[frame="1 10"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,[/frame]
,,,
أقدم لكم جديد الشاعر [ عبد الرحمن العشماوي ] وهي قصيدة بعنوان [ أمتي كالغيث ]
,,,
أيها الشاعر جانبت الصوابا - - حين ارسلت الى الجاني خطابا
حينما واجهت بالشعر ضلالا - - في زمان يجعل القشر لبابا
في زمان يجعل الليل نهارا - -بملاهيه ولا ينوي متابا
بارز الله بإلحاد وكفر - - وتمادى في الاباطيل وذابا
ياهداك الله ياشاعر قوم - -أكملوا في رحلة الذل النصابا
تركوا الفجر وراء الظهر لما - -عشقوا في الغرب قصفا وشرابا
تركوا من خلفهم نبعا نقيا - -صانه الله تعالى أن يشابا
ومضوا يستمطرون القيظ ماء - - مارأوا برقا ولا شاموا سحابا
ركضوا في طلب الماء ولكن - - حينما جاؤوه لاقوه سرابا
ياهداك الله ياشاعر قوم - - كلما استنفره الحزن استجابا
أنت لاتنفك تبكينا فصرنا - - نشرب الدمع ونقتات العذابا
أوما تبصر إلا وجه طفل - - زاده التشريد في الدنيا اغترابا؟
أوما تبصر إلا قاذفات - - تقتل الناس وحربا وضرابا؟
أوما تبصر إلا بؤس شيخ - - أفقدته الحرب أهلا وصحابا؟
أوما تبصر إلا دمع ثكلى - - كلما ضاقت به زاد انسكابا؟
أوما تبصر إلا ذات قلب - - يتلظى وقتيلا ومصابا؟
أوما تسمع إلا صوت قصف - - يجعل الدار ومن فيها ترابا؟
وكأن الأرض لا تنبت إلا - - شجر البؤس وشوكا وهضابا
وكأن الأفق لا يعرض بدرا - - ساطع النور ونجما وشهابا
ياهداك الله ،ماتسمع إلا - - صرخات ونعيقا ونعابا
دعك من أحداث هذا العصر واكتب - - لقوافيك من اللهو كتابا
دعك من بؤس شعوب أرهقتها - - قسوة الظلم وزادتها اكتئابا
دعك من صنعائنا فيها رئيس - - يمضغ القات ويصليها اضطرابا
دعك من دمع دمشق وأساها - - ولظى الشام الذي زاد التهابا
دعك من شعرك هذا قد مللنا - - أيها الشاعر حزنا وانتحابا
ومللنا حسرة تتبع أخرى - - وضبابا في الأسى يتلو ضبابا
تذكر الأقصى وماذا لو رأينا - - في حمى الأقصى قرودا وكلابا؟
تذكر الأفغان في شعرك ،ماذا - - لو رأينا أرضهم صارت يبابا؟
تذكر الجرح العراقي ،وماذا - - لو رأينا دمه موجا عبابا؟
ماالذي يمنع أن يقتل شعب - - كامل، أن تصبح الدار خرابا؟
أن نرى الهيكل في الأقصى مقاما - - ونرى في ساحة الأقصى الذئابا؟
أن نرى في ليبيا جرحا عميقا - - ودماء الأهل للباغي خضابا؟
أن نرى في قبضة الباغي فتيلا - - ونرى في القبضة الأخرى ثقابا؟
أيها الشاعر أثقلت علينا - - بمآسينا وعكرت الشرابا
هب لنا من شعرك العذب غناء - - كلما أنشده الشيخ تصابى
أرنا فيه قدودا مائسات - - وعيونا تسلب الناس الصوابا
صف لنا سلمى وسعدى وسعادا - - واستضف لبنى وليلى والربابا
حرك الإغراء فيهن وهون - - قيمة الستر ليخلعن الحجابا
رقص الشعر على أجمل لحن - - يجعل الأبعد يزداد اقترابا
حول الشعر لنا عودا ونايا - - لاتجرده سيوفا وحرابا
قلت:واحزني على قومي فإني - - لأرى من حالهم شيئا عجابا
أصبحوا يستمرؤون الوهم حتى - - لبسوا فيه على الذل الثيابا
أصبحوا،،لا، لن أطيل اللوم إني - - لم أزل أفتح للآمال بابا
يسقط الوهم أمام العقل لما - - يتسامى المرء صدقا واحتسابا
أنا لم أيأس ولكني أعاني - - حين ألقى من يرى النحل ذبابا
سوف يبقى الشعر عندي نهر حب - - في قلوب الناس ينساب انسيابا
أمتي كالغيث ،فيها الخير باق - - يمطر الأرض وينصب انصبابا