الآن ...و الأزمة ..مع الخوارج في أوجها ......وبعض المشايخ ...والعلماء ...يقفون صامتين ...لأن الكثير من الفسقة والعلمانيين قد ربطوا في أذهان الناس بين الإرهاب والدين .فصار المتدين متهم في كل مكان ...وجعلوا من كل ملتح ...ومقصر لثوبه .. (إرهابي ).!!
وجاءت فرصتهم للظهور وأطلت الكوبرا برأسها في الحوار الوطني الثالث وناقش النسوة حقوقهن المزعومة ..تحت شعار ...اكذب ..اكذب ...اكذب ...حتى يصدق الناس كذبك و ينسون الصدق ذاته وتوجهت لتضرب ضربتها ....وتنفذ مخططها الذي يقوم على ..التغريب ........تحت شعار ...اعمل ببطء ولا تتعجل النتيجة ..ولكن عليك ان تعيش لتحقيق الهدف..وهو إفساد البلد..!!
ونادوا بأمور أبعد ما تكون عن الحقوق ... وجعلوا من قيادة السيارة .أمراً مفروغاً منه متحدين مجتمعاً كاملاً ..ويالتفاهة مطالبهم في ضوء ظروفنا الحالية..ويالغباءهم ..لقد طالبوا بالقيادة وقت المداهمات والمطاردات ....!!!!
هنا تساءلت ...
ياربي ما المخرج ؟؟؟...كيف.وموقف العلماء محرج .. ؟؟! ولو تحدث أحدهم لاتهموه ..بالتطرف والتشدد ولقاموا عليه لبداً ...
ألم أقل لكم إن موقف الحق ...ضعيف ..وأن أهل الإفساد ..ينعمون برغد العيش وأنهم في أوج عظمتهم وأنّ هذا هو العصر الذهبي لهم !!!!
كنت أظن أن هذه الأزمة ....لا مخرج منها ومع ذلك لم أيأس ...فالمؤمن ينتظر الفرج من ربه ..و ليس لنا في ظل هذا الوضع المحزن إلا.... الاستعانة بالله وحده ...
جاءت حادثة ..( برجس ) ..وانتشر أمره لدى القاصي والداني ...وهذه الحادثة على بشاعتها ..إلا أن في داخلها بعض الخير ..ولله الحكمة البالغة..
هنا ...أستطيع أن أقول أن هذه الضربة ...لم تخطر على بال العلمانيين ..ولم يدر في خلد أحدهم أن تصفعهم أيديهم ..وأن الكوبرا قد التفت على نفسها .وعضت ذيلها ..
كان برجس نتيجة ...العلمنة’ ..والفساد و الترف ...والحرية المخزية ..الحرية التي تضر الآخرين ...وتتعدى على شرف الناس
هنا تساءل الناس ...
هل ثمن الحرية ...شرف البنات ...هل ثمن الحرية ...أن تتخضب لحى الرجال بالدموع ؟؟
هل نتاج الحرية أن تموت الأم حسرة وكمداً على ابنتها ....؟؟؟؟
لقد أخطأوا الطريق ..هذه المرة أيضاً ...
لقد حسبوها بحساباتهم البشرية ...حساباً صحيحاً لا غبار عليه ....وكان موقف علماءنا ...وعلو كعب صحفنا العلمانية ...والحرب العسكرية التي تدار حولنا من كل مكان ...الصدمات متوالية والعالم يموج ....كل هذه الأسباب جعلتهم يتوقعون النجاح هذه المرة .....لكن ...الله هو المدبر لكل شيء .. ..لقد اقترفوا خطأً كبيراً ..إذ أنهم حسبوا حساب كل شيء ..لكنهم لم يحسبوا حساب......................... الغيب
..في وقت الأزمة هذه تتدخل إرادة الحي القيوم من غير أن نتدخل نحن بالأسباب ..جاءت إرادة الله ...لتقول لهم ...لا ...... لن يكون شيء في هذا الكون إلا إذا أمره الله ...وقال له ..كن ...هذه المرة رد الله مكرهم عليهم .. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
وبعد حادثة ( برجس ) ... ...بدأ المجتمع يفكر في إعادة الرؤية للمطالب التي يطالب بها النساء في الحوار الوطني ...وبدأ المجتمع يخاف ...إنه بين نارين ...إما أن يصدق كذبات دعاة التغريب.والتخريب وزجّ المرأة في أمور الرجال..والاختلاط ......وكذباتهم بالمبالغة في تضخيم أهمية دور المرأة في التنمية والاقتصاد والتطور ودفع عجلة التقدم ...وما بين الشرف والكرامة والعزة والنخوة ...وووووأشياء كثيرة .....
إن على مجتمعنا أن يختار ...إما المزيد من حوادث العار..!!. وإنتهاك الشرف والفضح والتشهير في ظل المطالبة بالتنمية والنهضة المزعومة ....أو الشرف والفضيلة في ظل التنمية والتطور وفق أسس دينية.
لا أظن أن مجتمعنا العربي المسلم ..والذي يتباهي بنخوته وشهامته منذ القدم ...سيوافق على أن يضحي بشرفه مقابل كل مظاهر التقدم والتطور الذي ثمنه الفساد
لقد وضعنا برجس في اختيار صعب ...لسبب واحد ...أن برجس ليس جنياً ولا شبحاً ولا مخلوقاً نزح من زحل كما أن هذه الفتاة لم تأت لنا من بلاد العجائب ...
إنهم صورة واقعية ...حقيقية ..لأبناء وبنات موجودين في هذا البلد ..وقد يحدث أو حدث لغيرها مثل ذلك أو أشد
إن الذي يقول بأن الفساد الأخلاقي والدعارة والبغاء وقلة الحياء غير موجود في السعودية..فهو واهم
والذي يقول أن هذه الأمور منتشرة في السعودية ...فهو أيضاً واهم ..واهم ...واهم
مجتمعنا ...مثل كل المجتمعات الانسانية ...يحمل النوعين معاً ...الفضيلة والرذيلة ...لكنه يختلف عن بقية المجتمعات ..لأن كل واحد منا لا يسعه أن ينسى ..أن هذه الأرض طاهرة......وينبغي المحافظة على طهارتها ..حتى لو كلف ذلك ...أن تتخلف في جميع مجالات الحياة التنموية والاقتصادية والحضارة المادية ..
بيدَ أنّ مجتمعنا ليس مجتمعاً مثالياً خلواً من الأخطاء ....لا يوجد مجتمعاً مثالياً إلا في الأحلام ...حتى المجتمع الذي ربّاه النبي صلى الله عليه وسلم ..قطع فيه يد السارق ورجم فيه بسبب جريمة الزنا خمس مرات
خمس مرات ...يرجم الزناة في عهد رسول الله وفي وقت نزول الوحي ..نعم ..وكان العدد قابلاً للزيادة ....لولا القوة والصرامة في الحق و في تنفيذ الحد ...والتي جعلت من الجريمة شيئاً مخيفاً ..وتركز لدى الفرد فكرة أن الثمن باهض ... وهذا مايستحقه من جعل الله أهون الناظرين إليه ..
. .ولأن رحمته سبقت عذابه جعل في القصاص ..وإماتة شخص واحد مجرم .....حياة لمجتمع كامل ...وجعل في فضيحة بنت واحدة ...تنبيهاً لبنات مجتمع كامل
لقد ظننا جميعاً أن أمر ( برجس )....كله شر ...لكن الله علمنا أن لا نحكم بكمال الشر على الشيء ..ولقد ضرب لنا مثلاً لا يتخيل المؤمن أن فيه خيراً .فقرر سبحانه أن هناك خير في قضية ....فمن أصعب القضايا ...أن .تتهم زوجة خير الخلق وترمى بالزنا ..هذه كارثة في منظورنا البشري ...
.ومع ذلك يقول عز وجل : ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون )
نعم ...الله يعلم ...ونحن لا نعلم ...وهو الحكيم الخبير
فكم من بنت تنبهت ..وكم من أناس عادوا لمراجعة أنفسهم والانتباه لبناتهم..وكم من أب قرر أن يفطن لتصحيح اسلوبه في التربية ...وكم من براجس في بلدنا وضعوا أيديهم على قلوبهم وقرروا الإقلاع عن غيهم ....وكم من شباب خافوا على أنفسهم فيما لو استهانوا باعراض البنات .....وكم من شباب خافوا على أخواتهم ..!!!.وكم من أناس دعوا لرجال الهيئة بعد أن كانوا يدعون عليهم ويتهجمونهم وينتقدونهم ..فلقد أدرك الناس أن الهيئة كانت رحيمة ببنات المسلمين وسترت على الكثيرات منهن
وعرف المجتمع بفطرته السليمة أننا لو وافقنا على مطالب أولئك النسوة ... لخسرنا شرف الآلاف من البنات ...وعلى الملاً ..!!
لقد ...كانت إرادة الله هي التي تحمي هذا البلد الطاهر ...
لقد اختصر برجس والبنت المسافة ...ووفروا علينا الوقت ...لقد قال برجس للصحف :
كفوا عن هذا العبث ...أنا النتيجة ...وهي النتيجة ..لقد أتى برجس بالنهاية ..قبل أن نرتكب جريمة.. تجربة البداية ...وكانت الضحية بنت من بناتنا ..
وكان لابد من ذلك ...إذ أننا تعبنا ونحن نحذر ...وتعبنا ونحن نقول ...وما من سميع مجيب ...مجتمعنا ...نسخة من الفرد منا ...لا ينتبه إلا بعد وقوع الكارثة ....ولكن السؤال الآن ...هل ستزداد الكوارث؟؟؟ ...هنا أقول بأن الحل بيد رجال ونساء وعقلاء ..هذا الوطن ...
سفينتنا ...ستمضي وستمشي بسلام بعد أن اخترقتها أقلامهم السمجة ..ومطالبهم التي تفضي للقذارة ...وتهتك الشرف ...سفينتنا كادت أن تغرق بعد أن اخترقتها سكاكينهم ...لقد أثبتوا بخرقهم للسفينة من أسفل بأنهم منحطين سفلة ......عجزت .إرادتهم الضعيفة على الرقي والسمو فأخلدوا للأرض ...لم يملكوا القدرة على الارتفاع لأعلى لجلب الماء النظيف ..فآثروا البقاء مع كسلهم وأخذ الماء بطريقتهم حتى لو تلوث...وكان لابد لنا من موقف ..إذ أننا لو تركناهم لهلكنا كلنا..