لا للصمت يا محبي فلسطين
لا للصمت أيها المسلمين، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع على مآسي ظهرت صورها في بدايات الحصار على شعب فلسطين.
يا مسلمين: أمريكا تتحدى بالحصار، وحكومة حماس تقاوم، والشعب يموت، والمرضى لا يجدون جرعة دواء، والأطفال لا يجدون ما يسد رمقهم، فما هو موقف أهل الإسلام، إن وقفوا مع أهل فلسطين فذلك من سمات محبي نصرة هذا الدين، وإن جلسوا جلسة المتفرج، فهذا عين الذل في زمن تمكن فيه الهوان، فعفواً أيها المسلمون لا مجال البتَّة للصمت الآن، ولا مجال لردود أفعال عبر المقال دون مساعدة بالمال، الآن...الآن.. أوجدوا الحل يا أهل الحل والعقد في بلاد الإسلام،يا عالم.. يا مسلمين.. يا أهل الغيرة.. يا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.. لا للصمت.. لا للصمت.. لا للصمت. فأهل الحكومات لا بد أن يدعمون بطرق مباشرة أو غير مباشرة. وأبواب التبرعات لا بد أن تفتح في بلاد المسلمين إن كان هناك مصلحة راجحة.
وأهل العلم ننتظر توجيههم الذي يحفز الحكومات والدول الإسلامية من أجل أن يبادروا في الحال، لحل الأزمة الفلسطينية. إن حكومة حماس ستقوم بمهمة الدفاع والصد للعدو الحاقد، ولكن الدور المطلوب من حكومات المسلمين هو الإنقاذ المباشر لفك الحصار وحل هذه الأزمة اقتصاديا. إن هذا الحصار الذي فرضته حكومة الحثالة الحاقدة، ومن ورائها أسيادها من طواغيت البيت الأبيض، من سياسة الحصار الاقتصادي على الشعب والحكومة الفلسطينية، وإجباره للتخلي عن خياره الانتخابي سوف يفشل عند نصرة دول الإسلام لهذه الحكومة الضعيفة في اقتصادها، القوية في دفاعها. إن سياسة التجويع والحصار ستفشل بإذن الله كما فشلت تلك السياسة من قريش لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الشعب، ولا مجال بإذن الله الواحد الأحد، للضعف والهوان. ولا نريد أن نطيل الصمت كما أطاله العالم الإسلامي في بداية الانتفاضة الفلسطينية بتاريخ 28/9/2000 عندما فُرِض أطول حصار على مدار تاريخ فلسطين، فتمكنت من فرض حصار اقتصادي وإغلاق شامل، وقيود مشددة على حركة الأفراد والبضائع بين شطري الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بالإضافة إلى تعطل حركة التبادل التجاري الفلسطيني مع العالم الخارجي، الأمر الذي أدى إلى تضرر كافة القطاعات الاقتصادية بشكل مباشر وكبير، نتيجة لمنع وصول المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، وعدم قدرة العمالة الفلسطينية الوصول إلى عملها بفعل الحصار والعدوان الإسرائيلي، الذي طال مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصحية.
وتمكن هذا الحصار من جعل الاقتصاد الفلسطيني على حافة الانهيار، وأدى إلى تسارع انتشار الفقر وارتفاع حدته إلى درجات غير مسبوقة بلغت 64. 9% حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بعد أن كانت 22% قبل الحصار والإغلاق الإسرائيلي، وارتفع معدل البطالة إلى نسب غير معهودة بلغت60%، كما أدت سياسات إسرائيل المتبعة في تطبيق إجراءات العقوبات الجماعية والفردية، إلى تأثيرات بالغة الخطورة على الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتعليمية والنفسية والصحية، وكل هذه الإجراءات والممارسات ساهمت في ارتفاع الدين العام إلى أكثر من 800 مليون دولار، وانخفض أداء السوق المالي بحوالي 61%، وبلغ العجز المالي في الموازنة لعام 2001 من حوالي 200 مليون دولار إلى 900 مليون دولار تقريباً حسب تقديرات وزارة المالية الفلسطينية آنذاك، وانخفضت الإيرادات العامة من 90 مليون دولار شهرياً قبل الحصار والإغلاق، إلى 20 مليون دولار حالياً، لقد أدى العدوان الإسرائيلي، وسياسة الحصار والإغلاق إلى تكبيد الاقتصاد الفلسطيني خسائر اقتصادية مباشرة، في مجالات الإنتاج والزراعة والصناعة والتجارة والعمالة، والاستثمار وأخرى غير مباشرة، مما أثر سلباً على أداء الاقتصاد ومعدلات نموه ومضاعفة المشكلات الاقتصادية، وسأوضح الآن الخسائر التي ترتبت على الحصار الإسرائيلي على المدن والأراضي الفلسطينية آنذاك، حسب ما حصلت عليه من تقديرات أثناء بحثي لهذا الموضوع خلال الفترة 29/9/2000-30/4/2002م، وهذا التوضيح من أجل أن يعرف العالم خطورة مثل هذا الحصار.
القطاع: نسبة الانخفاض
الزراعة: 80 %
الصناعة: 65
الإنشاءات: 90
التجارة: 50
النقل: 90
الوساطة المالية: 25
الإدارة العامة والدفاع: 50
الخدمات: 50
قطاعات أخرى: 90
المتوسط: 65
وهؤلاء الخونة يصنعون البطولات الآن في فرض القيود المشددة على الصادرات والواردات من وإلى الأراضي الفلسطينية، ويريدون أن يعيدوا الكرة مرة أخرى بصورة أشنع من ما مضى من التاريخ الأسود لهم.
وأما الدور المترقب من أمة الإسلام الذين لا ليس لهم أي استطاعة في نصرة فلسطين، هو أن يعيشوا هذه القضية، وأن يشعروا بمرارة العيش الذي يعيشونه الآن، وأن يكثروا من الدعاء. الدعاء الدعاء يا محبي فلسطين، الدعاء الدعاء يا محبي الجهاد، الدعاء الدعاء يا مريدي الخير.
آآآآآه من القهر.. وآآآآه من الذل والهوان. ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، وأبشروا وأملوا، فالنصر قادم لا محالة.
دعوة وعودة