الأحد 5 من ذو الحجة 1430هـ 22-11-2009م
"عمال غزة" .. العيد يمُرُّ عليهم كباقي أيام السنة
مفكرة الإسلام: قال مواطنو قطاع غزة، الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة: إن يوم العيد يَمُرُّ عليهم كباقي أيام السنة.
وأكدوا ـم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمرون بها جعلتهم لا يقدرون على الأضحية، حسب وكالة "فلسطين اليوم".
وتعد الفئة العاملة من أكثر الفئات تضررًا؛ نظرًا لفقدهم مصدر رزقهم في الأراضي المحتلة من جهة منذ بدء انتفاضة الأقصى، والقطاع من جهة أخرى، بفعل الحصار "الإسرائيلي"، فيما لا تمثل المساعدات التي قدمتها لهم كل من السلطة الفلسطينية سابقًا، وحكومة غزة حاليًا الحد الأدنى للمعيشة.
ويمر قطاع غزة بظروف استثنائية وعصيبة من غلاء في مستوى المعيشة والسكن وكافة متطلبات الحياة بفعل الحصار "الإسرائيلي" الخانق، والانقسام الفلسطيني الجيوسياسي الأمر الذي أرهق المواطنين وجعل تفكيرهم للخروج من أزمتهم ينحصر في التخلص من الانقسام.
"من لم يضحِ لا عيد له":
ويقول أبو إبراهيم (45 عامًا) من مدينة غزة وكان يعمل في الأراضي المحتلة وهو الآن عاطل عن العمل منذ بداية انتفاضة الأقصى إن ما يميز عيد الأضحى هو "الأضحية"، معتبرًا أن من لم يضحِّ لا عيد له.
ويضيف: "كنتُ في السابق أثناء عملي في الأراضي المحتلة أضحي كل عام وكانت البهجة ترتسم على وجوه أبنائي وذلك لأن الأوضاع الاقتصادية كانت تسمح بذلك، أما اليوم فالحصول على لقمة العيش أصبح بالأمر الصعب نظرًا لعدم وجود فرص عمل وانتشار البطالة بالإضافة إلى الحصار الخانق الذي عطل إمكانية أية فرصة عمل".
لا عيد لنا ما دمنا على وضعنا الحالي:
وعلى صعيدٍ متصل، يقول المواطن عوض عبد الله (55 عامًا) إن الأوضاع الاقتصادية في السابق كانت أفضل مما عليها اليوم، مشيرًا إلى أنه كان يضحي كل عام وبمبلغ بسيط في الوقت الذي كان فيه الدخل مرتفعًا، فيما اليوم لا دخل موجود والأضاحي سعرها مرتفع جدًا، معربًا عن أمله في أن يجتمع شمل الفرقاء الفلسطينيين في الأيام المباركة التي نمر بها لكي ينتهي كابوس الغزيين الذي أرهقهم وبدد طاقاتهم وطموحات أبنائهم بسبب الأوضاع الاقتصادية العصيبة.
وتابع أن أبناءه يطالبونه بكسوة العيد وهو لم يستطع تلبية طلبهم متسائلًا كيف لي أن أضحي وأنا عاطل عن العمل وأعتمد في تحصيل لقمة عيشي على المؤسسات الخيرية ؟.
واختتم بالقول: لا عيد لنا ما دمنا على وضعنا الحالي.. فالعيد يحتاج نفقات وأنا ومن على شاكلتي وهم بالآلاف لا يستطيعون تحمل هذه النفقات.
كيف أضحك وجيراني استشهدوا وأبنائي مشردون:
وفي شمال القطاع حيث الخراب والدمار الذي خلفه العدوان "الإسرائيلي" الأخير على القطاع، يجلس المواطن أبو إسماعيل عبد ربه (75 عامًا) أمام ركام منزله المدمر، ويتذكر العام الماضي الذي ضحى به على باب منزله وأبناؤه وأحفاده من حوله وعيناه تملؤها الحسرة، قائلًا "والله الواحد ما له نفس يضحك من كثر ما شفنا".
ويضيف: كيف لي أن أضحى وأضحك وجيراني استشهدوا في الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة قبل أقل من عام، وأنا وأبنائي مشردين بعد أن كان يجمعنا منزل واحد.