عباد الله ان الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم فهل فكرتم فى المصير
ألى أى الأماكن سنحشر والى أى الفريقين تكون صحبتنا وطول اقامتنا
هلى فكرتم فى العمر كيف انقضى وكيف سيقضى ما تبقى منه ؟
أخوانى وأخواتى الغاليات فى الله
أعماركم انما هى لحظات وأيام تمر وتقضى ونحاسب على ما جنته ايدينا
فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناه بشر خاب بانيها
ولذلك أخواتى وأخوانى فى الله
نقلت لكم تلك الكلمات لعلها تجد صدى فى قلوب المؤمنين الموحدين
الناس في غفلة والموت يوقظهـم ومايفيقون حتى ينفد العمـر
يُشيعـون أهاليهـم بجمعهـم وينظرون إلى مافيه قد قبـروا
ويرجعون إلى أحلام غفلتهـم كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظـروا
إليكم أخوتي ..
اعملوا على مهل وكونوا من الله على وجل
ولا تغتروا بالأمل ونسيان الأجل
ولاتركنوا إلى الدنيا فإنها غدَّارة خداعة
قد تزخرفت لكم بغرورها وفتنتكم بأمانيها وتزينت لخطابها فأصبحت كالعروس
العيون إليها ناظرة والقلوب عليها عاكفة والنفوس لها عاشقة
فكم من عاشق لها قتلت ومطمئن إليها خذلت !!
فانظروا إليها بعين الحقيقة
فإنها دار كثير بوائقها وذمها خالقها
جديدها يبلى ومُلكها يفنى وعزيزها يذل وكثيرها يقل
فاستيقظوووووووووا رحمكم الله من غفلتكم وانتبهوا من رقدتكم
قبل أن يقال فلان عليل
ثم يقال : فلان أوصى ولماله أحصى
ثم يقال : قد ثقل لسانه فما يكلم إخوانه ولا يعرف جيرانه
ثم منعت من الكلام فلا تنطق وخُتم على لسانك
ثم حل بك القضاء وانتُزعت نفسك من الأعضاء
ثم عُرج بك إلى السماء
فاجتمع عند ذلك إخوانك
وأحضرت أكفانك
فغسلوك وكفنوك
فانقطع عوّادك واستراح حسادك
وانصرف أهلك إلى مالك وبقيت مرتهناً بأعمااااااااااالك !!!
عن عبد الله بن المبارك -رحمه الله- قال :
قيل لحمدون بن أحمد:
ما بال كلام السلف أنفع من كلامناااااا ؟!!
قال -رحمه الله :
لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن
ونحن نتكلم لعز النفوس ، وطلب الدنيا ، ورضا الخلق .