تحتفل حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد 14/12/2008، بذكرى انطلاقتها الحادي والعشرين، وتأتي هذه الذكرى بعد مرور حركة حماس، بمراحل مختلفة منذ بدايتها، لتخلق بذلك واقعا فلسطينيا جديدا يتمثل بوجود حركة فلسطينية تشكل معادلة صعبة في الصراع مع الاحتلال.
وتمثلت المراحل التي مرت فيها حركة حماس، في محاربتها للاحتلال في الانتفاضة الأولى، والثانية، مما جعلها الهدف الأول للاحتلال في غزة والضفة الغربية المحتلة، لتتمكن الحركة ومعها فصائل المقاومة من طرد الاحتلال من مدن غزة بعد انتفاضة الحجر التي أرعبت المحتل وجعلت قادته يتمنوا أن يستيقظوا من النوم ويجدوا غزة قد ابتلعها البحر.
وقد تعرضت الحركة لضربات متعددة من قبل الاحتلال ومن قبل سلطة أسلو البائسة، وكذلك كانت هناك محطات لهذه الحركة في تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني، منها أنها أصحبت خصما عنيدا للاحتلال في قطاع غزة والضفة المحتلة من خلال مقاومتها الباسلة، وطردت الاحتلال الإسرائيلي، من قطاع غزة، ومن ثم الفوز في الانتخابات التشريعية، وما تل ذلك من انجازات تسجل بماء الذهب لهذه الحركة المجاهدة.
الناطق باسم العمل الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أشرف أبو دية أكد أن الحركة بعد واحد وعشرين عاماً من الجهاد والمقاومة استطاعت أن تقدم نموذجاً رائعاً في الجهاد وفي التضحية والفداء والتصدي للمؤامرات الكبرى الذي تحاك ضدها من أجل إنجاح المشروع الإسلامي.
وقال أبو دية في تصريح صحفي:" نقول لأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية أن اليوم بعد و21عاماً،واستطاع الحركة من خلالها أن تنهض بأبناء شعبنا الفلسطيني".
وأكد أبو دية بمناسبة انطلاقة الحادي والعشرين على حركة حماس على أن الحركة استطاعت أن تحافظ على الوحدة الوطنية وعلى دماء أبناء شعبنا الفلسطيني.
وتابع :" واحد وعشرين عاماً من التضحية وتقديم الشهداء والقادة من أجل إنجاح المشروع الإسلامي، واليوم في ذكرى انطلاق حركة حماس المجاهدة ، هذا اليوم هو يوماً لكل الشرفاء وهو يوم لكل الشهداء وهو يوم الجرحى والأسرى وهو يوم لكل المكلومين من أبناء شعبنا الفلسطيني ".
وأوضح أبو دية أن حماس استطاعت خلال الأعوام الماضية أن تقدم نموذجا رائعاً في قيادة الشعب الفلسطيني ، مضيفاً :" هذا ما نشاهده خلال الفترة السابقة منذ أن تولت حماس قيادة الشعب هنا في قطاع غزة ، وهي نداء ورسالة لكل الشرفاء في العالم أن فكوا الحصار المفروض على أبناء شعبنا في غزة ".
وقال الناطق باسم العمل الجماهيري :" تأتي ذكرى انطلاقة حماس وتزيد الجماهير من الالتفاف حول هذه الحركة المباركة وحول خيارها وخيار المقاومة "، مشيراً إلى أنه مهما فعل المتآمرون بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني، فإنه سيأتي اليوم الذي ينفك فيه الحصار، وأن حصاده سيأتي غداً في ذكرى الانطلاقة وستشاهد الأمة مدى التفاف الجماهير حول هذه الحركة الربانية، حسب قوله.
ووجه أبو دية رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بشكل خاص مع استمرار الحصار الصهيوني المفروض على القطاع قائلاً:" رسالتنا هي رسالة الأحرار وهي رسالة الأحرار والأوفياء نقول لهم آن لكم أن تستيقظوا وأن تقوم من فراشكم فان شعبنا المحاصر المكلوم المجروح ما زال حتى هذه اللحظة يدافع عن كرامة الأمة وعن مشروعها الإسلامي الذي انطلاق من هنا من أرض غزة وسينطلق بإذن الله إلى ربوع العالم ".
ومضى يقول:" آن لكم أن تنصروا أبناء فلسطين آن لكم أن تعينوا أبناء الشهداء والجرحى والفقراء والمحتاجين وآن لكم أن تفكوا هذا الحصار الظالم الصهيوني"، موضحاً إلى ضرورة وقفة جادة وحازمة من أجل إنهاء معاناة المليون ونصف المليون لطالما اشتدا عليهم الحصار ولطالما تآمر عليهم القريب والبعيد ".
وأكد على ضرورة وقف جمهورية مصر العربية إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تقف موقفاً مشرفاً وأن تفتح معبر رفح، واصفاً أبناء شعبنا في قطاع غزة عبارة عن سجن كبير لا يتحركون.
ووجه أبو دية رسالة إلى أهلنا في الشتات قائلاً فيها :" نقول لإخواننا في الشتات أننا لن ننساكم وبعد واحد وعشرين عاما أننا ما زلنا نضع قضيتنا من أهم القضايا الرئيسية وما زلنا نحافظ على قضيتكم العادلة، ولا ننسى الأسرى الذين يدفعون ضريبة العز والكرامة نقول لكم أننا لن ننساكم ".
وتابع:" سنبقى رافعين وسنبقى محافظين على قضية أسرانا الأبطال ونقول لهم أطمئنوا فجلعاد ما زال في أيدي القسام وما زال في أيدي أمينة متوضئة طاهرة أخذت على عاتقها أن تفك أسراكم ولن يرى جلعاد النور إلا بوجودكم بيننا أيها الأبطال ".
ونهنئ حركة المقاومة الإسلامية حماس بمناسبة مرور 21 عاماً على انطلاقتها ورحم الله مؤسسها وقائدها الشيخ أحمد ياسين رحمه الله