بِسِمْ اللهِ الرَّحمن الرِّحِـيـم
فاضَت جوارحه وإستوحَشَتْ نفَسهُ وضاقَ بهِ قَلمهُ واعتصَرَ قلبهُ كمداً , فخرجت هذهِ الكَلِمَات مِنْ أقصى قلبـه .
وحُقَّ لمثلهِ أنَّ تضيقَ نفسه وتحتبس أنفاسهُ , كيف لا ؟
وهو قد فارق الأهل والأحباب والزوجة والأولاد , ليس بإرادةً منهُ , بل جبراً وقهراً.
ـ والله المُستَعان ـ
* * *
أترككُم هذهِ القَصِيدَة المُؤثِرَّة , التي كُتِبَتْ في سُجونِ الظُلم " غوانتانامو" ويُقال أنَّ كاتبها إسمهُ إبراهيم الربيّش , فكَّ الله أسره وجبر مُصابه .
يُسائِلنيُ عَنْ الحال ِالحبيبُ ** ويبدو مِنْ كِتابتهِ الشحُوبُ
وقد جافَى المبَيتَ بلا أَنيسٍ ** وأَخَفَتْ حُلوَّ بسمتهِ الخطوبُ
ينُـادِيني فقـــــــدُتكَ منذُ حوَلٍ ** وشمسُكَ قد تغشَّاها الغرُوبُ
وقد كُنتَ المجُيبُ إلى نِدائِـي ** وشَخصُكَ حَاضِرٌ فِلمَ المغيبُ؟
تذكَّر أُمَكَ الظَمَـــــــــأى ** بقلبٍ بهِ مِنْ شدِّة البلوى ثقُوبُ
تُقضََِّي ليلَّها مِنْ غيــــرِ نومٍ ** ويغلبـــها على النومِ النَّحِيبُ
وترفعُ كـــفـَّـــــــها ربـــَّاهَ إبني ** بحفظكِ أنَتَ لي نِعمَ المجُيبُ
ويمضي يومها عَبثاً تنُــــادِي ** أُريدَكَ بابُنيَّ ألا تجُـــــــــيبُ؟؟
أَجْبِنِي بابنُـيَّ ودَعْ عـُـــقوقـِــي ** بعيــــــدٌ عنَّـي أَنتَ أم قريــــبُ؟
وبنتـكَ أَشرَقَتْ مِنْ غيرِ نــــورٍ ** معالأطفــالِ يلهبُها اللهيبُ
تٌنادِي أمهَّـــا في كُــــــــلِ يومٍ ** ولونُ الوجهِ مبُتئسٍ كَئيِبُ
أَرى في الحيِّ أطفالاً صِغَــاراً ** وللأطفال ِأباءٌ تجُـــــِــيبُ
أيــَّا أماهُ أين أبي مـُـــقيـــــــمُ ؟ ** أيــَّــا أُمــاهُ أينَ أبيالحبيــبُ
فقدنا والدِي فمتى سيــــــأتِي ** أجيبي هلّ تريَّن أبي يؤوبُ؟
فتنكأَجرحها و تهيجُ أُخـــرى ** ويغرق خدَّها دَمعٌ سَكِيبُ
وأخوان أخيات عُكـِــــــوف ** على الأحزان تجمعُهم كــــروبُ
حبيبي يا عزيزَ القلبِ صَبراً ** فإني صابرٌ جلدٌ أَريـــــــــبُ
ولستُ مُبالياً فـــــي أي وادٍ ** مِنْ الدُنــيَّا تجَمعَّتِ الخطوبُ
ولستُ مُبالياً في أيِّ سِجنٍ ** مِنْ الأوطانِ أَقَفَلتْ الدُروبُ
كِتابُ اللهِ خيُرالزادِ فينـــــا ** عَظِيمٌ وهوَّ للبـلوى طبيبُ
إلى يوم ِالقيامةِ سوف نَمضِي ** وثُمَّهنا لكُم تُشفى القلوبُ
ويعلـــــمُ عِندَّها نذل ٍ كـــــــــفورٌ ** عِقابُ اللهِ وهوَّلهُم رَقِيبُ
* * *
إعداد
( أُختكم / نزوف )
( غَفرَ اللهُ لها ولوالديَّها )