السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما تفسير حالته فإليكها بقال الله جل وعز وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فإليكموه كالشمس في رابعة النهار لا نحتاج معه لقول فلان ولا علان .. إنه الوحي يفسر الحدث !:
حقيقة أصاب بحالة من الرعب عندما أذكر هذا الرجل - نسأل الله العافية - وأعلم أن الهداية منة من الله عز وجل لا تؤخذ بقوة العقل والعَدَد والعُدَد وسعة العلم فقط .. فرب عجوز لا تعرف حرفا على حرف يبلغ إيمانها ما لا يبلغه عالم بعلمه ..
ألا ترى الطبيب يدخن وربما يكرع في الشراب ؟ ما له ؟ ألا يدرك ضرر التدخين وضرر الخمرة ؟
ألا ترى أهل الفواحش يقدمون عليها ؟ ألا يدركون ضررها وأمراضها وخطورتها وفضيحتها ؟
ألا ترى .. ألا ترى ..
من هنا يمكن أن تتذكر و تعلم معنى قول الله عزوجل : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات17
من هنا ندرك معنى هذا الدعاء القرآني : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8 .
من هنا ندرك لماذا كان الأمن من مكر الله من كبائر الذنوب !
أحبتي الكرام :
لا أذكر هذا الرجل المدعو بالقصيمي إلا وأذكر مباشرة قول الله عز وجل : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف175
ولا أكاد أمر بهذه الآية دون أن أتذكره ، تماما كما أتذكر أمية بن أبي الصلت ، الذي ذكر أن الآية تشير إليه ؛ فقد كان موحدا لكنه كان ينتظر النبوة ، فلما تيقن أن الله اصطفى محمدا نبيا ورسولا ، انسلخ مما كان فيه من خير ، وأبى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } الصف5 .
كما أتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ،فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار). رواه البخاري ومسلم .
وما ربك بظلام للعبيد ؛ فقد فسر هذا الحديث رواية أخرى في الصحيحين أيضا : ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة ) .
قال ابن رجب رحمه الله : " قوله : ( فيما يبدوا للناس ) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسية باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيء وتحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت ؛ وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية نت خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة " ( جامع العلوم والحكم :1/172-173 ) .
إنه عدل الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما .. الخفي من الخير والشر محسوب على صاحبه له و عليه .
ويؤكد كل ذلك قول الله عز وجل عن بني إسرائيل ، والمغضوب عليهم لأنه أهل علم أعرضوا عن العمل : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5 .. إنهم أعلم من القصيمي : يعلمون أن موسى رسول الله ! وأما موقفهم من محمد صلى الله عليه وسلم فكما قال سبحانه : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
==========
ما ذكرته رعاك الله من قصة سيد قطب رحمه الله .. سمعته - قبل سنتين تقريبا - من أحد شيوخي ( وهو من أكبرهم سنا ) ، قال : سمعت سيد قطب يقول بعد أن جلس مع القصيمي قبل ردته : هذا الرجل خبيث النفس ! لا أظنه يبقى على خير !
قال عبيد المبين :
رحم الله سيدا ، لقد كان ينظر بنظر المؤمن فرحمة عليه !
وأتمنى أن أسمعكم صوت سيد فلدي له شريط عن الهجرة النبوية ما أروعه ! ومن كان لديه له صوتيات غير هذا الشريط فليتحفنا بها .
.....
اللهم برحمتك برحمتك برحمتك لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..
اللهم لا حول ولا قوة لنا إلا بك ..
إلهنا رحماك رحماك رحماك أحينا مسلمين وتوفنا مؤمنين ، وجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين ..
آمين .
كتبه أخوكم / عبيد المبين