عندما تطالع عالم الأرقام القياسية فإنما تدخل إلى عالم مزيج من الإثارة والجد والمثابرة والمخاطرة وأحيانا مزيج من الهزل والاشمئزاز، وربما الخوف والحزن واليأس أحيانا أخرى.
لكن في خضم هذه المشاعر المتباينة لا يخلو الأمر من فضول وجاذبية شديدة في مطالعة كل ما هو غريب وعجيب.. إنه عالم الأكبر والأصغر، الأقوى والأضعف، الأطول والأقصر، الأكثر والأقل، الأسرع والأبطء، الأثقل والأخف..... !!!!!
موسوعة جينيس:
شهد عام 1951م بزوغ فكرة كتاب "جينيس" للأرقام القياسية. ففي ذاك العام، دخل السّير "هيوج بيفر" الذي شغل آنذاك منصب مدير معمل "جينيس" لصناعة البيرة، في جدال أثناء مشاركته في رحلة صيد، ودار الجدال حول أسرع طير يستخدم كطريدة في ألعاب الرّماية في أوروبا، "الزقزاق الذهبي" أم "الطيهوج" ؟، في تلك اللحظة، أدرك السّير "هيوج" مدى النجاح الذي قد يحقّقه كتاب يأتي بالأجوبة الشافية على هذا النوع من الأسئلة؛ فكان على حق!
بدأت فكرة السّير "هيوج" تتجسّد واقعًا ملموسًا عندما أوكل "نوريس" و"روس ماكويرتر"، اللذين كانا يديران وكالة لتقصّي الحقائق في لندن، مهمّة جمع ما أصبح في ما بعد "كتاب جينيس للأرقام القياسيّة". وصدرت النسخة الأولى منه في 27 آب 1955، ليتصدّر لائحة الكتب الأكثر مبيعًا بحلول عيد الميلاد في العام نفسه. ومنذ ذلك الحين، أصبحت العلامة التجارية "جينيس للأرقام القياسيّة" اسمًا مألوفًا ورائدًا عالميًا في مجال الأرقام القياسيّة العالميّة.
وتعتبر هذه الموسوعة من أدق المراجع التي يتم الرجوع إليها في معرفة الأرقام القياسية، ويخزن فيها كل الأرقام القياسية أو الأعلى في كل مجال مثلاً: أكبر وأسرع وأثقل وأثرى و.... وهناك الكثير حول العالم ممن يضحون بحياتهم أو مالهم لقاء اسما في موسوعة "جينيس" العالمية: فمن ماشٍ على أكبر عدد من السواطير حافياً دون أن ينزف من قدمه قطرة دم، ومن ملق نفسه من ارتفاع خيالي.... وغيرها من الأفعال التي قد تكون مضرة، وتبقى الشهرة هي الدافع الأول وراء دخول موسوعة "جينيس".
هذا وقد حقّق الكتاب رقمًا قياسيًا لبيعه ما يزيد عن مئة مليون نسخة في 100 دولة، بـ 37 لغة مختلفة، وهو نفسه رقم قياسي بحد ذاته، يخوله للدخول إلى الموسوعة هو الآخر.
أكثر من رقم قياسي:
• الصين تسجل 19 رقما قياسيا:
فرقا أو أفرادا صينيين حطموا 19 رقما عالميا، من أشهرها تغطية مشروع زراعة الأشجار الذي أطلق في مناطق شمال الصين مساحة 4,069 مليون كيلومتر من الأراضي، ويعد أكبر مشروع تشجير في العالم.
كما قام قطار "ماجليف" برحلته الأولى يوم 20 سبتمبر 2003 في شانغهاى واستغرق 8 دقائق ليكمل رحلة طولها 30 كم، ويصبح بذلك أسرع قطار تجاري في العالم يستخدم لمشاهدة المعالم السياحية.
وقال "ليو جيتشوان" الذي سجل أطول زمن لقيادة دراجة نارية بشكل مستمر وهو واقف على مقعد القيادة دون الإمساك بمقود الدراجة: "إن موسوعة جينيس للأرقام القياسية أصبحت مشهورة في الصين، وتمس حياة المواطنين بطرق مختلفة".
يذكر أن الصين تقدمت حتى الآن بأكثر من 500 طلب لتسجيل أرقام قياسية بالموسوعة يجرى حاليا التحقق من مصداقيتها.
• الكاميروني " سونج " يواصل هوايته في تحطيم الأرقام القياسية:
انفرد قائد منتخب الكاميرون لكرة القدم "ريجوبرت سونج" بالرقم القياسي لعدد المباريات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، عندما قاد منتخب بلاده ضد "توجو" في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في النسخة الـ 25 لبطولة أمم إفريقيا المقامة في مصر. وخاض سونج (29 عاما) مباراته رقم 25 في النهائيات لينفرد بالرقم القياسي الذي كان يتقاسمه مع حارس مرمى ساحل العاج "جوامينيه" الذي شارك في 7 نهائيات.
ومنذ أن شارك "سونج" في نهائيات البطولة القارية في جنوب إفريقيا عام 1996 لم يغب عن أي مباراة، وقاد بلاده إلى اللقب مرتين عامي 2000 و2002م و "سونج" بات سابع لاعب إفريقي فقط يدخل نادي الـ100 مباراة دولية، عندما خاض أول مباراة لفريقه في هذه البطولة ضد أنجولا (3/1). ويملك "سونج" أيضا رقما قياسيا آخر يتمثل بكونه أصغر قائد لمنتخب في نهائيات كؤوس العالم، عندما حمل الشارة في مونديال 1998 في فرنسا، وكان في الـ 21 فقط من عمره.
لكن سجل "سونج" لا يقتصر على الأرقام القياسية الإيجابية، لأنه يتضمن بعض النواحي السلبية، وأبرزها كونه أصغر لاعب يطرد في كأس العالم، وكان ذلك في مونديال 1994 في الولايات المتحدة. ثم بات أول لاعب في تاريخ نهائيات كأس العالم يطرد مرتين عندما لقي المصير ذاته في مونديال 1998 في فرنسا في المباراة ضد تشيلي.