بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
دولة الثورة الصفوية الرافضية المجوسية تُعاود تهديدات حجاج بيت الله الحرام!
في عام 1407هـ أطلق قائد الثورة الرافضية إمام الطغيان الخميني حملته لسفك دماء حجاج بيت الله الحرام
فغدا أتباعه يحملون صوره ويهتفون باسمه في موسم الحج، متخفين بملابس الإحرام مخفين تحتها السكاكين
والخناجر استعدادًا لاقتحام بيت الله الحرام، وحدث ما لم يكن بالحسبان، فسالت الدماء في بيت الله الحرام راح
ضحيتها 402 حاجًا، وفي اليوم التالي ;أعلنت إيران على لسان هاشمي رفسنجاني أنها ستحرر الأماكن المقدسة
من الوهابيين –وهي التسمية التي يُطلقها الروافض على أهل السنة والجماعة والسلف الصالح- مما يوضح طبيعة
العداوة والبغضاء والكراهية الرافضية ولم يتوقف خبثهم عند هذا الحد، بل قاموا بتفجير عبوات ناسفة في موسم
حج 1409هـ، راح ضحيتها عددٌ من الحجاج الباكستانيين! [1]
لقد استحضروا في هذه المشاهد سيرة أسلافهم القرامطة الذين سفكوا دماء الحجاج أوائل القرن الرابع الهجري،
وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه ليرتحل الحج إلى مدينة هجر بالبحرين[2]
وهاهم اليوم يجددون الدعوة على لساني مرشد ثورتهم علي خامنئي ورئيسهم نجاد في التحريض على استغلال
حج هذا العام 1430هـ في مظاهرات ظاهرها العداء لإسرائيل وأمريكا، وباطنها سفك دماء حجاج بيت الله الحرام [3].
ويبدو أنهم يريدون استغلال بعض المشاكل الداخلية لبلدان المسلمين، ولكننا بعون الله سنكون يدًا
واحدةً متناسين بذلك مشاكلنا الداخلية، ومتحدين ضد هذا المد الصفوي الفارسي. ولمن أراد الاستزادة حول
نوايا وأطماع هؤلاء الخبثاء؛ فليقرأ كتاب بعنوان: الإلحاد الخميني في أرض الحرمين[4]
وجهة نظر التقريب مع الرافضة الصفويين لا يقول بها إلا المغفلين!
يشيع في أوساط الغافلين عن قراءة التاريخ وجهة نظر التقريب والاتحاد مع إيران وأتباعهم من الرافضة! فهم
يأمنون ويطمئنون إليهم –عن غفلة وجهل- أكثر من اطمئنانهم إلى غيرهم؛ ولا غرابة في ذلك فقد اطمئن إلى
أمثالهم الخلفية العباسي المستعصم، فعين ابن العلقمي الرافضي وزيرًا له، وكانت نتيجة هذا الاطمئنان خيانة
عُظمى أدت إلى إسقاط بغداد عام 656هـ راح ضحيتها الآلاف على أيدي التتار
بمعاونة الخائن ابن العلقمي وأتباعه![5]
ولمن يعتقد بأن التاريخ مزور ومحرف؛ فإليه تجربة العالم الجليل موسى بن جارالله التركستناني القازاني الروسي،
شيخ مشايخ روسيا في بداية الحكم السوفيتي، فقد كان من المتحمسين للتقريب ما بين مُتبعي سُنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم والرافضة، وبذل جهودًا حثيثةً في ذلك، فبدأ بدراسة كُتب الرافضة، وعاش معهم أكثر من
سبعة أشهر؛ فخرج بنتاجٍ يستحيل معه التقارب والوحدة في ظل اختلاف الأساسات والقواعد، فكيف لعاقلٍ
أن يوحد مبنيين على أساسين مختلفين؟!
وكان مما خرج به من أصل كتبهم –فهو لم يأت بشيءٍ من عنده-
مايلي:
* القول بتحريف القرآن
* اللعنات على العصر الأول
* تكفير وسب الصحابة وأمهات المؤمنين
* عد الدول الإسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت
* كل الفرق الإسلامية –ماعداهم- كافرة ملعونة خالدة في النار
ثم خلص الشيخ موسى مُخاطبًا الرافضة: بعد هذه المسائل التي توقنون بها؛ هل يبقى لكلمة المسلمين في عالم
الإسلام من أملٍ وهذه عقيدتكم؟![5].
ثم بالله عليكم -دعونا نتخاطب مع عقولكم- كيف لعاقلٍ أن يتآخى مع من يُنكر أمه ويصفها بأبشع الأوصاف
وأقبحها؟! إذا كان هذا مع الأم، فكيف بالتآخي مع من يريد هدم العقيدة من أساسها؟!
والحمد لله رب العالمين
رائد بن عبدالله الغامدي
1430.11.09هـ
**********************************
[1] دماء على أستار الكعبة من أبي طاهر القرمطي حتى الخوميني الرافضي، شريف عبدالعزيز، مفكرة الإسلام
[2] القرامطة، الخلافة العباسية، د.راغب السرجاني، قصة الإسلام
[3] الفارسي لخامئني ونجاد: لا لتسييس الحج، فوائد الفارسي، جريدة الوطن
[4] الإلحاد الخميني في أرض الحرمين، مقبل بن هادي الوادعي، دار الأثار، صنعاء، الطبعة الثانية، 1426هـ
[5] سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره (دراسة شاملة)، د.علي الصلابي،
المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، الطبعة الأولى، 1428هـ