:23: أيـــــــــن المفــــــــــر .. ؟:23:
لا يفتأ المرء أن يجد نفسه محاصراً بين هموم الدنيا ، تضيّق عليه كما تضيّق الأنقاض على الجاثم تحتها ، تكاد أن تمضي به إلى الشذوذ في الفكر و العمل ، فكيف الخلاص ؟ و إلى أين المفر ؟
سؤال يطرح نفسه في كل وقت
، و خاصة الآن ، بعد فوات الأوان ، و ضيق الحال ، و خشونة العيش ، و مرارة الحزن و الشعور ، و الدنو من الحياة التي تظهر الرغد و الحب ، و تبطن الخشونة و السقم و البغض …
الآن ! و قد لاح في الأفق ريح سموم لا تلبث أن تلفح وجهي ، و تحم
قلبي ، و تلهب عيني ، و تسقم نفسي و جسدي ، و تُبكي مَن حولي رأفة بي و شفقة على حالي ، فما الذي غير الأمور و الأحوال على هذا النحو .؟ بعد اللهو و السهو ، لأصبح كما قال رب العزة }صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون { فما الذي حدث ؟؟
الآن ، و بعد أن غمرت عباب البحر ، و شققتُ دروب البر ، لأوقظ
نفسي من سبات أمسي ، فلا ألبث أن أجد نفسي عاجز عن الهمس ، قاصر الطرف ، هلك عني المال و السلطان ، و ذهب عني رنين الدرهم و الدينار ، و بريق السلطان و المنصب و الأركان ، فإلى أين المفر الآن !!؟
إلى أين المفر ؟ سؤال اشتد إلحاحه ، بعد
أن طال الأمد ، و ضاق البلد ، و التهب الكبر، فأين المنفذ و المخرج من الأمر الذي طال شرحه و عمق تأثيره و ازداد استفحاله ، و يَئِس حاله و اشتد ..؟
و بعد
طول بحث و تمحيص ، و تفكير حصيف حريص ، وجدتُ الإجابة عن هذا
السؤال ،
عندما لجأتُ إلى عقلي لأستدعي ما فيه من معلومات و مبادئ و نذر ، فعثرتُ على جزء من الذكر الحكيم ، نُقِش على جنبات نفسي و عقلي ، قوله تعالى }الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {
أخي المؤمن : كن ممن أدرك نفسه ، و تنبه إلى سقمه و جزه ، و سمع القول
فأتبع أحسنه ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب و ألقى السمع و هو شهيد
توجه بقلبك إلى الله ، و لا تهجر كتاب ذكره الحكيم
}فيها كتب قيمة { فتصبح ممن شُغل عقله و حوصرتْ نفسه بسؤال العصر ...