فورمات للقلب
صالح العمر
جلس على كرسي مكتبه في بيته وهو مثقلٌ بهموم العمل بعد أن صنع كوباً من الشاي ، قام بتشغيل جهازه الشخصي المتهالك الذي يحتاج تشغيله إلى فترة طويلة وبعد أن ظهر سطح المكتب فتح على برنامج الفوتوشوب لتصميم عمل كبير ، مضت قرابة الساعة والنصف على بداية عمله ولما قارب الانتهاء إذا بمربع يظهر يقول بشيء من الاستخفاف : لقد قمت بعملية غير شرعية ، ثارت أعصابه ، لا ، ولكن فات الأوان ليس له إلا أن يضغط زر موافق ليهدم كل ما بنى وليس له إلا هذا لخيار شاء أم أبى.
ومجيء هذا المربع يعني أن يغلق الجهاز البرنامج الذي تعمل فيه الآن ، وإذا لم تحفظ عملك قبل مجيء هذا المربع الخطير يعني أن تفقد كل ما عملته في لحظة واحدة .
مل من هذا التهديد فلقد كان يأتيه بين الفينة والأخرى ، فقام بعمل فورمات للجهاز.
بعد أن حفظ ملفاته الضرورية على أسطوانة فاستراح من هذه الآفة الخطيرة.
وكما أن الجهاز يحتاج إلى فورمات إذا أصابته عاهة مستديمة فالقلب أيضاً بحاجة إلى فورمات حينما يمتلئ بالخنا والفسق والمجون ويطفو حينها الإيمان كما الخشبة ويخشى عليه من الغرق.
وأفضل فورمات نعملها للقلب هي كثرة سماع الذكر الحكيم والقرآن الكريم والمحاضرات وشيء من النشيد الإسلامي الخالص للترويح عن القلب.
ولقد ذكر لنا أن أحد الشباب مغرم بسماع الأغاني وكان يقول : لا أستطيع تركها وهي حياتي ، وكثيراً من الكلمات التي تثير الإحباط واليأس.
لكن هذا الشاب أكثر من سماع القرآن وسماع المحاضرات والدروس فأنساه الله كل الأغاني بعد أن يحفظ منها الكثير الكثير.
في الختام أحب تذكيرك أخي المقصر – وكلنا ذاك – بأرجى آية في كتاب الله : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .