ريح الصّبا تزكي الصّبابة في الحشـا عند الهبوب
وتحرّك الأشواق تطــوي بالمـنى بُعدَ الدّروب
فإذا الحيــاة بمرّها تحلو وتنسـاها الكروب
وتهون في الدّرب الصّعاب وينجلي ليل الخطوب
يا أحمـدَ الهادي ويا نوراً أطلّ على القلــوب
من كلِّ شيءٍ حُسـنَهُ آتاك علام الغيــوب
فالشّمسُ حُزْتَ ضياءها والغيمُ مدمعَه السّكوب
والطّيرُ أهدت شدوها والزّهرُ أهداك الطّيـوب
أهدى الصّباح حياته وسـكينةً أهدى الغروب
يا منذراً ومبشّـراً من عند علام الغيــوب
يا داعيــاً وسراجَ نورٍ قد أضـاء لنا الدّروب
ذكراك تحيينا وحبّـك غيثنـا يروي القلـوب
وحديثك الهادي رياض ليس فيــها من لغوب
صلّى عليك الله يا من ذكره يمحــو الذّنوب