د\ خالد سعد النجار
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) فقلنا: بلى يا رسول الله. قال: (الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل) (1)
الرياء قناع خداع يحجب وجها كالحا ونفسا لئيمة وقلبا صدئا صلدا، والرياء طلاء رقيق يخفي سوءات بعضها فوق بعض، والرياء زيف كاسد في سوق تجارة.
قال وهب بن منبه: من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله قلبه وكتب اسمه في ديوان أهل النار.
وقال أبو العالية: قال لي أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-: لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له.
وقال: أدركت ثلاثين من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف على نفسه من النفاق.
وقال الربيع بن خثيم: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل.
وقال: السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن.
ومن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في يوم القيامة غلب على قلبه حذر الرياء وتصحيح الإخلاص بعمله حتى يوافي الله تعالى يوم القيامة بالخالص المقبول، إذ علم أنه لا يخلص إلى الله جل ثناؤه إلا ما خلص منه ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان صافيا لوجهه لا تشوبه إرادة شيء بغيره. (2)
قال أبو عبد الله الأنطاكي: من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق بقلبه فقد رام المحال لأن الإخلاص ماء القلب الذي به حياته والرياء يميته.
وكتب يوسف بن أسباط إلى حذيفة: إن لنا ولك من الله مقاما يسألنا فيه عن الرمق الخفي وعن الخليل الجافي، ولست آمن أن يكون فيما يسألني ويسألك عنه وساوس الصدور ولحاظ الأعين وإصغاء الأسماع، اعلم أن مما يوصف به منافقوا هذه الأمة أنهم خالطوا أهل الدين بأبدانهم وفارقوهم بأهوائهم ولم ينتهوا عن خبيث أفعالهم، كثرت أعمالهم بلا تصحيح فأحرمهم الله الثمن الربيح.