حوار/ ياسر باعامر، سلطان حمزة
20/8/1425
04/10/2004
أثار انعقاد الملتقى الأول للمثقفين السعوديين الذي افتتح الأسبوع الماضي ردود فعل متباينة في الساحة الثقافية والفكرية السعودية، بين متحمس للملتقى ومسار التجربة وبين منتقد لها، يوافق على فكرة اللقاء ويرفض الطريقة التي تمّت بها عملية اختيار المشاركين.
ويعكس الشيخ عوض القرني في هذا الحوار وجهات نظر لقاعدة عريضة من المثقفين السعوديين الذين يرون أنهم هُمّشوا واستبعدوا عن الملتقى.
والشيخ عوض القرني الذي حضر لقاء المثقفين كمتابع –غير مشارك بورقة نقاش- هو إحدى الشخصيات المهمومة بالعمل الثقافي، وله حضور واسع في هذا المضمار، ويؤكد الشيخ عوض القرني في حواره مع (الإسلام اليوم) أن ملتقى المثقفين جاء متحيزاً لفئة دون الأخرى، وحاول أن يكرس مفهوم الثقافة على أنها تقتصر على تيارات معينة، وقال القرني: إن هذه المحاولات تناست أن المجتمع السعودي لا يمكن أن يستغني عن قيم الإسلام وهديه، وهذه القيم هي التي ظلت المظهر الأساسي للمجتمع السعودي.
ووصف القرني توصيات الملتقى بـ "الإكسسوارات التجميلية ليأس المثقفين"، نافياً أن يكون الملتقى قد ناقش هموم وقضايا الثقافة إنما عرض "هموم ومشكلات شخصية لبعض المثقفين".
بداية ما هي تصوراتك حول ملتقى المثقفين؟
في الواقع جميع حملة الفكر وأرباب الثقافة استبشروا كثيراً باتجاه وزارة الثقافة إلى تحويل العمل الثقافي إلى عمل مؤسّسي منهجيّ، وظنوا أن هذا المؤتمر سيكون نقلة غير عادية، وأنه سيرتقي بها على أسس دقيقة عميقة من أصالتنا وقيمنا وعقيدتنا، مع استيعاب مستجدّات العصر، ولكن ظنّي أن كل المشاركين في الملتقى -أيا كانت توجهاتهم- خرجوا بخيبة أمل، إن صحت التسمية أو العبارة؛ فالملتقى بدلاً من أن يُنمّي الثقافة، ويوجد لها آفاقاً جديدة، وأبعاداً متميزة فيضيف لها إضافات ذات قيمة حقيقية على مستوى المؤسسات أو الأنظمة أو الممارسات أو الطروحات- فوجئنا به يغرق إلى أذنيه في المشكلات الموجودة والقائمة من الثقافة وتحوّلت أوراق العمل وجلسات المؤتمر إلى بكائيات حزينة، وإحباطات مفرطة، ويأس قاتل؛ حتى من جاء بآمال وطموحات عظيمة إلى المؤتمر خرج بانطباع نقيض لذلك، وربما خرج البعض بنظرة شفقة ورحمة لهؤلاء المثقفين المساكين، وحتى ما كان من اقتراحات أو توصيات ما هي إلا إكسسوارات تجميلية لهذا الإحباط، وهذا اليأس، وهذه الشكوى المريرة.
هل تعتقد أن الأوراق المقدمة كانت مسيّسة أو تخدم تياراً معيناً؟
أنا لا أقول مُسيّسة بالمعنى الدقيق لكلمة السياسة، لكنها كانت مؤد لجة فالعلمانيون على اختلاف تياراتهم واتجاهاتهم استبعدوا التيار الإسلامي تماماً من هذا اللقاء إلا بعض الرتوشات التجميليّة لرفع العتب، وهذا المنحى الذي نحوه انعكس على عدة جوانب في المؤتمر؛ فأولاً: حرموا من الحضور، لأنه ليس لهم جماهير ولو دُعيت بعض الرموز الإسلامية للمشاركة لكان هناك جماهير بل اكتشفت -لما جئت إلى الرياض- أن كثيراً من الجماهير المثقفة من جامعيين وبعضهم كتاب- لا يعلمون بالملتقى أصلا، ثانياً: بسبب هذا النفس المؤامراتي الإحباطي الذي يعيشونه كانت لجنة التوصيات تعمل بالخفاء على خلاف الملتقيات؛ فعادة التوصيات تُؤخذ من مُقرّري الجلسات الذين يستقونها غالباً من المداخلات، وحضرت الجلسات فما رأيت من يكتب من مقرّري الجلسات إلا في جلسة واحدة، والبقية كانوا جالسين، وبعضهم تحوّل إلى متحدث مشارك، ويستعرض مع أصحاب الأوراق أيضا رأيه في الموضوع، والبعض الآخر لم ينبس ببنت شفة، ولم يكتب حرفاً واحداً، وكأن التوصيات طُبخت بليل، ثم عُرضت على الناس دون أن يُؤخذ رأيهم فيها.
وما رؤيتكم أنتم لما حصل في الملتقى؟
أرى أنهم يزعمون أنهم أصحاب الديمقراطية ودعاة الحرية والليبرالية، وهذه أول تجربة حقيقية لهم على الساحة السعودية يتجمعون فيها شبه منفردين بصورة علنية، فكان شعارها الإقصاء، ولافتتها السرية، والطبخات الخفية الظلامية. هذا أمر ثانٍ والأمر الثالث أيضا هذه النفسية التي تعاملوا بها في الملتقى الثقافي، فقد صدرت بعض الممارسات غير الحضارية في القسم النسائي، التي كانت تصل إلى حد ضرب بعض المتحدثات.
هل تتهم الأمانة العامة في المؤتمر بأنها لعبت هذه اللعبة "الأيديولوجية"؟
أنا لا أتهم أحداً بعينه، أنا أتحدث عن حقائق كانت تجري أمام أعيننا على الأرض، فمثلا لم يدع من التيار الإسلامي المعروف إلا أعداد محدودة جداً، فحضورهم في الملتقى كان هامشياً، والبقية ممن حضر منهم حضروا كضيوف ولم يحضروا كمتحدثين.
لكن هناك من الإسلاميين من قدم أوراقاً كالدكتور عبد الله العبيد، والدكتور حسن الهويمل، وهناك من كان منهم مقرر جلسة ورئيس جلسة...، فكيف تقول بحدوث تهميش؟
نعم صحيح... لكن هل تقارن ثلاثة بواحد وخمسين ورقة، والبقية عدد قليل جداً جاؤوا كضيوف مستمعين والبقية جاؤوا بدون دعوة أصلاً وحتى الضيوف الذين جاؤوا مستمعين، وأكون صريحاً أنا من الذين وُجّهت لهم دعوات رسمية، ولم يُؤمّن لي سكن، كما أُمّن لجميع الضيوف، ولم ترسل لي تذكرة مثل الآخرين، ومثلما قال محمد رضا نصر الله في إحدى الصحف نحن نستأذن لهم – في إشارة إلى الضيوف- من عملهم ووظائفهم التي هم فيها، كل هذا يوضح أن هناك طبخة تُعدّ لهذا الأمر.
هذا الملتقى أُقيم تحت مظلة وزارة الإعلام والثقافة، مما يعني تمثيل الوطن السعودي بكامله. هل وزارة الثقافة والإعلام عندما دعت هذه الشريحة من المجتمع لم تعرف أن الوضع في المملكة العربية السعودية يميل للثقافة الإسلامية في أغلبه، فدعت القلة وتركت تمثيل الشريحة الكبرى؟
أنا في الحقيقة لا أريد أن أدخل إلى النيات والمقاصد. وأؤكد مرة أخرى أنني أتحدث عن أخطاء كانت مشاهدة لا تخطئها عين مراقب ابتداء بالإعداد للمؤتمر، والأوراق المناقشة في الملتقى لا نعلم كيف أُعدت ثم بعد ذلك الطرح الذي كان موجوداً كان يتلخص في ثلاث نقاط في الجملة المحور الأول: الهجوم على المجتمع بكل قيمه ومسلّماته ابتداء من أول ورقة عمل إلى آخر شيء. والمحور الثاني: الهجوم على المؤسسات الرسمية، وكان هذا الهجوم إما على الإدارات الصغرى المسؤولة عن المناشط المختلفة مثل: الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، ووزارة الثقافة والإعلام أو على الحكومات بشكل عام. والمحور الثالث هو الهجوم على المؤسسة الدينية، الهجوم على الإفتاء وعلى المفتين وعلى اللجنة الدائمة للإفتاء وهيئة كبار العلماء، وعلى التيار الديني بشكل عام.
ذكرت في إجابة سابقة أن الملتقى هدف إلى القضاء على قيم المجتمع ومسلماته، ما هي أدلة اتهامكم هذا؟
هذا صحيح، عندما تقول بعض المشاركات ينبغي أن يُقدم العقل على النقل، وعندما يقولون: إن العقبة في سبيل الثقافة هو المجتمع المحافظ، ويقول أحدهم: إن الفتوى هي التي عاقت نمو المسرح، بل ويفتي هو بقوله: مع أنه لا يوجد أي شيء يحرم أن تمثل المرأة مع رجل أمام الجمهور على خشبة المسرح .. هذه بعض الأمثلة لحقيقة ما كان يدور في الملتقى حول القضايا الثلاث: الهجوم على المجتمع، والهجوم على المؤسسات الرسمية، والهجوم على المؤسسات الدينية سواء كانت شعبية أو رسمية، ورموزها وتجلياتها الاجتماعية والحياتية، هذا كان بارزاً وواضحاً أمامنا. وزارة الإعلام هل تعي هذا الأمر؟ هل اختطف الملتقى من وزارة الإعلام؟
يقول بعض متابعي الملتقى: إن الثقافة حُصرت في "المفهوم الليبرالي"، على المسرح والموسيقى وتأمين الحياة الاجتماعية الكريمة للمثقف تقريباً كل أوراق العمل كانت حول هذا، فما هي الثقافة في مفهوم الإسلاميين ؟
لا أريد أن أدخل في الحديث الطويل عن معنى الثقافة والتعريف اللغوي والاصطلاح، لكنني أقول: إن ما ذكره أصحاب أوراق العمل هو إما قضايا شخصية أو فئوية، يعني قضايا معيشية أو قضايا مكاسب فئوية أو شخصية -طالب بها البعض- والجانب الآخر الذي يمكن الإشارة إليه في هذا المقام أن الكثير من المتحدثين استبعدوا المحتوى، والجانب المعرفي وركزوا على الوسائل التي تخدم التشكيليين أو المسرحيين، أو النشر ولم يتحدثوا عن المحتوى، عن الرسالة وعن حقيقة الثقافة، الثقافة التي يمكن أن تمارس على خشبة المسرح، أو في صحراء، أو على شاطئ، أو تلك التي
يمارسها شاعر على ظهر جمل في عكاظ، أو على ظهر حصان في الجزيرة العربية، أو الثقافة التي يتعاطاها شاعر في بغداد، أو في دمشق، أو كاتب ومؤلف في الظاهرية أو النظامية أو غيرها.. هذه لم يلتفت إليها، حتى القضايا اللائحية والبرامجية والتخطيطية لم يلتفت إليها؛ فهم غرقوا -كما قلت- في مشكلات الآليات والوسائل الموجودة، حتى لم يقترحوا وسائل ولا آليات جديدة.
بافتراض أن الملتقى سيطر عليه الليبراليون... لماذا كان الحضور الإسلامي قليلاً جداً مقارنة مع الأسلوب الدعائي الذي كان مشهوداً قبل وأثناء الملتقى؛ فأين كان هؤلاء؟
كما قلت -قبل قليل-: التيار الإسلامي لم يُدع، واستبعاد البعض يعني أن هؤلاء أناس هامشيون لا يقدّمون ولا يؤخرون، ولقد ألفناهم من عشرات السنين في منتدياتهم يحاورن أنفسهم ويتحدثون مع ذواتهم؛ وبالتالي لا يضيع الإنسان وقته في الحضور، والبعض الآخر لم يكن يعلم، والبعض حضر ولم تتح له الفرصة في المداخلة أو المشاركة فانسحب، والأمثلة كثيرة على هذا؛ لكن.. على كل حال هذه مجرد تفسيرات لأنني لا أعلم لماذا كان الحضور محدوداً؟!
في رأيكم من يقود المسار الثقافي في المملكة حالياً؟
لو افترضنا أن ما حصل في ملتقى الثقافة والمثقفين حقيقياً؛ فالذي يُسيّر الثقافة هو التيار المستغرب بجميع أقسامه المختلفة، ولذلك لما حصل من إعداد الملتقى في الخفاء وبعد ذلك فرض تعتيم على موضوع التوصيات، والهجوم الصارخ الذي ينزع من أعماق اليأس والإحباط على المجتمع وقيمه وعلى المؤسسات الدينية ورموزها، وعلى المؤسسات الرسمية وتاريخها؛ تذكرتُ اليسار الذي كان يعمل تحت لافتات الحداثة في ما قبل 15 سنة أو 20 سنة، وكيف ما زالت تجري أساليبهم القديمة إلى الآن، حتى أصبحوا قشرة ليبرالية. فأقول بناء على ما كان في الملتقى وافترضنا أنه صحيح: إن التيار المستغرب هو المسؤول عن الثقافة أو الذي يمثل الثقافة؛ لكننا إذا عدنا إلى حقائق الأمور؛ فهم مجموعات قليلة جداً تحاور نفسها، وتعيش في صالوناتها. أما الثقافة الحقيقية المتغلغلة في أعماق الشعب، النابتة من جذوره وأصالته والمعبرة عن همومه وتطلعاته والتي يستجيب لها ويتجاوب مع طروحاتها؛ فهي الثقافة الإسلامية الوسطية المعتدلة.
(الحراك العلماني في الملتقى)
هل يمكن الربط بين الوجود الأمريكي في المنطقة، وبين الحراك"العلماني" في الملتقى؟
في ظني أن الحراك العلماني في المنطقة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص في جميع صوره وتجلياته إنما هو بعض مظاهر الرهان العلماني اليائس على الوجود الأمريكي في المنطقة، وهو يرى أن الوجود الأمريكي فرصة تاريخية له إذا لم يتمكن من خلال هذا الوجود في ظل هيمنته وانحرافه وتهديداته ووعوده وإرعاده واتهاماته ومطالباته؛ من تغيير المناهج والتعليم والقيم والعمل الخيري، وحصاره الشديد على الأمة- إذا لم يتمكن من إيجاد جذور له في المجتمع؛ فلن يتمكن دون ذلك أبداً.
هل يمكن أن يصور استبعاد الإسلاميين كرد فعل على شعور التيارات الأخرى بالإقصاء؟
كل مجتمع في العالم له معتقدات وقيم أخلاقية وقوانين يحتكم إليها، ومن خرج عن إطارها؛ فهو خارج عن المجتمع. وإن أكثر مجتمعات الأرض حرية لابد لها في النهاية من حدود تقف عندها، ولا يقبل أن يتجاوز هذه الحدود، ونحن بني البشر لنا معتقدات ولنا قيمنا ولنا أخلاقنا ولنا شريعتنا الحاكمة لحياتنا، ويجب أن يكون كل فرد في هذا المجتمع حريص على هذه المعتقدات وهذه الشريعة، وهذه القوانين المستنبطة من الشريعة، ويجب على كل من ارتضى أن يعيش في هذا المجتمع أن يلتزم بهذه المحددات التي ارتضاها المجتمع نفسه وإذا كان أحد من الناس له قناعاته الفكرية على خلاف هذا؛ فتبقى قناعاته حرية له، ولم نؤمر بأن نُشقّ على الناس قلوبهم، لكنه لا يجوز لهم أن ينتهكوا المحددات العقدية والقانونية والأخلاقية التي جعلها المجتمع لتنظيم علاقته وضبط حدود حركته، فإذا لم يرتض هذا المجتمع ولا قيمه؛ عليه أن يبحث له عن قيم أخرى يتفق معها.
هل تعدّ نفسك عدوّاً للعلمانيين؟
أنا عدو للعلمانية، وأشفق على العلمانيين؛ والعلمانية كمبدأ أنا عدو لها؛ لأنها عدوة للدين. وليس معنى عدو للعلمانية أنني أسعى لاجتثاثها من الأرض؛ فأنا لا أملك هذا، ولم أُكلَّف حتى بذلك، لكنني عدو لها، بمعنى أنني أرفضها ولا أقبل بها، ولا أعتقد أنها الخيار الوحيد للإنسان. نعم للإنسان الحرية في أن يعتقد ما يريد وأن يفكر كيف يريد.. له حرية الفكر والاعتقاد؛ لكن ليس له حرية التعبير والعمل التي تقوض أسس المجتمع القانونية والأخلاقية والقيمية القائمة على عقيدته التي ارتضاها، بهذا الاعتبار أنا لا أقبل العلمانية كخيار حياة، لكنني أيضاً مستعد أن أتحاور مع العلمانيين في كل قضية وفي كل موضوع، وأن أطارحهم الدليل والحجة والبرهان، ومستعد أن أصبر عليهم طويلاً؛ فإذا جاؤوني بحق قبلتُه والحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به.
يرفع الإسلاميون منذ زمن شعار "الدفاع عن إسلامية الدولة" لكنهم لم يقدموا جديداً للثقافة ولم يقدموا خططاً ثقافية، هل تتفق مع ذلك؟
الثقافة سائرة في البلاد وتتطور متناغمة مع التطور الذي تعيشه البلاد في مراحل الحياة المختلفة، ولو نظرنا من الجانب الثقافي قبل أربعين عاماً؛ لرأينا أن الثقافة تتطور تطوراً متناغماً مع التطورات المختلفة في جوانب المجتمع الأخرى، وهذا أمر طبيعي، وبالتالي نحن لم نقدم رؤية استراتيجية مستقبلية تتجاوز وتحرق المراحل والزمن.. هذا صحيح؛ لكن الإسلاميين كانوا فاعلاً رئيساً في الحراك والنمو الثقافي في البلد؛ باعتبارهم الأكثرية بين المثقفين. وإذا جاء غيرنا وقدم استراتيجية حقيقية تنبع من أصالتنا وخصوصيتنا وتستوعب منجزات العصر المشتركة بين بني الإنسان؛ فنحن سندعمها بكل ما أوتينا من قوة ونؤيدها بكل ما نستطيع.
هل يحرّم الإسلاميون النشاط المسرحي؟
لا أعلم بالجملة أن من الإسلاميين من يحرّمه؛ لكن ما هو المحتوى والوظيفة الأخلاقية والاجتماعية التي يقدمها المسرح، المسرح خشب وستائر وديكور وجدران، لا أحد يقول إن هذا حرام على الإطلاق، لكن ما الذي يتم على المسرح من تجسيد وتعبير عن قيم أخلاقية وجذور عقدية وممارسات سلوكية وآراء سياسية؟! هذا هو المهم الذي يتم القبول أو الرفض له.
(هزلية التوصيات)
ما هي تصوراتك المستقبلية للتوصيات التي خرج بها الملتقى؟
في الحقيقة بعض هذه التوصيات جيدة ورائعة، كالتي تتعلق بقضايا ميزانيات الثقافة وإنشاء مؤسسات لها ومبان وإيجاد لوائح وأنظمة، لكن بقية التوصيات كانت هزيلة، وفي اعتقادي أنه سيكون لها أثر؛ فقد ألفنا من هذه الفئة من داخل المجتمع أنهم يكثرون من الضجيج حول أي عمل يعملونه، وأتوقع أنهم سيكثرون من الضجيج حول هذه القضية، لكنهم في الحقيقية لم يقدموا شيئاً ذا معنى، ولذلك لا أظن أنه سيكون هناك شيء جديد في موضوع الثقافة المستقبلي، فالأوراق المقدمة أغلبها تنضخ باليأس والإحباط والتشاؤم والضعف، فما الذي تنتظر أن يقدمه هؤلاء؟!
منقول:
موقع الاسلام اليوم