بسم الله الرحمن الرحيم
إن الصفات و السجايا التي على المسلم أن يتحلى بها كثيرة و عديدة إذا ما أراد ان يلتحق بركب المتميزين ,و هو المطلوب من المسلم فلا يكتفي بمجرد انتسابه للاسلام بل يسعى دائما لبلوغ الأحسن مرضاة لربه أولا , اقتداءا بنبيه عليه الصلاة و السلام ثانيا و تبليغا لدعوته بأخلاقه, صفاته و سمته المميز
ومن صفات التميز الصدق
الصدق خلق عظيم من أهم أخلاق المسلم المتميز وهو الأساس الذي قام عليه الدين و ما عرف به عليه الصلاة والسلام في مكة فما كان يُعرف حينئذ إلا بالصادق الأمين[/ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..
الصدق سجية كريمة تدل على سلامة الفطرة للمتصف بها، وثـقته بنفسه وبعده عن التكلف والتصنع، وقد اعتبر الإسلام الصدق أساس كل الخير
الإسلام يؤكد على الصدق أكبر تأكيد ويحث الناس على ملازمته يقول سبحانه وتعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..)، ويقول عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، ويقول جل وعلا: (لكن البر من آمن بالله واليوم الآخر... أولئك الذين صدقوا...)، وقال الرسول صلى الله عليه و سلم : (ما يزال الرجل يصدق ويتحرى عن الصدق حتى يكتبه الله من الصادقين)
الصدق فضيلة قلما تتوفر في إنسان إلا ورفعته إلى أوج السعادة النفسية وذروة الكمال الذاتي ومنتهى مراقي الإنسانية، وأن الناس جبلوا على الإقتداء والتأسي، فإذا رأو شخصاً تقياً ورعاً صادقاً انتهجوا مناهجه واقتفوا أثره
و المسلم المتميز بإسلامه و التزامه صادق في كل شيء
[**في لسانه و كلامه و لقد ضرب لنا في ذلك المثل أحد الصالحين الصادقين حين لجأ إليه رجل كان هارباً وقال له أخفيني عن طالبي، فقال له نم هنا وألقى عليه حزمة من الخوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه قال لهم ها هو ذا تحت الخوص فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه ونجا ببركة صدق هذا العبد الصادق. فتأمل معي كيف ان الصدق منجاة
**في معاملاته: فهو إذا عامل الناس لم يغشهم و لم يخدعهم , و هو لا يزور و لا يخدع و لا يداهن في الحق أبدا ....فالصدق له شعار يجعل منه أهلا للثقة و الاقتداء
** في نيته و إرادته هو مخلص لله لا يبتغي في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته الا الله تعالى ،
شعاره قوله تعالى" قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين
**في عزيمته فهو لا يتردد في فعل ما ينبغي فعله من الواجبات والمأمورات وترك ما ينبغي عليه تركه من المحرمات والمحظورات والمكروهات بل يمضي في أمره متوكلا على ربه في تنفيذ ما أمر به و في قهر شيطانه و هوى نفسه ....فتأمل معي كيف يكون الصدق باعثا على كشف عيوب النفس وأخطائها ومن ثم تصحيحها، فالصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم
(دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
الصدق درجة من درجات سلم التميز ....تمسك به في كل أحوالك ترقى إلى سمائه و تفز برفقة سيد الصادقين ....في مقاعد الصدق ... عند مليك مقتدر