تحرير المرأة بين قاسم أمين وبن بخيت
الخميس 14, يناير 2010
عبدالله بن قاسم العنزي
لجينيات ـ إذا التقاء الفكرين وجب الغسل ..! لا شك أنه يجب الغسل من درن الأفكار المنحرفة التي تجر الويلات على المجتمعات الإسلامية,وإن ما يطرح اليوم على الساحة باسم النهضة و الارتقاء لم يبنى على أسس سليمة من بعض الذي يحشرون " خشومهم " في غير اختصاصاتهم سوى أنه أتى إلى صحيفة وقد يكون بالمحسوبية وأصبح يتكلم بما لا يدرك مآلاته وعواقبه , إن الارتقاء والنهضة بأي مجتمع كان يتطلب العناية بشبابه من حاملي الملفات الخضراء أمام الوزارات الذين لم يجدوا في حياتهم سوى الجلوس في الاستراحات وأمام شبكات الإنترنت أو لا سبيل أمامهم إلا الانحراف ...! لا يزال الكثير من شبابنا يعيشون أخطر أنواع الفراغ وهو فراغ المسؤولية الذي أثر سلباً على أفكارهم وسلوكهم..! لماذا نلوم الشباب الذي احرقوا سياراتهم بالشوارع " تفحيط " أو دوران فهم يبحثون عن شيء في الحقيقة من حيث لا يشعرون ..! يبحثون عن المسؤولية ..! والعيش في لذة الدور والمسؤولية , بعض المنتسبين للثقافة والمعرفة يهتم" بالجنس " الناعم و ينظر له بكل لطف ورقة ماذا يردون من المرأة ...؟ وهل هي مكرهه ومستعبدة تحتاج إلى تحرير ..؟ أم هم الذين بحاجة إلى تحرير الوصول إليها ..! هنالك عقبة كئود أمامهم " محرم ـ اختلاط ـ غطاء الوجه أمور كثيرة يسعون إلى تحرير المرأة منها لكي يشاهدونها في السوق في العمل في كل مكان يريدونها حقيقة مشاهدة ليست هي المرأة التي لا يشاهدونها إلى على أغلفة المجلات أو عبر شاشات التلفاز ونحوها ..! قضية " تحرير المرأة " ليست من القضايا الجديدة على المجتمعات الإسلامية فعلى سبيل المثال في مصر خرجت هذه الدعوة على أعتاب الحملات التغريبية لتلك البلاد يتصدرها قاسم أمين بكتابة " تحرير المرأة " الذي نشره عام 1899 م وقد تناول قضايا مثل الاختلاط و الحجاب وكل هذه المسائل ليست من الدين.. ! مؤيدا من " محمد عبده " وغيره من الجدد و ما أشبه الليلة بالبارحة ...! فخرجت المرأة المصرية وتقدمت تقدماً ملحوظاً ثم تتفاجأ بأنها تطرد من محاضن النهضة التي كان يطالب بأن تدخلها بسبب حياءها ولبسها للنقاب لماذا تطرد من الجامعات ومحاضن النهضة ..؟ عندما رجعت للنقاب والعفاف و ما المقصود من هذا ..؟ أليس هم الذي يطالبون بأن تكون مشاركة ورائدة في المجتمع لماذا تمنع ويضيق عليها عندما تقيدت بضوابط الشرع ...؟ قاسم أمين أفنى عمره في تحرير المرأة وتلك الدعوى حتى بلغ التبرج عند بعض النساء لا يوصف إلا أن العجيب أن زوجة قاسم أمين لم تكشف وجهها وحافظت على الاحتشام ... ! كما ذكره مصطفى أمين وغيره وما أشبه الليلة بالبارحة ..! اليوم الكاتب عبد الله بن بخيت يفند شبه المتشددين ويرد عليهم كما يزعم بعدة مقالات متتالية كلها تخص المرأة والأسئلة التي تثار حولها وفي معرض مقاله بعنوان " هل ترضاه لزوجتك " أنه يقول قد لا أرضى ككاتب أن تعمل زوجتي في مكان مختلط مع الرجال.أثور وأزعل وربما أطلق " لماذا يريد أن يطلق الكاتب ..؟ يقول " لكن هذه النظرة الأخلاقية تخصني " وصفها أخلاقية ..! أفهم من الكاتب أن الاختلاط تصرف غير أخلاقي أو له انعكاسات على أخلاقيات المختلطين رجالاً ونساء ..؟ ويقول في المقال " هل ترضى هذا على زوجتك أو أختك أو بنتك؟ سؤال باطل شكلا ومضمونا. كلام يبدو من شكله أنه سؤال بيد أنه تعبير عن ثقافة تحط من قيمة المرأة " تناقض وانفصام بين التعبير ومضمون كيف يقول الكاتب سؤال باطل شكلاً ومضموناً وهو يجيب بعدم الرضا..! إن هذا الطرح من النوع الرديء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لن ينهض بالمستوى فكاتب يتحدث بمثل هذه القضايا ثم يقول دع حرية الاختيار للمجتمع لهو دليل على ركاكة الطرح وضعف التناول والتعاطي بين الحل والمشكلة , هذا الطرح ليس إلا تبليد للحس الجماعي نحو قضاياه بحجة الحرية الشخصية فالكاتب الذي ليس لديه الحل من حسن إسلامه تركه ما لا يعنيه حتى لا يأتي بالعجب , فالوعي انتشر والعلماء ورواد المجتمع موجودون والمسلم يعرف ضوابط الشرع وما هي منظومة القيم التي يتربى عليها ... لا تعجب : يطالبون بالاختلاط ويجعلونه من مقومات النهضة وأنه أمر مختلف فيه ولا يريدون الدعاة يحذرون من خطورة الانزلاق في مثل هذه القضايا ويصفونهم بالتشدد ..! ثم يقولون " أثور وأزعل " لا بل قد يفقد اتزانه " ويطلق " وهل الاختلاط الذي يقولون مختلف فيه يجعل الرجل يطلق وتتشرد هذه المرأة التي " دوخ " العالم لأجلها بالمطالبة بحقوقها ...!
سأعود إذا عاد الكاتب إلى اللقاء إن شاء الله ......
عبد الله بن قاسم العنزي
كاتب إعلامي في الصحافة الإلكترونية