حسب طاقته ويعمل وسعه كما أمر الله ولو أن يقاتل بالحجارة ! تجد الواحد اليوم لو تصدر للحديث عن الجهاد يرغي ويزبد ويحدثك عن جهاد الأفغان وكيف بدأ بالحجارة ، لكن لو طلبت منه أن يحمل سكينا ثم يخرج بها للجهاد لكشفت حقيقة جبنه وخوره وهلعه لمجرد التفكير أن يواجه شرطيا أو يهوديا أو نصرانيا بمجرد السلاح الأبيض !
فتبا لنفسي .. وتبا لكم .. ولتمت غزة
إذا كنا ندعي أننا أنصار للجهاد ، بينما أكثرنا لم يحاول ولو لمرة أن يجاهد .. فحقّ لنا أن نعترف أن الأمة قد عقمت أو أنها تقوم بتنظيم النسل فلا تنجب إلا قلة من الرجال على فترات
لماذا نتسابق على الفتيا وكأننا أهلها ، لو سأَلَنا أحدهم عن الجهاد لحرضناه ودعوناه للجهاد بكل وسيلة وأكدنا على "ما استطعتم" في قوله تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } ، أما أن نجاهد نحن بما نستطيع فدونه خرق القتاد .. لأننا مشغولون بهذه الدنيا التي لم تسلم لنا أصلا ولم يترك لنا منها الصليبيون إلا الفتات .. وكلما بنينا في هذه الدنيا شيئا فيذهب طرف من أرباحه إلى جيوب حكامنا المرتدين وأسيادهم الصليبيين
يا أخي كيف نجاهد ونحن ضعاف ولم نعد العدة وأنا وحدي ليس معي من يساعدني ثم أين أهجم ؟ يا أخي لو وضعتني في المعركة لرأيتني أفعل كذا وكذا ، يا أخي كل ما باستطاعتي فعله هو الكتابة والدعاء وتحريض غيري ممن يستطيع ، يا أخي يا أخي
بل كذبت على نفسك وتريد أن تكذب على الآخرين وتبرر قعودك
ربما إلى هنا ستتوقف عن قراءة الموضوع ، لأن هناك مواضيع أخرى يجب أن تقرأها لتكون مطلعا على الواقع ، ولتتصدر المجالس بما تتعلمه .. أقول لك :
إذهب إذا ... فلا خير فينا .. وتبا لي .. وتبا لك ... ولتمت غزة
ميدي يا عمد المسجد وانقضي يا رجوم وتحرقي يا قلوب ألماً وكمداً لقد أضاع الرجال رجولتهم
أعجزت أن تملأ قنينة بالبنزين ثم تلقيها على مركز الصهيو صليبية حاول بالليل ثم تنسحب : القنابل الحارقة
أعجزت أن تحمل سكينا وتنتظر خروج احد المسؤولين الصليبيين ثم تتبعه وتقتله وتأخذ سلاحه
أعجزت عن تتبع يهودي أو نصراني مغتصب فتقتله ولك سلبه
لا لم تعجز ... ولكنه تريده جهادا سهلا .. لأنك أصلا لا تعرف ما الجهاد .. أنت فقط قرأت وسمعت عنه
حينما تنزل بالمسلمين نازلة فلا تطيق نفسك القعود فتخرج تجوب مدينتك لساعات وأنت تتربص بأعداء الله وترجو أن يوفقك الله للقاء يهودي أو نصراني وتمضي كل ذلك الوقت في التفكير في حال المسلمين والاهتمام لأمرهم ، وتفكر عمليا كيف تجاهد بدل أن تجلس على الأريكة في البيت لتفكر وقد أحاطت بك الدنيا بزينتها وتشاهد آخر الإصدارات وأنت ترتشف الحليب الساخن مع الشوكولاته .. حينها يفتح الله عليك وتتعلم وتدرك الفرق بين أن تجلس وتدعي أنك مهموم بمصاب المسلمين وبين أن تحمل روحك على راحتك وتخرج من بيتك تبيعها لله فيأخذ الله بناصيتك للخير ويهديك لأمور ما كنت تفقهها ، وما خاب من قصد الإله أبدا
أو حينما يرفرف قلبك رعبا وتقول لمن معك لقد أحيط بنا فلننسحب ، وأنتم جميعا عزل .. فتذهب عن أصحابك شجاعتهم وهم يتسابقون للانسحاب ... ثم يحفظك الله من الوقوع بين يدي المرتدين .. حينها بدأت تعرف ما الجهاد وما تبعاته
فإن صدقت في البداية مع الله ، وكنت كرارا ، وأعدت المحاولة مرة بعد المرة ، فالله لا شك ناصرك ومعينك ومثبتك ، وستجد من بركات النصر والخير في حياتك كلها وتصبح لحظات الرعب ماضيا جميلا مشرقا في حياتك وحينها تستطيع أن تسأل الله أن يغفر لك ذنوبا لا يعلمها غيره ، فلم تعد مثل الأمس كاذبا في حبك .. بل تسأل الله الإخلاص وأن يقبل رفرفة قلبك في موضع الخطر الذي ذهبت إليه بقدميك لا لشيء إلا حمية لله ورسوله والإسلام
ولن يضيعك الله ، ولن يَتِرَكَ عملك ، وإن ضريبة قول الحق والقيام به والجهاد في سبيل الله ضد اليهود والنصارى والمرتدين هي لا شيء مقارنة بالعقوبة الإلهية التي تتنزل بك جزاء ترك الجهاد والخلود للدنيا ، وإن كنت لا ترى في حياتك عقوبة ترك الجهاد فليس لأنها غير موجودة ولكن يكفيك أنك رضيت بالقعود مع الخوالف فطبع الله على قلبك .. بعد كل هذه السنوات لا يمكن إلا أن تكون راضيا بالقعود مع الخوالف مهما استنكرت قولي لأني لا أظنك تعترف ولكن أفعالك تشهد عليك كل يوم
وأنا أنهي الموضوع أرسل إلي أحد الإخوة جزاه الله خيرا ، يقول أن الإخوة لا يقدمون على الجهاد لأنهم يخافون ألا يدخلوا الجنة بسبب ذنوبهم ، لذلك يؤخرون الجهاد لما بعد التوبة
وأقول بل هذا من تلبيس الشيطان الرجيم ، فإنك ولو كنت زانيا شارب خمر سارقا ووجب الجهاد فعليك الجهاد ، وإن قعدت فكل ما تفعله أن تزيد كبيرة أعظم مما لديك من الكبائر .. والمقام لا يتسع لعرض الأدلة المفندة لهذا العذر ، لكنني أشير إلى بعض الأحاديث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " القتل ثلاثة رجل مؤمن قاتل بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل محيت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء الخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فإن ذلك في النار السيف لا يمحو النفاق " مسند أحمد
فما لم تكن منافقا فليس هذا بعذر ، أما إذا كنت منافقا فحديثي ليس لك أصلا
ثم ألستم تحفظون الحديث الصحيح في خصال الشهداء وأن أولها " أن يغفر له في أول دفعة من دمه " بل ويسلم حتى من العذاب في الدنيا " ويجار من عذاب القبر "
فلا تركن إلى الدنيا ولا تركن إلى قوتك أو إلى غيرك ، والتجئ إلى من وحده بيده الهداية : { إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [الزخرف: 27] ، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة بعمله كما في الحديث ، ولا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله سبحانه وتعالى ، فجاهد طلبا لرحمة الله ورضاه وتحبب إلى الله ببذل نفسك له فلعل الله يرحمك ويدخلك الجنة .. أما إذا كنت تريد دخول الجنة بعملك وألا تجاهد حتى تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك فلا كلام معك
عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " مسند أحمد
وقال الله تعالى : { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [التوبة: 39]
فنحن بين أمرين : إما أن نجاهد في سبيل الله بكل ما نستطيع ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا مما قدر لنا الله أن يصيبنا سواء أنفرنا أم قعدنا ، وإما أن نقعد فنحكم على أنفسنا بالعذاب الأليم الذي هو وعيد الله الذي لا مفر منه
هذا ما أدعو إليه قد قلته ، وقد كررته حتى مللته ، ولولا أني أشفقت عليكم يا إخوتي ما اهتممت بكتابة أمور تعرضني لأشد الخطر ، ولكنت كتبت لكم نثرا ومواضيع جميلة تقرأونها قبل النوم ، لكني أحببت أن أبرء ذمتي أمام الله فقلت ما لدي فلا عذر لي إن قعدت عن الجهاد أو تركت تحريض إخوتي على الجهاد ، وحدائي قول عاصم ابن ثابت رضي الله عنه :
ما علتي والجلد مني نابل *** والقوس فيها وتر عنابل
تزل عن صفحتها المعابل *** الموت حق والحياة باطل
وكل ما حمّ الإلهُ نازل *** بالمرء والمرء إليه آئل
إن لم أقاتلكم فأمي هابل(ثاكل)
هذا ودين الله منصور بنا أو بغيرنا ، ولكن في أي طائفة تريد أن تكون يا أخي : الطائفة المنصورة أم الطائفة الظالمة أم الطائفة الخاذلة ، فلا توجد طائفة أخرى
ولا أطلب من أحد أن يعلق على الموضوع أنه سيطبق ما فيه ، لكن اعقد النية واكتم أمرك عن كل الناس قريبهم وبعيدهم واشتر معدات العملية التي تراها مناسبة لك وابذل أقصى وسعك ثم توكل على الله وانزل إلى الميدان فكل بلادنا المسلمة هي ميدان للجهاد في هذا العصر ولا يخلو أن تجد كافرا أصليا أو مرتدا فتقتله ، { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ }
اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد
والله أعلم ، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين