الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
يقول الله جل وعلا ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.)
على ضوء الآية السابقة كثيرون من نشاهدهم يتصفون بهذه الصفة..
فاللأسف البعض جعل نفسه ناصحاً للغير ومعلماً للخير ولكن نسيَ أو تناسى أن يطبق ما يقوله ويعمل به بِدأًً..
خذ مثالاً على ذلك الأب بين أبنائه ينصحهم بالبعد عن التدخين لكن! نجده أول ما يستيقظ من نومه يشعل سجارته! فكيف بالله يتقيد الأبناء بأمر والدهم؟! بل بالعكس قد يصرون على ما فعلوا لأن قدوتهم يعمله وأمامهم..
والأمثلة كثيرة..
ومن المعلوم أن مخالفة القول العمل أمر عظيم وخطير قال جل وعلا( يا أيها الذين أمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون.كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ملا تفعلون)
ولكن! تكون المصيبة أعظم والخطب أشد عندما يعمل بذلك من يتصفون بسمات الدين ، من همهم وهاجسهم الأول الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير.. " وعالم بعلمه لم يعملن"
نعم.. نجد البعض منهم ينصح ويأمر وينسى نفسه!
نجد البعض وللأسف يأمر بحسن القول ولين الكلام وضبط النفس، وبمجرد ما تحدثه
لا تجده إلا غاضباً شاتماً عابساً!
قصة حدثت لنا إحدى الأخوات حفظها الله من الداعيات قريبة جداً ، تُقام لها المحاضرات حافظة لكتاب الله متنقلة بين المناطق للدعوة ومتواجدة في مخيمات الحج دائماً ..تنصح بفعل الطاعات وحسن الخلق وزيارة المريض وصلة الرحم والقربى ووو...
ولكن هي منذُ سنوات لم تزرنا! الله المستعان وللأسف تعيش بجوارنا أيضاً!
الكل يسأل: هل زارتكم الداعية...؟هل وصلتكم؟؟
لو أذكر أسمها لعرفنها الأخوات و أخشى أن يُغمى عليهن!
فعلاً زماني أدهشني فهو ملئ بعلامات التعجب والاستفهام..
فيامن يأمرون الناس بالبر والطاعة وحسن الخلق وينسون أنفسهم عودوا إلى رشدكم فأنتم قدوة للغير !
قال جندب بن عبدالله البجلي عن حديث ذكره ( إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضي غيره)
وقد قيل: وبخَتَ غيرك بالعمى فأخذته
كفتيلة المصباح تحرق نفسها
بصراً وأن محسِن لعماكا
وتنير موقدها وأنت كذاكا
وفي هذا المقام أذكر ما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال( تعلموا العلم واعملوا به.. ولا تتعلموه لتتجملوا به،، فإنه يوشك إن طال بكم زمان أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه)
إي والله وقع وحدث..
فيا معلماً للخير وناشراً له وأمراً بالمعروف أبدأ بنفسك وهذبها وأجعل نصيحتك بفعلك قبل قولك..
أتمنى أن لا يأخذكم فهمكم لمغزى الموضوع إلى الإتجاة المعاكس!
فنحن لا نعمم.. فقدوة الخير ما زالت موجودة والناصحين لأنفسهم أولاً كُثر والحمد لله.. ولكن،، هو موقف مر طيفه بنا فكتبنا عنه..
أسأل الله أن ينفع بما كتبنا وأن ينير بصائرنا وأن نتقيه حق تُقاته..
وأن يقينا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا..
أختكم..