ألوف يجلسون يوما ًبعد يوم على مقاعدهم المريحة أو أرائكهم الوثيرة ويفكرون بالأمور التي عليهم إنجازها لكنهم لمرضهم لا يتمكنون من ذلك.
إن هؤلاء الأشخاص العاجزين الذين يدركون حقا ًمعاناة ألم العجز فكل حركة عليهم القيام بها هي بالنسبة إليهم كجلد السياط ويبدو أنهم الوحيدين الذين يحسون ويدركون معنى التثاقل وقوة الجاذبية الأرضية .
أما الكسالى فقد رزقوا العقول فعطلوها ,ووهبوا الجوارح فما استغلوها ,تمر عليهم الفرص فيضيعوها
وتفوتهم فلا يبالون بها رضوا بكسلهم فصار في حياتهم عادة وسمة فهم لايرجون عنها بديلا ً..
والنفس البشرية لاتعاب على كسلها الذي تجده حينابعد حين فإن النفس من طبعها الكسل بعد الجدوالنشاط ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك" رواه الإمام احمد.
والشرة :هي بلوغ أقصى الجد.
والفترة: هي الجنوح إلى الكسل .
قال ابن القيم " رحمه الله ": ( تخلل الفترات _ أي الكسل _ للسالكين أمر لابد منه فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرم رجي له أن يعودخيرا ً مما كان ).
خطورت الكسل على دين المرء ودنياه :
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه :فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ....... " الحديث رواه البخاري بتمامه .
ويروي عمر بن الخطاب رضي الله عنه :إني لأكره أن أرى أحدكم سبــهلـلا ً( أي فارغا ً). لا في عمل دنيا ولافي عمل آخرة .
الكسل الدعوي :
هو داء يصيب العاملين في الدعوة إلى الله يؤدي في أسوأ أحواله إلى الإنقطاع بعد الإستمرار وفي أحسن أحواله يظهر السكون والكسل والتراخي والتباطؤ بعد الحركة .
أهم مظاهره :
1-اللامبالاة بالأنشطة الدعوية إما بعدم حضورها أو بالتاخر عنها .
2- عدم التفاعل مع الجهود الدعوية التي ينضم إليها تطوعا ً أو تنظيما ً.
أسبـــابــه :
1- تجاهل الدعاة لهذا الإنسان حتى يشعر بسلبيته فيألف الفراغ ويتثاقل إلى المباحات.
2-وقوع خطأ على الداعية أو ظلمه في موقف ما يجعله يتكاسل عن المضي في فاعليته ونشاطه .
3- تحميل النفس مالا تطيق من الأنشطة الدعوية ثم الشعور بثقل التضحيات ممايؤدي بالداعية إلى التراجع والتهرب منها جميعا ً.
4- تطلع بعض الدعاة إلى النتائج السريعة والتي لاتحدث إلا نادرا ًممايؤدي بهم إلى اليأس والإنهزام والرضا والكسل .
5- تكرار نفس الأنشطة الدعوية دون تجديد بل يستمر الداعية يمارس نفس الأدوار برتابة يومية تقتل فيه الحماسة فيغرق في وحل الكسل .
6- مصاحبة بعض الصالحين الذين لايفكرون في صلاح غيرهم ولايهتمون لذلك والداعية يتأثر بكسلهم الدعوي بل وينشغل بمجالسهم عن الأنشطة الدعوية.
7- نسيان الداعية لفضل الدعوة وعظيم أجرها وعدم وجود من يشجعه على هذا الطريق فيصاب بالخذلان وينقلب إلى الكسل .
أخيرا ً:.:
...لئن توقد شمعة في ظلمة ..خير من ظلام دامس...
نفع الله بكم الأمة الإسلامية .
قرأته ..أعجبني .. فكتبته لكم ...